..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عندما تغدر إدارة أوباما!

علي حسين باكير

٣١ مايو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4199

عندما تغدر إدارة أوباما!
باكير 00.jpg

شـــــارك المادة

الأسبوع الماضي كان حافلاً بالمفاجآت، على الأقل بالنسبة إلى الذين لا يزالون يؤمنون بكلام إدارة أوباما رغم الكم الهائل من الصفعات التي تلقوّها منها خلال السنوات الخمس الماضية، والصفقات التي عقدتها هذه الإدارة على حسابهم بالرغم من التوصيف القائل بأنّهم حلفاؤها.

في ذلك الأسبوع انطلقت حملتان عسكريتان، الأولى في الفلوجة العراقيّة بقيادة مرتزقة إيران من الميليشيات الطائفية الشيعيّة، والثانيّة في الرقّة السوريّة بقيادة ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني التابعة لصالح مسلّم.
ما يجمع بين الحملتين هو عنصر الشوفينيّة، الطائفية الشيعية في حالة ميليشيات الحشد، والقوميّة الكرديّة في حالة ميليشيات صالح مسلّم بالإضافة إلى العنصر الأهم في المعادلة وهو دعم إدارة أوباما، في الحالة الأولى قامت إدارة أوباما بتقديم الغطاء الجوي الفعّال لجحافل المرتزقة الإيرانية بقيادة قاسم سليماني رغم أنّ الحرس الثوري على قوائم الإرهاب الأمريكية وسليماني نفسه على قائمة العقوبات الأمريكية والأمميّة.
أمّا في الحالة الثانية فقد كان الأمر أكثر رومانسيّة أن صح التعبير، إذ وضع أفراد من القوات الخاصة الأمريكية شعار عصابات صالح مسلّم على بذلاتهم العسكرية رغم أنّ هذه العصابات تتلقى الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري أيضاً من قبل كل من روسيا وإيران.
من المفارقات أن تتحالف إدارة أوباما مع من لا يقلّون شأناً بأي حالٍ من الأحوال عن «داعش» لمحاربة «داعش»، وهو الأمر الذي يقودنا إلى الاستنتاج بأنّ المستهدف من هذه السياسات والتحالفات جهة أخرى، فالجميع يعلم أن «داعش» مجرّد ذريعة وأنه لا يمكن هزيمته من دون مشاركة السواد الأعظم من السنّة، وأن وجود «داعش» بحد ذاته هو نتيجة لمثل هذه السياسات التي همّشت وظلمت واعتدت على الأغلبية على حساب جزء متطرف من الأقليّة.
لعقود طويلة تمّ تعطيل القدرات الكامنة للمنطقة باستخدام عنصرين أساسيين هما إسرائيل وورقة الأقليّات، حيث كانت القوى الخارجية تتحكّم بالمنطقة عبر هذين العنصرين، بعد غزو العراق في العام 2003، تمّ استبدال إسرائيل بإيران ومرّة أخرى تمّ التركيز على الأقلّيات الدينيّة والقوميّة كعنصر معطّل (الشيعة والأكراد والعسكر المستبد).
لقد برز هذا التوجّه بشكل واضح جداً مع مجييء إدارة أوباما لا سيما مع تراجع أهمّية المنطقة بالنسبة لها وتركيزها على تخفيف التواجد الأمريكي فيها إلى أقصى حد ممكن وإعطاء الأولويّة لمنطقة شرق آسيا كتوجّه استراتيجي.
كان من المفترض منطقيا أن يتم التحضير لهذا الانتقال بتقوية مواقع حلفاء أمريكا، لكن ما حصل هو العكس تماماً، لماذا؟ لأن تقوية مواقع تركيا والسعودية فيما لو حصل كان سينهي المعادلة القائمة منذ قرون ويعيد اللاعبين إلى أحجامهم الطبيعية ويطلق القدرات الكامنة لدول المنطقة، ولذلك فضّلت الادارة عقد صفقات مع أعداء تركيا والسعودية حتى تضمن أن يكون هناك توازن سلبي إن صح التعبير وأن تكون قدرات الأكثرية معطّلة ومرهونة.
من هذا المنطلق، يمكننا أن نفهم لماذا تقوم إدارة أوباما بعقد صفقة مع حزب صغير من الميليشيات الشوفينية الكردية على حساب دولة كبيرة كتركيا، ولماذا تقوم إدارة أوباما بعقد صفقة مع ميليشيات شيعية طائفية تابعة لإيران على حساب أغلبية دول المنطقة وشعوبها.;

 

 

العرب القطرية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع