محمد فهد إبراهيم الودعان
تصدير المادة
المشاهدات : 7308
شـــــارك المادة
الدعاء بمعنى: اللجوء إلى الله - تعالى - بالدعاء والاستعانة به عندما يُغلق الحوار.
لا شك أن الدعاء هو العبادة، وهو من أهم ما يقرب إلى الله - تعالى -، وهو من أقوى الأسلحة التي يستخدمها الداعية، فإذا أغلق الحوار مع الطرف الآخر، حينها ينبغي التوجه واللجوء إلى الله - عز وجل - ودعاؤه ورجاؤه والاستعانة به، فبه يعبد الإنسان ربه، ويتحقق مطلوبة، وينال مبتغاه، ويحصل رضا ربه جل وعلا.
وشواهد هذا الأدب في قصة أو سورة يوسف - عليه السلام - واضحة جلية منها: 1- قول الله تعالى - على لسان نبيه يعقوب?: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) [يوسف: 18]. فهنا يعقوب - عليه السلام - في نهاية الحوار مع أبنائه، عندما جاؤوا بقميص يوسف - عليه السلام - ملطخاً بدم كذب، فهو لم يصدقهم، فاستعان بالله على احتمال ما يصفون من الكذب، وأنه يستمد صبره وحوله وقوته من الله - سبحانه - . 2- قوله تعالى - على لسان نبيه يوسف - عليه السلام -: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]. وهنا ختم يوسف - عليه السلام - حواره مع امراة العزيز وصواحباتها، مستعيذاً بالله من شرهن ومكرهن، ودعا ربه بأن السجن أحب إليه مما يدعونه إليه من عمل الفاحشة، ثم قال: وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهنّ، وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم، فاستجاب الله - تعالى - ليوسف دعاءه، فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز والنسوة اللاتي معها من معصية الله، ولهذا قال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يوسف: 34]. قال السعدي - رحمه الله - : "ومنها: أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله، ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حوله وقوته؛ لقول يوسف - عليه السلام - : (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]. السعدي، تيسير الكريم الرحمن (ص409). 3- قوله - عز وجل - في حوار يعقوب مع أبنائه عندما أرادوا أخذ أخيهم ليوسف: (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64]. فأخبرهم أن ثقته بالله في حفظ أخيهم، وأنه يرجو أن يرحمه فيحفظه ويرده عليه. 4- قوله تعالى - في حوار يعقوب مع أبنائه حيث قال لهم: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 83]. فدعا الله - تعالى - أن يرد إليه أبنائه الثلاثة، وهم يوسف وشقيقه وأخوهم الكبير المتخلف من أجل أخيه. 5- وقال سبحانه - على لسان يعقوب أيضاً: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [يوسف: 86]. 6- قول يعقوب - عليه السلام - لأبنائه: (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يوسف: 98]. فهم لما وفقهم الله للاستغفار والتوبة، أجابهم أبوهم إلى ما سألوا، فقال: سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم.
محمد فؤاد البرازي
أحمد ولد محمد ذو النورين
علي الكيلاني
خالد روشه
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة