..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

السيناريوهات المحتملة في سوريا

جوريسلم بوست

٩ فبراير ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3003

السيناريوهات المحتملة في سوريا
1.jpg

شـــــارك المادة

هل سيدعم فلاديمير بوتين حلاً فيدرالياً بحكم الواقع في سوريا ، أم يحقق نصراً كاملاً لنظام بشار الأسد، وكيف سيرد دونالد ترامب على ذلك؟
تشير آخر التقارير الواردة من سوريا بأن وقف إطلاق النار بوساطة روسيا وتركيا في سوريا بالفعل في خطر، حيث ما يزال القتال مستمراً في منطقة وادي بردى شمال غرب دمشق، بينما تسعى قوات النظام وحزب الله لإجلاء مقاتلي المعارضة من هذه المنطقة. وأيضاً حدثت اشتباكات في جنوب حلب ودرعا.


يضع وقف إطلاق النار الهش علامة استفهام حول ما إذا كانت محادثات منتصف يناير/ كانون الثاني في العاصمة كازاخستان، أستانا، بين الثوار والنظام ستحدث في الواقع.
في كل الأحوال والأهم من ذلك، تثير اتجاه الأحداث في سوريا عدداً من المسائل حول الدبلوماسية الحالية من الحرب السورية، المسائل التي لها آثار محتملة أبعد من سورية نفسها، وتتعلق أساساً بنوايا روسيا في النزاع السوري، وكذلك الموقف التي ستتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة بعد 20 كانون الثاني/ يناير.
وفيما يتعلق بروسيا، السؤال هو ما الذي يتطلع إليه فلاديمير بوتين في سوريا؟ و كيف يرى الروس نهاية اللعبة؟ تحيط سحابة من التضليل والتناقض بهذه النقطة في الواقع، هناك احتمالان:
الأول هو أنه من خلال الحفاظ على وجود نظام بشار الأسد، وحماية القواعد البحرية الروسية في طرطوس واللاذقية، من خلال إظهار الفعالية القاتلة للقوة الجوية الروسية، يرى بوتين نفسه الآن بأنه أثبت وجهة نظره. ففي هذا السيناريو، الهدف من وقف إطلاق النار الأخير هو تمهيد لاتفاق سيترك إلى حد كبير التوازن الحالي للقوات في سوريا في مواقعها على الأرض، إعطاء أو أخذ بعض المقاصة النهائية من جيوب الثوار بالقرب من دمشق وشمال غرب البلاد، سيسبب أي اتفاق يتبع وقف إطلاق النار باتفاق فيدرالي فضفاض لسوريا مقسمة من الأساس، تاركاً العلويين والعرب السنة والأكراد في كياناتهم الموجدة بحكم الواقع.


يُعتبر هكذا نهج خيالياً بشكل تام. حيث يشير سلوك بوتين في أوكرانيا وأماكن أخرى في أوروبا الشرقية إلى أنه ليس لديه مشكلة في الصراعات المستمرة شبه المجمدة التي يكون فيها العميل الروسي على قيد الحياة. في الواقع، يبدو أنه يفهم جيداً قيمة مثل هذه الحالات كأدوات ضغط على الغرب التعيس، حيث سيجعل نفسه جزءاً لا غنى عنه في أي نقاش.
التصريحات الروسية بشأن خفضٍ وشيكٍ للقوات في سوريا واقتراحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في شباط/ فبراير الماضي بأن موسكو ربما تفضّل حلاً فيدرالياً في سوريا هي دليل لسياق هذا السيناريو.
في السياق السوري، ستكون مثل هذه النتيجة ضد رغبات الأعضاء الآخرين في التحالف الموالي لروسيا. رغبة نظام بشار الأسد القطعية- كما أعرب عنها الدكتاتور نفسه وأبواقه المتنوعون في وسائل الإعلام الغربية- هي عودة كل سوريا تحت حكمه الحصري. بينما تريد بوضوح إيران أيضاً تدمير كل المعارضين للنظام- على الرغم من أن طهران تختلف عن الأسد في تفضيل نظام ضعيف يمكن فيه لمصلحة إيران المسيطرة بشكل مستقل أن تستمر في العمل وفقاً لرغبتها.
ولكن هذه القوى ضعيفة للغاية في تحقيق هدف النصر الكامل دون مشاركة القوة الجوية الروسية وقوات خاصة. لذلك يعترض الروس على أي جهد من هذا القبيل. هذا هو السبب في أن القرار الروسي أمر بالغ الأهمية.
أما الاحتمال الثاني هو أن الروس أنفسهم قد تبنوا هدف النصر الكامل للنظام. إذا كان هذا هو الحال، فإن الدبلوماسية الحالية هي مجرد ثرثرة تحتها سيستمر أي جهد في الغزو العسكري، مرحلة تلو الأخرى.


ستكون إحدى الطرق للجهود المستمرة من قبل النظام- التي قد يحدث هذا فيها- ضد ما تبقى من التمرد في محافظتي إدلب ودرعا. وفي الوقت نفسه، سيتم السماح لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بمواصلة طحن تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد. ومع اكتمال كل هذه العمليات- والتي هي: تدمير التمرد وتنظيم الدولة الإسلامية- ستضع موسكو الولايات المتحدة والغرب أمام الأمر الواقع وهو أنه تمت هزيمة التمرد، وتقترح أن مع انتهاء الحرب ضد الدولة الإسلامية الآن يمكن سحب القوة الجوية لقوات التحالف. فعند حدوث ذلك، سيتم تقديم خيار لقوات سوريا الديمقراطية التي غالبيتها من الكرد بالتعاون مع النظام وحلفائه أو سيتم تدمرها.
في بيان هذا الاسبوع، ألمح فيتالي نومكين- وهو خبير روسي في الشأن السوري الذي يُعتبر مقرباً من الحكومة- إلى التفضيل الروسي بإعادة توحيد سوريا تحت حكم بشار الأسد. وقال نومكين لوكالة الأنباء سبوتنيك الموالية لبوتين أن “موسكو قدمت بعض التنازلات لأنقرة برد فعل بغاية اللطف في إنشاء منطقة عازلة بحكم الواقع في شمال سوريا. ولم يصدر رد فعل قاس من روسيا، ولكن هذا لا يعني أن موسكو… ستتقبل باحتلال أجزاء من سوريا من قبل دولة أجنبية لفترة طويلة، بغض النظر عن تلك دولة”.
في حال أن السيناريو الأول يعكس الواقع بدقة، ونحن في عالم عقد الصفقات التي تفضلها الولايات المتحدة للرئيس المنتخب من الواضح، وهناك فرصة لإنهاء الحرب السورية، أو على الأقل انخفاضاً حاداً في كثافتها وأهميتها.
إذا حدث السيناريو الثاني ليعكس بشكل أكثر دقة التفكير والنوايا الروسية، ستكون المشكلة في المستقبل. من شأن انتصار كامل للطرف الأسدي/ الإيراني في الحرب السورية، تحت الوصاية الروسية، أن يؤدي إلى ظهور نظام استراتيجي جديد في المنطقة. وسيترك الإيرانيين مسيطرين ومسؤولين عن منطقة شاسعة من الأراضي المتجاورة من الحدود العراقية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط، وكل ذلك ممكناً بسبب الرعاية الروسية وفي مواجهة الولايات المتحدة المنسحبة والضعيفة في سوريا.
في هذا السيناريو، لا يمكن أن يكون هناك رابحين، ولن يكون هناك صفقات لتُعقد في هذا الشأن. وستلتزم الادارة الأمريكية الجديدة خيار التأقلم مع الاستراتيجية الروسية/ الإيرانية، على حساب إذلال الولايات المتحدة وابتعادها المتزايد، أو بشكل حاد مقاومتها. وفي كلتا الحالتين، ستكون العواقب وخيمة: إما ولادة نظام جديد تهيمن عليه إيران في شمال بلاد الشام، أو فرصة للمواجهة بين القوى العالمية الكبرى.


من المستحيل أن نعرف أي خيار سيختار الرئيس ترامب في مثل هذه الحالة. حيث يجمع الرئيس المنتخب بين النهج التصالحي مع روسيا مع رغبة حادة لكبح النفوذ الإيراني، وخط انعزالي مع معرفة قوية غريزية على ما يبدو، ذلك التموج ثم بذكاء التبرير ليس طريقة تصرف قوة عظمى. من يدري أي عنصر سيفوز في هذه اللحظة؟
قد يكون جيداً أن بوتين يفضل السيناريو الأول. فهو مهتم في عرض القوة وبناء النفوذ، ولكن ليس بأي شكل من الأشكال عبر انتصار الإسلام الشيعي السياسي.
من ناحية أخرى، فقد اعتاد على غياب العواقب الوخيمة لأفعاله. هذه هي العملية التي تم تعلمها، وسيتم نسيانها إذا رغبت الولايات المتحدة بالعودة كقوة في شؤون الشرق الأوسط. هل ستثبت سوريا بأنها الساحة التي يحدث فيها ذلك؟ ستخبرنا الأشهر المقبلة.

مترجم من جوريسلم بوست

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع