..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تغريدات مزمجر الشام عن الاندماج وما أثير حوله

مزمجر الشام

١٥ يناير ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6518

تغريدات مزمجر الشام عن الاندماج وما أثير حوله
1427733339549380200.jpg

شـــــارك المادة

عاد الحديث عن اندماج الجماعات المقاتلة في الشمال السوري ليتصدر المسرح الإعلامي والثوري بعد "نكبة حلب" ومع حالة الجمود العسكري على الجبهات، وإن كانت محاولة الاندماج الأخيرة قد حظيت بزخم إعلامي كبير وأثارت جدلاً واسعاً داخلياً وخارجياً، إلا أنها ليست المحاولة الأولى من نوعها، فقد شهدت الساحة السورية - خاصة في الشمال - عدة محاولات سابقة لدمج الجماعات المقاتلة في كيان موحد، وهنا استعراض مختصر لأبرز تلك المحاولات:


المحاولة الأولى:
بدأت أولى محاولات الاندماج والتوحد بين كبرى الفصائل في الشمال السوري، مع انطلاق مشروع الجبهة الإسلامية قبل ثلاثة أعوام،إذ عرضت بعض الفصائل المشكّلة للجبهة الإسلامية على جبهة فتح الشام - جبهة النصرة سابقاً - الدخول في الجبهة الإسلامية وفك ارتباطها بالقاعدة، لكن العرض قوبل بالرفض من قبل الجولاني، رغم الترحيب الضمني به من قبل الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وبرفض الجولاني بقيت فتح الشام خارجها، وكان مصير الجبهة الإسلامية التفكك، بسبب سياسة المحاصصة والتحزب ، وغياب الثقة والإرادة الحقيقية لإنجاح المشروع الذي بنيت عليه آمال كبيرة.


المحاولة الثانية:
وجاءت هذه المرة تحت شعار " مبادرة أهل العلم" ، فقد أطلق عشرات العلماء والشرعيين مبادرة تهدف لتوحيد الفصائل في الشمال، وتميزت تلك المحادثات بمشاركة طيف واسع من الفصائل المقاتلة، وبخطوات إيجابية في التعاطي معها، كما حظيت بدعم فوري من أغلب قادة الجماعات،"مبادرة أهل العلم" لم تلق َ تجاوباً وتفاعلاً من الإخوة في فتح الشام حينها، الذين اجتهدوا في المماطلة والتسويف في قبول لجنة المبادرة.
ثم مالبث الجولاني أن أطلق رصاصة الرحمة على مبادرة أهل العلم بطرحه لمبادرة جديدة شكلت التفافاً على مبادرة العلماء ومحاولةة للهروب إلى الأمام، مبادرة الجولاني التي جاءت للالتفاف على مبادرة أهل العلم تحدثت عنها يومها في وسم #مبادرة_ضرار لك أن تراجعها بالنقر (هنا)
الجدير بالذكر أيضا أن " أدعياء الاستقلالية " ومهندسي الفتاوى لم نسمع منهم يومها فتوى أو نقداً لدور الإخوة في فتح الشام في تعطيلل المبادرة! ولم يكن مصير "مبادرة الجولاني" بأفضل من مصير مبادرة أهل العلم، فقد تعثرت المفاوضات بسبب رفض الجولاني لمقترح الفصائل بفك الارتباط بالقاعدة.
لم نسمع أيضا يومها "أدعياء الاستقلالية" يتحدثون عن تغليب مصلحة الساحة على مصلحة التنظيم، كما سمعنا منهم بالأمس! وصمتواا صمت القبور.


المحاولة الثالثة:
وجاءت بعد فك جبهة النصرة ارتباطها بالقاعدة، وتحويل اسمها إلى جبهة فتح الشام ، حيث عقدت مشاورات بين أكثر من 13 جماعةمقاتلة، وهم : أحرار الشام، جيش المجاهدين، فتح الشام، فيلق الشام، الجبهة الشامية، الزنكي، أجناد الشام، جيش العزة، جيش النصر، الحزب التركستاني، أنصار الدين، لواء الحق، جيش السنة، صقور الشام، وقد حضر الجلسة عدد من المستقلين أبرزهم المحيسني وأبو الحارث المصري.
وبعد اجتماعات مطولة توصل المجتمعون إلى اتفاق يقضي بتشكيل مجلس شورى يضم قادة الفصائل، مقابل حصول الأحرار وفتح الشامم على مقعدين اثنين، بحيث يكون لمجلس الشورى صلاحيات تعيين القائد العام والقائد العسكري، ويعمل مجلس الشورى بآلية الأغلبية بالثلثين وتعتبر قراراته ملزمة.
كما اتفق المجتمعون على تشكيل مجلس شرعي يضم شخصيات شرعية مستقلة أبرزهم : المحيسني، أبو الحارث المصري، أيمنن هاروش، مظهر الويس وآخرين، وكاد أن يُكلل ويُختم الاجتماع الذي استمر لساعات في مغارة الجولاني بالنجاح بعد الموافقة المبدئية التي أعطاها الجولاني للمجتمعين عنده، قبل أن يأخذ المجتمعون استراحة لدقائق غيرت مسار المفاوضات! فبعد الاستراحة ورجوع المجتمعين للمغارة عاد كل من أبو عبدالله عطون وأبو الفرج المصري - وهما أبرز قادة فتح الشام - لطرح نقطة خلافية أصروا على تضمينها كمبدأ فوق دستوري! وهي العلاقة بتركيا ورفض عملية درع الفرات، مما أشعل الخلافات بين المجتمعين، قبل أن يتفقوا على إكمال المحادثات في جولة لاحقة.
وبعد أن تم عقد الجولة الجديدة طرح الجولاني شرطاً جديداً، وهو اشتراط قطع الفصائل المرتبطة بالموك لعلاقتها بالخارج قبل دخولها بالاندماج! وهذا ما زاد الخلافات بين الفصائل، واعتبره المجتمعون تهرباً من الاندماج، ولعل أبلغ دليل على ذلك اتهام أبو الحارث المصري للجولاني - بجلسة خاصة - بالمراوغة والكذب والتهرب بطرح قضايا خلافية معقدة! ولم نسمع حينها من أدعياء الاستقلالية موقفاً من الإخوة في فتح الشام! فلم تستغل المنابر للتشهير بهم ولم تطلق الفتاوى ضدهم كما فعلوا أمس!
بعد تعثر المرحلة الثالثة من مفاوضات الاندماج بين الفصائل، وقعت عدة أحداث لابد من ذكرها، لما لها من أثر على محادثات الاندماجج الأخيرة:
1 - دخلت حركة نور الدين زنكي بمفاوضات مع أحرار الشام للاندماج معها، قبل أن تتوقف بسبب استهتار الأحرار، وضغوط من الجولانيي على الزنكي.
2 - اندماج "جند الأقصى" مع فتح الشام، مما أدى لازدياد الهوة بين فصائل الثورة في الشمال وجبهة فتح الشام، وخسارة الجبهة لرصيدهاا الشعبي، خاصة أن الجولاني لم يستطع - ولن يستطيع - الوفاء بوعوده التي قطعها للفصائل المتعلقة بتفكيك جند الأقصى وتقديم أكابرر مجرميها للقضاء الشرعي.
بعد "نكبة حلب" وعلى وقع حالة الغليان الشعبي في المناطق المحررة اتجهت عدة فصائل للدخول في مفاوضات اندماج جديدة فيما بينها،، وشملت فريقين :
الفريق الأول: أحرار الشام ، فيلق الشام ، جيش الإسلام ، الجبهة الشامية، وكانت المفاوضات تهدف لإنشاء جبهة موسعة يتوحد فيهاا القرار العسكري والسياسي.
الفريق الثاني : حركة الزنكي، شهداء الإسلام، أجناد الشام، جيش العزة، وتهدف المحادثات للوصول إلى صيغة اندماج شامل بين هذهه الجماعات.
وعند التقاء ممثلين عن الفريق الأول والثاني قررا أن يتم عرض مشروع اندماج شامل على بقية الفصائل، وتم تشكيل وفد مشترك لأجلل ذلك يضم مستقلين.
مشروع الاندماج الذي كان من المقرر عرضه على بقية الفصائل ركّز على وطنية المشروع وعدم إقصاء أي فصيل، وضرورة أن يكون تحت رايةة علم الثورة، قرر الفريقان عرض مشروع الاندماج الجديد على الإخوة في جبهة فتح الشام ، وتم تشكيل وفد لذلك ُدعي إليه بعض الشخصيات الشرعية "المستقلة"، وكعادة القادة في الشمال فقد أنستهم (رهبة) لقاء الجولاني ماتم الاتفاق عليه مسبقاً فيما بينهم، فلم تطرح مسألة المشروع الوطني وعلم الثورة!


واستطاع الجولاني إقناع أبو عمار وحج توفيق بضرورة إكمال مشروع الاندماج السابق - الثالث- من النقطة التي توقفت عندها المحادثاتت واتفقوا على:
1- أن يكون أبو عمار ( أحرار الشام) القائد العام للكيان الجديد -2- أن يكون حج توفيق ( الزنكي) رئيساً لمجلس الشورى في الكيان الجديد -3- أن يكون الجولاني ( فتح الشام ) القائد العسكري للكيان الجديد ونائباً للقائد العام -4- أن تسلم الفصائل المندمجة كافة سلاحها الثقيل للجولاني -5- أن تسلم الفصائل المندمجة كافة مستودعات سلاحها للجولاني -6- ألا يتم تسمية رئيس المكتب السياسي للكيان الجديد إلا بموافقة الجولاني -7- أن تلتزم الفصائل بعدم المشاركة في درع الفرات والتعاون مع تركيا. وغيرها من الشروط التي استطاع الجولاني فرضها على أبي عمارر وحج توفيق.
وهنا قد يتسائل البعض: كيف استطاع الجولاني فرض تلك الشروط، وكيف قبل القادة بها ؟! جواب هذا السؤال يكمن في شقين باتا معلومين للكثير:
1- حالة الانهزام النفسي والخور للقادة أمام الجولاني، فدائماً ماتشبه جلسة قادة الفصائل في الشمال معه لما يشبه جلسة التلاميذذ أمام أستاذهم!
2- السذاجة والدروشة الفكرية لمعظم قادة الشمال، فمازالت بضع شعارات مزيفة وقطرات من دمع يذرفها أدعياء الاستقلالية أمامهم كافيةة لخداعهم !
بالعودة لمجريات الأحداث فقد لاقت بنود الاتفاق استهجاناً ورفضاً واسعاً من بقية الفصائل، التي كانت في حلف الأحرار وفي حلف الزنكيي على حد سواء، حيث اعتبرت هذه الفصائل نفسها مجرد " كومبارس" في الاندماج، ونظرت لهذا الاتفاق على أنه مجحف وخاوٍ من أي مقومات تؤدي لنجاح الاندماج.
ومع ردود الأفعال الغاضبة من تلك الفصائل ومع تعالي أصوات كثيرة من داخل حركة أحرار الشام رافضة لصيغة الاندماج هذه، شعرت قيادةة الحركة بخطئها، فدعت الفصائل لاجتماع تشاوري دعيت إليه الزنكي أيضاً، لامت الفصائل فيه الحركة والزنكي وطالبتهما بضرورة إعادة صياغة الاتفاق على أسس سليمة، وأن الاندماج بصيغته الحالية غير قابل للحياة، وافقت الحركة والزنكي على مقترح الفصائل، وتم تكليف الزنكي بإبلاغ فتح الشام بمطالب الفصائل.
جاء الرد بداية ً من فتح الشام بقبول إعادة صياغة الاتفاق، ودعت القادة للجلوس مع الجولاني، وبعد ساعات من التحرز الأمني استطاعواا مقابلته، في الاجتماع رفض الجولاني مقترح الفصائل بإعادة صياغة الاتفاق!، وطالب الزنكي وأحرار الشام بالالتزام بما اتفقوا عليه في جلستهم السابقة، كما طلب أيضاً من "المستقلين" ( المحيسني وأبو الحارث المصري ) الذين حضروا الاجتماع السابق الضغط على أحرار الشام والزنكي للمضي في الاندماج.
" المستقلون" بدورهم طالبوا أحرار الشام والزنكي بالمضي في الاندماج، ضاربين بعرض الحائط كل اعتبارات و مطالب بقية فصائل الثورة!
قيادة أحرار الشام ومع تصاعد الأصوات الداخلية، المنحازة للسواد الأعظم من فصائل الثورة علقت مشاركتها في الاندماج تبعتها أجنادد الشام والزنكي، وبذلك تم إسدال الستار على الفصل الرابع من فصول الاندماج، فيما انطلق فصل جديد قبل أيام فقط يهدف لإنشاء جبهة موحدة تضم عدة فصائل!
بينما دخلت فصائل الجيش الحر في مفاوضات للاندماج فيما بينها، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الكيان الجديد في الأيام القليلةة القادمة.


شبهات حول الاندماج :
لاشك أن ما شهدته محادثات الاندماج الأخيرة من تجاذبات وأخذ ورد حمل في بعضه شبهات عديدة، أراد البعض تمريرها، ولعلنا هنا نذكر أبرز تلك الشبهات :
الشبهة الأولى:

الجولاني تنازل و الآخرون لا يستجيبون! ولعل القائل بتلك الشبهة يشير إلى أمرين :
1- فك الارتباط بالقاعدة -2- التخلي عن منصب القائد العام للكيان الجديد، فهل هذه حقاً تنازلات قدمها الجولاني لتحقيق الاندماج ؟!
منذ أن فكت فتح الشام ارتباطها بالقاعدة اعتدنا على سماع أصوات من داخل الجبهة أو من مناصريها تتحدث عن أن فك الارتباط جاء تنازلاًً لصالح الساحة، وهنا لابد من الإشارة أولاً أن الجولاني وعلى مر أربع سنوات رفض كل مطالب السوريين وعقلاء الأمة بفك الارتباط، وترتب على ذلك ضياع مصالح عظيمة، وجلب مفاسد أعظم، فإن كان فك الارتباط خالصاً لمصلحة الساحة، واستجابة لنداء العقلاء والشعب السوري المظلوم فما الذي أخّره 4 سنوات كاملة ؟! ومتى كان الارتباط بالقاعدة مغنماَ حتى يكون فكه تكرماَ علينا ؟! وهل الارتباط بالقاعدة مصلحة شرعية أو دنيوية حتى يعتبر التخلي عنه تنازلاً ؟!
ألم يوفر ارتباطكم بالقاعدة للنظام وأمريكا "فرصة كانوا يتمنونها "، ويجلب للشعب السوري الكوارث والويلات باعتراف أميركم الظواهريي نفسه ؟! فكيف يكون فك الارتباط بالقاعدة منة يمنُّ بها الجولاني على الشعب السوري ؟! أليس الأولى به الاعتذار للشعب السوري على خطوة الارتباط ؟
ثانياً: الجولاني تنازل حين تخلى عن منصب القائد العام: وهذه الشبهة تثير السخرية! فلو راجعنا بنود الاتفاق الأخير وسابقه لوجدنا عكس ذلك، فبعد أن خُيل لنا أن ترك الجولاني لمنصب القائد العام تنازلاً منه، عاد وطالب بحقائب الأمن والمال والعسكرة والنائب ووصاية علىى المكتب السياسي، في محادثات الاندماج السابقة، كما طالب مؤخراً بتولي منصب القائد العسكري ونائب القائد العام، وتسليم الفصائل لمستودعات الذخيرة والسلاح له، وهو مايضمن له صلاحيات مطلقة وتحكم واسع بكامل مفاصل الكيان الجديد، وسيغدو حينها القائد العام أشبه برئيس شكلي (فخري) في نظام برلماني! فهل هذه المطالب والصلاحيات التي أرداها الجولاني مطالب الزاهد في الإمارة، الكاره للسيطرة والمنصب، حتى يسمى متنازلاً عنها ؟! ربما ! ثم أن الجولاني ذكي بحيث يدرك أن قائداً مثله مطلوب دولياً، ويتخفى حتى عن أعين عناصره وقادته، لايصلح أن يتولى قيادة كيان يجمع فصائل الثورة!
لذلك ترك منصب القائد العام موهماً قادة الفصائل أن تركه لهذا المنصب تنازل منه عن الإمارة، وحرص على الاندماج، بينما ضمن التحكمم بكل شيء!
الشبهة الثانية :

الاندماج الأخير المتعثر يجمع المؤثرين في الساحة، وما سواه غير مؤثر، وهي شبهة لاتنطلي على من يعرف تفاصيل الساحة السورية،، فمشروع الاندماج الأخير والذي سبقه يحوي فصائل كثيرة ليس لها فاعلية تذكر في الساحة، بينما تم إقصاء العديد من الجماعات المؤثرة والفاعلة، ولك أن تعلم أن جماعات مثل (أنصار الدين- لواء الحق - أجناد الشام -جيش السنة) - مع تقديرنا لها - لا يتجاوز عدد عناصرها مجتمعة 800 عنصر! بينما يتم تهميش جماعات كبيرة في الشمال كفيلق الشام وعموم فصائل الجيش الحر، وما ذلك إلا لهوى أدعياء الاستقلالية وحلفاء المنهج!
الشبهة الثالثة:
الفصائل لاتريد الاندماج مع فتح الشام: وهي كذبة تدل على إفلاس مروجيها، فالفصائل هي من ذهبت لفتح الشامم تدعوهم للاندماج! ومازالت مطالب الفصائل للمضي في الاندماج تتلخص بإعادة صياغة بنود الاندماج على أسس صحيحة سليمة، تضمن مشاركة الجميع وإنجاح الكيان الجديد، ثم لماذا تأسف فتح الشام ومعها " أدعياء الاستقلالية" على تعطيل اندماج كان سيجمعهم مع جماعات وفصائل "التمييع و الانحراف والعمالة"؟! ألا ترون إخواني حملات التخوين والطعن التي تصدر ليل نهار بحق الفصائل المشاركة في درع الفرات؟ ثم أليست الزنكي والأحرار من أبرز تلك الفصائل، أليست أجناد الشام فصيل مقرب من تركيا؟ بل إني سألت أمير "الحزب التركستاني" في سوريا عن رأيه بدرع الفرات حين قابلته فقال إنه يؤيدها!
فإن كانت هذه حال معظم فصائل اندماجكم وهذا حالكم معها - من رمي بالعمالة والتمييع والانبطاح - فعلامَ تأسفون على تعطيل الاندماج وفشله؟! أليس الأولى بكم أن تحافظوا على "منهجكم النقي" وثوابتكم الراسخة بعدم الاندماج مع فصائل ترمونها صباح مساء بالتمييع والضلال و الانحراف؟!! فكيف تحرص "الطائفة المنصورة صاحبة المنهج النقي" على تشويه منهجها باندماجها مع المنحرفين المميعين ؟!!
فإن قلتم: نحن لا نراهم كذلك، فنقول: دونكم عشرات الحسابات والمنابر - معلومة لنا ولكم أنها منكم وتتبع لكم - فلتتوقف عن حملات التحريض، ولتبرهنوا على حرصكم على جمع الكلمة بالتوقف عن منطق الوصاية وخطاب الفوقية ولغة التخوين تجاه إخوانكم في بقية الفصائل إن كنتم صادقين! و لايخفى على عاقل أن الاندماج بحد ذاته ليس مقصداً ولاهدفاً، إنما الهدف تحصيل مقاصد الاندماج من تحقيق التآلف وتقوية الشوكة ونصرة الثورة.
وليس كل اندماج مثمر، مالم يقم على أسس صحيحة وركائز ثابتة، وهذا التاريخ يخبرنا عن اندماجات بُنيت على باطل، كانت سبباً في دمار بلدان، فما الذي جنته الجزائر وشعبها من اندماج جبهة الإنقاذ مع الجماعة المسلحة، والتي أنتجت فيما بعد "الجيا" بتاريخها الأسود و حصادها المر! وما الذي جناه العراق وشعبه من اندماج عدة جماعات مع القاعدة تحت اسم "مجلس شورى المجاهدين" الذي تحول لاحقاً للمسخ " داعش " أفلا تعقلون ؟!
وكيف يؤمّل السوريون خيراً باندماج ينصر ثورته، ويحقق لهم العدالة والحرية، وقطبا هذا الاندماج -إلى اليوم- يرفضان الاعتراف بأبسطط مسلمات الثورة ؟!
فهذه حركة أحرار الشام "الزئبقية" التي ترفع شعار "ثورة شعب" وهي ترفض حتى اليوم تبني راية الثورة أو الحديث عن مشروعها الإسلامي الوطني؟! فالحركة التي تـُعدُّ أكبر فصائل الثورة مازالت حتى اليوم ترفض الانحياز للثورة الشعبية، وتصر على إبقاء رِجل في الثورة ورِجل في السلفية الجهادية.
أما "فتح الشام" التي ترفع شعار " ما جئنا إلا لنصرتكم" فما زالت تمنع السوريين -الذين جاءت لنصرة ثورتهم- من رفع راية ثورتهم فيي مناطقها!
فعن أي ثورة شعب يتحدث هؤلاء وعن أي نصرة يتحدث أولئك؟ إن الاندماج الذي ينشده الشعب السوري هو الاندماج الذي يعترف بثورتهم الشعبية المباركة، ويحافظ على كرامتهم ويصون مبادئ ثورتهم، لا الاندماج الذي يسفّه أحلامهم، ويعادي ثورتهم ورموزها، ويزيد في معاناتهم .. هذا والله أعلم.

حساب الكاتب على تويتر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع