مدين ديرية
تصدير المادة
المشاهدات : 10483
شـــــارك المادة
زينة سيد علي (أم أحمد)، أم سورية قدمت ثلاثة من أبنائها في الثورة السورية، في حين انضم أربعة من أبناء أبنائها القتلى للجيش السوري الحر. تروي أم أحمد قصة مقتل ابنها الأول أحمد (48 عاما) الذي قتل بطلقة في الرأس في المظاهرات التي خرجت في مدينة "إعزاز" وطالبت بإسقاط النظام.
أحمد الابن الأكبر ولديه ثمانية أبناء، التحق اثنان منهم بثوار الجيش الحر، قتل بعد وشاية من مخبرين حيث تم اغتياله قنصا. بعد ما يقارب شهرا من مقتل أحمد، حاصر عناصر الأجهزة الأمنية منزل عائلة أم أحمد ومن ثم اقتحموا المنزل وسط زخات من رصاص الرشاشات، قبل أن يتمكن عمر المطلوب للأجهزة الأمنية من الفرار والاختباء بمنزل عمه الملاصق. فتحت أم أحمد باب المنزل، لتفاجأ بإطلاق النار عليها من قبل عناصر الأجهزة الأمنية مما أدى إلى إصابتها بثلاث طلقات لتسقط على الأرض وهي تنزف. سارع أحدهم بسؤال أم أحمد عن مكان ابنها فردت إنه غير موجود "والله"، فرد عليها أنت لا تعرفين الله، كيف تعرفين الله والجيش الحر في منزلك منذ أربعة أيام. اقتحم العشرات من الأجهزة الأمنية منزلها والمنزل الذي اختبأ بداخلة عمر وبدؤوا بتفتيش المنزلين وتمشيط المنطقة ليكتشفوا مخبأ عمر ومن ثم يعتقلونه. كانت الأم التي يسميها أهل مدينتها خنساء سوريا تنزف على الأرض وابنها يسحل وينزف دما إلى أن تم إخراجه واعتقاله. سارع الأهالي بنقل أم أحمد للمستشفى، لتسمع هناك عن مقتل أحد الشباب دون معرفة أنه ابنها، ولم يخبر الأطباء خنساء سوريا بالفاجعة وطلبوا منها مغادرة المستشفى للإشراف عليها في منزلها. ألقت الأجهزة الأمنية بجثة الأب الشاب عمر بالقرب من مقبرة البلدة بعد إعدامه وتعذيبه، حيث تعرفت أخته على جثته بصعوبة بالغة. تروي خنساء سوريا قصة أبنائها للجزيرة نت متماسكة رافعة الرأس بشموخ وهي أم ثوار الجيش الحر الذين كانوا ينامون في منزلها وتعد لهم الطعام وتقوم بغسل ثيابهم. واستقبلت أم أحمد قبل شهر نبأ مقتل ابنها الثالث محمود (42 عاما) أحد عناصر الجيش الحر في اشتباك مع القوات النظامية بفخر واعتزاز، ولم تهتز الخنساء فكيف تحزن كما تقول للجزيرة نت وأبناؤها قتلوا على طريق الحرية والتحرير من نظام أذل شعبها واغتال الأرض والإنسان والحياة وقتل السلام والعدالة في أرضها التي قالت إنها أغلى من كل أبنائها. خلف محمود وراءه ستة من الأبناء، والتحق أربعة من أبناء أحمد ومحمود بالجيش الحر، حيث توزعوا على جبهات مختلفة للقتال، بينما انضم أبناء ابنتها للجيش الحر أيضا، ليكون أحفادها من ورثة الثورة والكفاح.
المصدر: الجزيرة نت
أبو فهر الصغير
عمير الجنباز
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة