أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3563
شـــــارك المادة
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لن تخوض عملا عسكريا مطولا في سوريا، حتى وإن اختار قرارا لإطلاق ضربة عسكرية على سوريا. وفي خطاب استمر 16 دقيقة مساء أمس أوضح: «لن أضع جنودا أميركيين في سوريا. لن أدخل في عمل مفتوح مثل العراق وأفغانستان. لن أطلق عملية جوية مطولة مثلما حدث في ليبيا وكوسوفو». وأضاف أنه في حال تمت الموافقة على ضربة عسكرية، «ستكون ضربة لتحقيق هدف واضح، وهو منع استخدام السلاح الكيماوي وتقليص قدرات الأسد». وبعد أن كان من الواضح أن إدارة أوباما لن تغزو سوريا مثل العراق وأفغانستان، كان الكثير من المحللين يتوقعون عملا عسكريا على غرار كوسوفو وليبيا، إلا أن أوباما أكد أن ذلك لن يحدث. (1)
قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لبحث الأزمة السورية، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توبيخا لـ«المجتمع الدولي» لفشله في معالجة الأزمة المتفاقمة في سوريا. وقال بان كي مون أثناء نقاش في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول «مسؤولية الحماية» إن «إخفاقنا الجماعي في منع الفظائع المرتكبة في سوريا خلال العامين والنصف الماضية سيكون له تأثير كبير على سمعة الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها». وأعرب بان كي مون «عن الأمل في أن تؤدي المباحثات القائمة حول مراقبة مخزون السلاح الكيميائي السوري، إلى أن يقوم مجلس الأمن الدولي بدور فعال في إنهاء المأساة في سوريا». (1)
قال البيت الأبيض أنه ألغى النزهة الصيفية لأعضاء الكونغرس وعائلاتهم، وهي فرصة سنوية للرئيس والمشرعين لتنحية الخلافات الحزبية جانبا والاستمتاع بالموسيقى والطعام. إتخذ هذا القرار بهدوء في الأسبوع الماضي، فيما كانت الإدارة تبحث الكيفية التي سترد بها على هجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا. وفي ذلك الوقت كان الكونغرس يبدو مشغولا بمناقشة ما إذا كان سيوافق على خطة الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية. وكانت النزهة تجري عادة في شهر حزيران من كل عام، كوسيلة لتوجيه الشكر للمشرعين على الخدمة العامة التي يقدمونها لكن هذا العام تم تأجيلها إلى أيلول بسبب ازدحام جدول مواعيد اوباما برحلاته الى قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية وزيارة لمدة أسبوع إلى أفريقيا. وقال مساعد بالبيت الأبيض: "الرئيس والسيدة ميشيل أوباما يتطلعان للترحيب بأعضاء الكونغرس وأسرهم في عطلة الكونغرس في كانون الأول". (2)
بقي معارضو الضربات على نظام الرئيس بشار الأسد ومؤيدوها في الكونغرس الأميركي على مواقفهم بعد خطاب الرئيس باراك أوباما، لكنهم وافقوا على قراره استكشاف فرص التخلص من المخزون السوري للأسلحة الكيماوية قبل شن أي عملية عسكرية. وأرجأ مجلس الشيوخ الأميركي حتى الأسبوع المقبل على الأقل بطلب من أوباما، تصويتاً على مشروع قرار يجيز استخدام القوة بهدف إعطاء الوقت للرئيس لتقييم صدقية العرض الروسي القائم على وضع الترسانة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية. وصرح تشارلز رانغيل النائب المعارض للضربات: «أشيد بالرئيس لأنه اختار الانتظار وطلب موافقة الكونغرس». (3)
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن إلى إعلان تخليها عن الخيار العسكري ضد سورية، كي تكتسب خطة وضع الترسانة الكيماوية تحت السيطرة الدولية «مغزى حقيقياً وتغدو قابلة للتطبيق»، وأعلن في موسكو أن المحادثات الروسية-الأميركية التي تنطلق اليوم، في جنيف ستستمر أياماً وتهدف إلى «تنسيق المواقف للخروج بمشروع قرار يقدم إلى مجلس الأمن». وأضاف بوتين محوراً جديداً أمس، إلى مبادرة تسليم «الكيماوي» السوري للسيطرة الدولية، وطالب بإعلان واضح من جانب واشنطن يستبعد الخيار العسكري ضد دمشق. (3)
أكد الرئيس التركي "عبدالله غُل" أنَّ نزع الترسانة الكيماوية الضخمة للنظام السوري خطوة جيدة وهامة،، محذراً في الوقت ذاته من أنَّ مسألة نزع الكيماوي السوري يجب أن لا تتحول إلى غاية لإنهاء الصراع في سوريا، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها للصحفيين عقب مشاركته بافتتاح "منتدى الأنظمة المالية الدولية" بمدينة إسطنبول. وأضاف غل أنَّ الحرب المستعرة في سوريا أدت إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص، ودمرت البلد، داعياً الولايات المتحدة الأميركية إلى النظر للمسألة السورية من هذا المنظور، وأن لا يكون تسليم النظام السوري لأسلحته الكيماوية تكتيكاً. (4)
على نقطة تجمع أعلى جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق، تجمع عشرات الفنانين السوريين مع غيرهم من ناشطين سوريين مؤيدين للنظام السوري، وذلك ليشكلوا دروعا بشرية في حال فكرت الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام بعد استخدامه للكيماوي في غوطة دمشق. وسربت مصادر إعلامية من مكتب العميد ماهر الأسد شقيق الرئيس الأسد بأن ذهاب الفنانين إلى نقطة تجمع في الجبل الدمشقي جرى بتوجيه سياسي، وبالتحديد صادر عن مكتب ماهر الأسد لأن هؤلاء الممثلين محسوبين على ماهر الأسد. ولم يصدر تصريح من الفنانين المشاركين في هذا التجمع يؤكد أو ينفي الخبر، علما أن من الفنانين الذين شاركوا في التجمع سلمى المصري، زهير رمضان، مصطفى الخاني، غادة بشور، فائق عرقسوسي، هبة نور، أندريه سكاف. (4)
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الضربة العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة توجيهها لسوريا؛ من شأنها أن تنقل الصراع المسلح إلى خارج سوريا، وإنها ستفجر موجة من الإرهاب في المنطقة. واتهم بوتين، في مقال له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، المعارضة المسلحة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية للتحريض على تدخل أمريكي في سوريا. وقال بوتين: "توجد كل الأسباب للاعتقاد أن الغاز المسم لم يستعمل من قبل الجيش، ولكن من قبل قوات المعارضة للتحريض على تدخل القوى العظمى الخارجية، التي تدعمها والتي ستقف إلى نفس الجهة مع الأصوليين"، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية». ودعا بوتين، في مقاله، الولايات المتحدة إلى "انتهاز فرصة رغبة" سوريا في تفكيك ترسانتها الكيماوية، بناء على اقتراح موسكو. (5)
رفضت قيادة المعارضة السورية، الاقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت مراقبة دولية. جاء ذلك على لسان سالم إدريس، رئيس مجلس القيادة العسكرية العليا للمعارضة السورية، في بيان مصور بالفيديو، اليوم الخميس. (5)
سلمت روسيا إلى الولايات المتحدة خطة من أربع مراحل لتنفيذ مبادرتها القاضية بوضع ترسانة أسلحة نظام بشار الأسد الكيماوية تحت إشراف دولي لتدميرها، تبدأ بانضمامه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وتهدف الخطة التي أعلنت عنها موسكو هذا الأسبوع إلى تفادي ضربة عسكرية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها إلى نظام الأسد ردًا على هجوم كيماوي نفذه في 21 من أغسطس في ريف دمشق. وتنص تفاصيل الخطة الروسية التي تم تسليمها الثلاثاء إلى الطرف الأمريكي في المرحلة الأولى على انضمام دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ثم يفصح نظام الأسد عن مواقع تخزين وصنع الأسلحة الكيميائية، على أن تسمح في المرحلة الثالثة لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق بشأنها. وتقضي المرحلة الأخيرة من الخطة بتحديد كيفية تدمير الأسلحة، وذلك بالتعاون مع المفتشين. (6)
--------------------------------------- 1. الشرق الأوسط 2. النهار 3. الحياة 4. السبيل 5. الشروق 6. المصريون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة