..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أخيرا.. بشار الشريك البري للتحالف الأمريكي في سورية

أسامة الملوحي

٢٩ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5056

أخيرا.. بشار الشريك البري للتحالف الأمريكي في سورية
الملوحي 09.jpg

شـــــارك المادة

إن صحت الأنباء التي أكدها ناشطون على الأرض عن مشاركة طائرات التحالف الدولي إلى جانب الطائرات الروسية في القصف المساند للتقدم البري والقصف التمهيدي لاقتحام تدمر والسيطرة عليها من قبل قوات الأسد والميليشيات المصاحبة فلذلك دلالة و "كمالة" يعني له تفسير لا يقبل الخطأ وله ما بعده من نفس نوعه.

ومع الترحيب الرسمي الأميركي بدخول قوات النظام إلى مدينة تدمر واعتبار ذلك أمرا جيداً وإيجابياً، ومع مسارعة بشار الجعفري في إعلانه الصحفي أن الأسد مستعد للتعاون مع الولايات المتحدة في تحالف دولي ضد الإرهاب وأن التحالف لم ينجح لأنه لم ينسق مع حكومة بشار الأسد وأن مد يد العون للنظام ضد الإرهاب أفضل من الضغط عليه ليجلس ويفاوض مجموعات إرهابية.

ومع وجود التنسيق الأميركي الروسي المتصاعد والمتناغم والذي يزداد تقارباً على العلن يوما بعد يوم بشأن الملف السوري وباتجاه ما تريده موسكو الداعمة لبقاء بشار الأسد ,وبعد الزيارة التي كُشف عنها مؤخرا أنها تمت في بداية شهر آذار من قبل رئيس السي آي إي جون برينان وكانت مقتصرة على التباحث الاستخباري والعملياتي على الأرض السورية ولم يزر المسؤول الأمريكي أي مسؤول في الخارجية الروسية وذكر نائب وزير الخارجية الروسي وهو يرد على اللغط الذي حصل من سرية الزيارة "أعلم بانه زار أجهزة الاستخبارات الفدرالية، موضحا أن برينان لم يزر وزارة الخارجية لكنه التقى العديد من المسؤولين الروس".

وبعد اللقاء المطول بين كيري وبوتين في يوم 24 آذار قبل ثلاثة أيام من دخول قوات النظام الى تدمر ومع الصيغة الملفتة التي ذكرتها موسكو بعد اللقاء في أن واشنطن اقتنعت بأنه ليس من الضروري الكلام عن مستقبل بشار الأسد في هذه المرحلة... ورغم أن مايكل راتني المبعوث الأمريكي الخاص لسورية أصدر بيانا باللغة العربية مليئاً باللف والدوران ليخدع المعارضين السوريين في قضية قبول إدارة أوباما ببقاء بشار.

ومع وجود تقديرات أميركية معلنة عن صعوبة استرجاع الموصل من تنظيم الدولة  خلال هذا العام ووجود تصريحات حديثة جدا لقادة البشمركة الكردية عن صعوبة استرجاع الموصل, ووقوع خسائر كبيرة بالجيش العراقي الذي حاول التقدم من مخمور باتجاه الموصل مؤخرا.

ولمّا كان هناك في السابق دعوات مستمرة من الولايات المتحدة لروسيا للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده أميركا لمحاربة داعش... فقد أعلن لافروف في الثالث عشر من آذار استعداد بلاده للعمل مع الولايات المتحدة لاستعادة مدينتي الرقة وتدمر حيث ينشط الجيش الأمريكي بشكل رئيسي في شرق سوريا وأشار إلى أن  “الأمريكيين قد اقترحوا علينا قائلين، دعونا نقوم بتقسيم العمل، أنتم، القوات الجوية الروسية تركز على تحرير تدمر، ونحن الأمريكيين سنركز على تحرير الرقة”

ورغم أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي قال يوم 14 آذار أي بعد يوم واحد من تصريح لافروف "أن بلاده لا تخطط للعمل مع روسيا من أجل استرداد مدينتي الرقة وتدمر السوريتين من سيطرة تنظيم داعش وأنه لم ير أي مؤشر على حدوث هذا الشيء" فإن المؤشرات التي لم يرها المتحدث وربما لم يطلع عليها لصغر رتبته قد زادت بعد هذا التاريخ في المداولات المستمرة وحُسمت في اللقاء الطويل يوم 24 بين كيري وبوتين وجعل أميركا تشارك فخريا في عمليات تدمر.

كل ذلك وغيره يُكوِّن احتمالا كبيرا أن أميركا التي تقود التحالف الدولي في طور قبول بشار الأسد اليوم كحليف وشريك...حليف ضمن التحالف الدولي ضد "الإرهاب" وشريك بري تحتاجه أميركا في سورية ضد تنظيم الدولة وضد آخرين يشكلون عدوا مشتركا لها ولنظام بشار الأسد كالنصرة ومن تحالف معها.

ويبدو أن حلم بشار الأسد قد تحقق أخيرا وأفلحت مساعيه الحثيثة لإقناع أميركا أن من يواجههم في سورية ارهابيون وأنه يحارب الإرهاب منذ أول يوم أطلق فيه أول طلقة وأنه هو الشريك المخلص الوفي القادر على القضاء على الإرهاب على كل القياسات الأميركية والروسية والفاشية  وأنه سيكون الأفضل كذراع برية مع الميليشيات الطائفية المشحونة التي تأتمر بأمر إيران وتمولها إيران وربما يكون الاتصال الهاتفي الذي أُعلن عنه بين بوتين وروحاني حول تدمر يجاوز التهنئة إلى وضع أسهم اتجاهات المرحلة القادمة: ...إلى الرقة ....إلى دير الزور.

بعد تدمر لابد من الاستيلاء على القريتين وما حولها... القريتين تبعد جنوب غرب تدمر أكثر من 100 كم والقريتين أصبحت الآن خلف خطوط إمداد النظام وتشكل خطرا على قوافله.

وبعد القريتين لن يكون هناك إلا قرية السخنة التي تبعد أقل من سبعين كم شمال شرق تدمر وتشكل نقطة افتراق في مساحة بادية ظاهرة منها يتفرع الطريق إلى دير الزور شرقا وإلى الرقة شمالا.  وبوجود الغطاء الجوي المتعدد الجنسيات والتشويش على الاتصالات وتحديد وتحديث الإحداثيات والمراقبة الجوية المستمرة مع عمليات القوات الخاصة الروسية والأمريكية غير المشتركة والإنزالات المباشرة على النقاط الاستراتيجية وتقاسم الأدوار سيتمكن النظام مع حشود إضافية من الميليشيات الطائفية من الوصول إلى دير الزور شرقا وإلى ضفاف الفرات جنوب الرقة شمالا. والمسافة من السخنة إلى كلا الهدفين تقارب ال150 كم.

وسيكون هناك دور كبير لقوات الحماية الكردية وبعض العشائر المنضوية تحت مسمى قوات سورية الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي بإسناد جوي وتسليح أميركي وسيكون هناك تنافس أو تقاسم للدخول إلى مدينة الرقة بين قوات النظام وقوات سورية الديمقراطية... وسيكون هناك دور صغير لمجموعات ما يسمى بالجيش السوري الجديد الذي استولى على نقطة التنف الحدودية مع العراق ودور مماثل لبعض المجموعات الصغيرة التي جندها النظام وتنتمي لعشائر تعرضت للإبادة من داعش.

البادية السورية ذات المساحة المترامية لم تكن يوما تحت سيطرة مطلقة لأي طرف وكان اعلان سيطرة تنظيم الدولة على مساحات البادية المترامية استخداما مقصودا لأطراف كثيرة لتضخيم دور وحجم تنظيم الدولة وكانت الحقيقة لا تعدو سيطرة التنظيم على تدمر وعدة قرى أخرى لا يجاوز عددها العشرة... بينما السيادة الحقيقية كانت لمن يملك الطائرات ووسائل المراقبة الحديثة ويملك القدرة على القيام بإنزالات جوية حاسمة في أي نقطة معزولة في بحر البادية المكشوف.

ومع تجميد الجبهات بوجود الهدنة التي ستتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار فلن تكون هناك مفاجآت كبيرة في العمليات إلا إذا استغل تنظيم الدولة رياح السموم التي تنشط في الربيع والصيف وتحمل أتربة وغبارا يجعل من سلاح الجو مقيدا محجما فتكون هناك خسائر كبيرة للمتقدمين برا.

هذا ما ترجحه الإشارات والدلالات الكثيرة سياسيا وميدانيا خاصّة إذا جُمّد خيار اجتياح الموصل هذا الربيع، وبغياب القراءات الاستطلاعية للمعارضة السورية وغياب أي قدرة ضاغطة لها على القرار الأميركي سيتمكن بشار الأسد من البقاء في السلطة متحالفا مع الشرق والغرب بذريعة محاربة الإرهاب.

 

 

اورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع