..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

معركة حلب أخلطت أوراقه: بوتين يواجه ضغطا كبيرا داخليا

حسين. ع

١٨ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2751

معركة حلب أخلطت أوراقه: بوتين يواجه ضغطا كبيرا داخليا
000 المجرم.jpg

شـــــارك المادة

في أقل من شهر، تبين أن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان أقوى داخليا مما ادعى خصومه حول العالم، وأنه لم يستجد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ولم يتخل عن ثوار سوريا.

وخلال الأسابيع الأربعة نفسها، تبين أن قوات بشار الأسد والميليشيات المتحالفة معها، وما رافقها من غطاء جوي روسي، هي أضعف مما تقدم نفسها، وأنها غير قادرة على إلحاق الهزيمة بثوار سوريا، أو انتزاع حلب منهم، أو حتى حصارهم. وفي أقل من شهر، ألغى الكرملين بروتوكول إعلان برنامج الرئيس حول رحلاته الداخلية والخارجية، في وقت تواترت التقارير فيه عن اشتداد المعارك السياسية الأمنية في موسكو بين بوتين وخصومه.

وفور ذيوع خبر نجاح الثوار في كسر حصار الأسد على حلب، نشر الباحث والأكاديمي الأميركي المؤيد للثورة السورية ستيفن هايدنمان، على صفحته في "فايسبوك"، رابطاً لندوة سابقة لخبراء في الشأن السوري، أبدع فيها مؤيدو الأسد من الأميركيين، فقدموا حصاره حلب على أنه برهان قدرته على حسم الحرب السورية لمصلحته، وأن لا مفر لواشنطن من قبول سطوته وتأييده وتأييد موسكو في تحويل الثورة السورية إلى حرب ضد المجموعات "الإرهابية".

الخبراء الأميركيون ممن خابت تحليلاتهم حول حتمية انتصار الأسد، لم يكونوا وحدهم، ففريق كامل من المحللين العرب في واشنطن والعالم بادروا إلى تصوير عملية فك الثوار حصار حلب على أنها انتصار للسلفية الجهادية، واستخدموا كل العبارات التي تثير ريبة الغربيين، وادعوا أن قرار الثوار بعملية كسر حصار حلب كان في يونيو الماضي، وهو ادعاء يجافي المنطق، إذ إن كسر الحصار يتطلب أولا أن يتحقق الحصار نفسه، وهو ما لم يتم إلا في شهر يوليو.

وبكلام آخر، حاول مؤيدو الأسد المستترون الإيحاء أن نجاح الثوار في فك حصار كان سيؤدي إلى تجويع ربع مليون حلبي هو جزء من خطة "إسلامية متطرفة"، وهي خطة قديمة ولديها أهداف مرحلية وطويلة الأمد، وما فك حصار الأسد على حلب إلا جزء منها.

في الزمن الذي يكثر فيه الكلام من دون حساب، لا حياء، بل إمعان في الثرثرة. أما الواقع، فيشير إلى عكس ما قدمه هؤلاء حول قوة الأسد "الإنساني" و"حامي الأقليات والغرب" وضعف معارضيه الخبثاء "الإرهابيين".

لم ينهر أردوغان في تركيا لا تحت ضغط بوتين ولا أمام متآمرين محليين، بل اشتد حكمه صلابة واكتسب تأييداً أوسع بين معارضيه قبل مؤيديه. ولم يتخل حلفاء ثوار سوريا عنهم، لا سياسيا ولا ماليا ولا عسكريا، بل آزروهم ووثقوا بهم وساعدوهم على قلب حصارهم انتصارا.

أما في الضفة المقابلة، فتبين أن الصراع بين بوتين و"ايغور سيكين" رئيس روزنفت، شركة الطاقة الروسية العملاقة والمدير الفعلي لوكالة الأمن الفدرالي الروسي، التي خلفت جهاز "كي جي بي" السوفيتي، على أشدَه، وأن الأخير ماض في تعزيز قبضته على القوة الأمنية، حتى إن بوتين أنشأ جيشه الخاص، في أبريل الماضي، وعهد به إلى رئيس أمنه الشخصي، حسب تقرير مجموعة ستراتفور الأميركية للاستخبارات الخاصة.

وبسبب خشيته من الانقلابات المحتملة، ألغى بوتين إعلانه عن برامج سفره داخل البلاد وخارجها، خوفا من أن تتحول إحدى إجازاته خارج موسكو إلى عطلة مفتوحة.

في هذه الأثناء، تشير التقديرات الأميركية إلى أن بوتين يواجه ضغطا كبيرا بسبب تكاليف ضرباته الجوية ضد السوريين لمؤازرة الأسد، يترافق ذلك مع إمكانية ارتفاع التكلفة البشرية للمستشارين العسكريين الروس المشاركين في الحرب السورية، كما بدا جليا في إسقاط الثوار مروحية روسية فوق جسر الشغور ومقتل خمسة عسكريين روس كانوا على متنها، بينهم ضابطان.

وتقول التقارير الأميركية إن واحدة من أبرز دلالات نجاح الثوار في حلب هو بلوغ مقدرة روسيا على مساندة الأسد ذروتها، ما يعني أن تقدم الثوار من الآن فصاعدا صار مستقلا عن مواقف بوتين أو دعمه للأسد.

كسر حصار حلب قلب صورة سوريا.

الآن على الأسد وداعميه "إخراج أرنب" من قبعتهم، حسب التعبير الأميركي، أو القبول باستحالة حسمهم الحرب أو إنهائها حسب شروطهم.
 

 

العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع