مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3106
شـــــارك المادة
من جنايات "القاعدة" على الثورة السورية أنها خَذّلت أهلَ الخير -من إخواننا المسلمين- عن الخير وزهّدت المحسنين في الإحسان، فإنهم نظروا فرأوا الفصائل يَقتتل بعضُها مع بعض وسلاح الأخ يُرفَع في وجه أخيه، فقالوا: تلك فوضى لا ثورة، وهي بغي لا جهاد، فلا يستحق السوريون المساعدة والإحسان.
وهم معذورون، فإنهم حملوا الأمر على صورته الظاهرة، فلم يعرفوا أنّ ما بدا صراعاً بين إخْوة السلاح إنما هو ثمرة من ثمرات منهج "القاعدة" الإقصائي الاستئصالي، وإنما هو عدوان وبغيٌ من الفصائل القاعدية ورَدٌّ ودفاع من غيرها. وأنَّى لهم أن يعرفوا الدقائق والحقائق وقد غَيّبتها جبال وأستار من الدعايات والأضاليل والأكاذيب؟
* * *
نقول لهؤلاء المحسنين الكرام: لا عليكم، اتركوا الفصائل وانسُوا ما شجر بينها، فلا تُتعبوا أنفسكم بتحرّي أصل الخلاف وتمييز المجرم من الضحية. ولكنْ ماذا عن الناس، عامّة الناس؟
أولئك هم الضحايا الحقيقيون للمحرقة، وقد دفعوا الثمن مرّتَين: مرةً لمّا قتل النظامُ الرجالَ وغيّبهم في السجون والمعتقلات تاركاً مئات الآلاف من الأسر بلا مُعيل، وقصفَ المدن وهَجّر السكان فبات الملايين مشرَّدين بلا بيوت. ومرة لمّا أعرض المحسنون عن نجدتهم، فتركوهم يعانون وحدهم ويعاني أطفالُهم من البرد والجوع والمرض، فلا غذاءَ ولا كساءَ ولا دواء، إلا قليل لا كفاية فيه ولا غَناء.
يا أيها المحسنون: اتركوا الفصائل ولا تبالوا بها، فإن وراء كل واحد منها دولة تدعمه، اتركوها واهتموا بالناس، بملايين المنكوبين الذين اشتد كربهم وثَقُلَ حِملهم وعجزت المنظمات الإغاثية عن توفير حاجاتهم الأساسية. إنهم أناس مثلكم من لحم ودم، ولهم مشاعر وأحاسيس وآلام وأحلام. فكروا فيهم، اشعروا بهم، تخيلوا معاناتهم، ساعدوهم بما تستطيعون: وفّروا للجائعين الغذاء وللمرضى الدواء وللمشردين المأوى والكساء.
لما كانت محنة إخواننا في البوسنة نفر الناس للبذل والعطاء، فعرفت يومها شخصاً قليل المال شطرَ مالَه شطرين، فقدّم الشطر لإخوانه البوسنيين وأبقى لنفسه الشطر، ثم رأيته بعد عشر سنين وقد تضاعف شطره الباقي عشرين ضعفاً بقدرة الله، ولولا أني رأيت ذلك بعيني لقلت إنه وهم وخيال.
فيا أيها المحسنون: استثمروا أموالكم في "بنك الرحمن" الذي يعطي في كل مئة ربحاً قدرُه سبعون ألفاً: {كمَثَل حبّة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة}، بل وأكثر من ذلك: {والله يضاعف لمن يشاء}. ولا تستهينوا بالقدر الضئيل وتقولوا: إنه لا يقدّم ولا يؤخر، فالقليل مع القليل كثير، ورُبّ درهم سبق ألف دينار، وإنكم لا تدّخرون في يومكم درهماً في بنك الاسثمار الرباني إلا ضاعفه الله ورَدَّه عليكم مئاتٍ من الدنانير ومئاتٍ في يومٍ تحتاجون فيه إليه. ولا يضيع الله أجر المحسنين.
الزلزال السوري
ياسين جمول
أبو طلحة الحولي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة