..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

التغلب السياسي بدعة ضالة

عباس شريفة

٨ مايو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5207

التغلب السياسي بدعة ضالة
شريفة 000000000000.jpg

شـــــارك المادة

في الوقت الذي عز فيه المولى والنصير لهذه الثورة اليتيمة والذي من المفترض أن يشد الأخ عضده بأخيه فإنه يعمد إلى بتر عضد أخيه بتوهيم يلبسه لباس الشريعة وكلاهما عاجز عن كف يد الطغاة عن دمائهم.
إن بدعة التغلب السياسي من أخطر البدعة السياسية التي ظهرت إبان حقبة الحكم العباسي على أثر النزاع بين الأمين والمأمون والتي بدأت تنتشر في ذهنية الفصائل والتي يعمد إلى إخفائها (تقية) بمبررات شرعية لذريعة تحقيق مقصد اجتماع الكلمة بالسيف والغلبة.
من هنا كانت أزمة فقه التغلب عند بعض الجماعات عائدة إلى الخلط بين ما وقع في تاريخ المسلمين من ممارسات سياسية وبين جعل هذا الذي مورس في التاريخ حكما شرعياً.
وحقيقة التغلب هو جريمة طغيان تغتصب فيها إرادة الأمة بالحديد والنار وتسفك الدماء لشهوة السلطان ولكن الفقهاء تلطفوا فسموها إمامة المتغلب.
ولكن أصحاب بدعة التغلب في الغالب لا يصرحون بأنهم يمارسون التغلب كحكم شرعي وإنما يعطون ذرائع مقبولة إلى عاطفة الجماهير فيجمعون بين التقية والبدعة.
ولو حاكمناهم على أصل الفكرة:

أين التغلب وأنت لا تستطيع فك حصارك؟!! أين التغلب وأنت لا تستطيع إطعام الناس؟!! أين التغلب وأنت لا تأمن على نفسك أين تنام؟!! أين التغلب والبراميل تنهال على أهلك؟!!
كان المُلجئ للفقهاء في إجازتهم لولاية المتغلب هو الاضطرار لما اختل نظام الحكم، واضطرمت الصراعات على السلطة، حينها لم يجد الفقيه سبيلا لإسكات صوت الفتنة إلا بإجازة حكم المتغلب بحكم أنها أخف الضررين ومن باب الرضى بالأمر الواقع، فلماذا غدا هذا المسلك الاضطراري طريقة معتبرة ينص عليها كطريقة من طرق انعقاد الإمامة عند البعض.

والبعض لا يكاد يميز بين حكم التغلب وحكم المتغلب بعد أن يستقر الأمر له ويترتب على الخروج عليه مفسدة عظيمة الخلط بينهما جهل وكذب على الفقهاء.
إن المسلك الشرعي الحصري والوحيد لانعقاد الإمارة هو الشورى عن رضى وحرية وكل ماعدا ذلك فهو بدعة ضالة واتباع لخطوات الشيطان تمهد للخروج عن قيم الشرع الحنيف.
متى ستعود للأمة حقوقها السياسية؟ ومتى ستكون صاحبة الولاية، في الوقت الذي يتصدر فيه المشهد فقهاء يسوغون حكم التغلب والقهر ويغروا الناس بالإقتتال؟!!
ولقد بتنا نلحظ التناقض العجيب فيمن يشنع في إنكار البدع ويدعي صفاء المنهج ونهج النبوة ثم يأتيك بأم البدع والشرور ويزين لفصيله مسلك التغلب والقهر من دون الفصائل!!!
حتى أن بعض الدعاة ممن يحرصون على ابتداء خطبهم بحديث (كل بدعة ضلالة) يشنعون على كل بدعة فإذا وصلوا إلى البدع السياسية ألجموا وصمتوا بحجة درء الفتنة.
وهناك من يقع في النظرة الأحادية: في تقدير الأمور فهو يرى مفاسد الخروج على المتغلب ولا يرى مفاسد الاستبداد والتغلب التي تفوق مفاسد الخروج عليه ومواجهته بأضعاف.
من فصائل الساحة من أشربت في قلوبهم المسالك الداعشية في حسم خلافات الساحة بالتغلب ولكن بفارق واحد هو التغلب بدون تكفير وأحيانا مع تكفير غير معلن.
هذه الإزدواجية تظهر عند بعض الفصائل مع تغير منسوب القوة لديها فهي في مرحلة الضعف تنادي بالشورى وتجعلها ملزمة وفي مرحلة القوة يدفع نحو التَغلبٌ بحجة اجتماع الكلمة فماذا إلا أن أشعل الأحقاد وأوغر الصدور بالإحن وزاد من تمزيق الكلمة واختلاف الصفوف وبعد الالتقاء فراسخاً

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع