..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الانسحاب الروسي صفعة في وجه النظام

عبدالرحمن عبّارة

١٩ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3107

الانسحاب الروسي صفعة في وجه النظام
537-400x259.jpg

شـــــارك المادة

مهما كانت أسباب ودوافع الانسحاب الروسي من (التدخل العسكري) للمشهد السوري فإنه لا يصب في مصلحة النظام السوري، بل لا يستطيع النظام - مهما فعل - استغلال الانسحاب لصالحه ولا حتى للاستهلاك المحلي.
تدرك الدول المعنية بالملف السوري حقيقة التدخل الروسي، وأنه تدخل يستهدف بالدرجة الأولى إيجاد توازن قوى جديد على الأرض، وذلك عبر إضعاف الثورة السورية ومساعدة النظام للوصول قوياً إلى طاولة المفاوضات، كما يدركون أيضاً أن الانسحاب هو للضغط على النظام لعدم التراجع عن المضي بالحل السياسي.
تحاول موسكو عبر إعلان توقف عملياتها وانسحابها العسكري الجزئي من سوريا الضغط على النظام للقبول بالعملية السياسية وفق جنيف3 وقواعدها أولاً، والتوقف ثانياً عن ممارسة كل ما من شأنه إجهاض العملية السياسية، ومن تلك الممارسات: عزم النظام إجراء انتخابات برلمانية في شهر نيسان/إبريل المقبل، كما أبدت الأوساط الدبلوماسية الروسية امتعاضها من تصريحات وليد المعلم الأخيرة بخصوص حدود العملية السياسية ومنها أن "بشار الأسد خط أحمر"، الأمر الذي قد يُفسر سرعة إعلان الانسحاب والإجراءات المتّبعة.
روسيا تدرك جيداً أنه عندما يتبنى المجتمع الدولي خيار (المفاوضات أولاً) فعلى روسيا أن تعيد حساباتها السياسية بما يخدم شعار المرحلة وأن لا تُغرد خارج السرب لوحدها طويلاً، وبناء عليه بدأت موسكو بجملة من الخطوات السياسية والعسكرية لتصحيح مسارها السياسي..
ومن تلك الخطوات: وقف العمليات العسكرية والانسحاب الجزئي من سوريا، وتصريحات وزير الخارجية لافروف الإيجابية تجاه السعودية والمعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات، في مقابل تراجع دعمها للمعارضة المحسوبة على موسكو، وعدم إصرارها على دور رئيسي لمنبر القاهرة ومجموعة الآستانة في مفاوضات جنيف3، كما من غير المُستبعد أن توافق موسكو على فتح صفحة جديدة مع أنقرة بعد برود دام لأشهر عقب إسقاط تركيا لطائرة عسكرية روسية تجاوزت الحدود؛ ومجمل تلك التطورات تُشير إلى ملامح المرحلة القادمة.
لا يمكن اعتبار الانسحاب الروسي الجزئي هزيمة عسكرية أو خروجاً نهائياً من سوريا، وتوقف العمليات العسكرية لا يعني بحال تسليم موسكو لمواقعها العسكرية في مطار حميميم ومرفأ طرطوس، ولا يعني عدم تجدد العدوان الروسي العسكري مستقبلاً، وهو ما أكدّه بوتين في كلمته أمام الضباط العائدين من سوريا بقوله: "إن القوات الروسية ستواصل تنفيذ غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا وغيرهما من الجماعات الإرهابية، كما ستستمر في تقديم مجموعة واسعة من المساعدات للقوات الحكومية"، ومع ذلك لا يمكن اعتبار الانسحاب الروسي المفاجئ إلا صفعة على وجه النظام ليقبل باللعب وفق قواعد المرحلة الجديدة وتحت الرعاية الروسية المباشرة. 

 

 

 

نور سورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع