..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نكبتنا.. والاستعمار المنكود!!

خالد حسن هنداوي

٢١ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2737

نكبتنا.. والاستعمار المنكود!!
هنداوي 00.jpg

شـــــارك المادة

لاشك أن الذين يسبرون أغوار الأحداث في منطقتنا وخصوصا سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا، يدركون أن الاستعمار الحقيقي مازال مسيطرا, وإن اختلفت أساليبه فيها, فاليهودية الصهيونية - ولافرق بينهما – والصليبية, والشيوعية الخادمة الأمينة لليهود وكيان الصهاينة, والشيعة التي نصَّبت نفسها قديما وحديثا بفروعها المغالية لمآرب هؤلاء جميعا.. وكلهم يسعون إلى الهيمنة بخطط مدروسة لا تجعلهم يخسرون إلا النادر من جنودهم في هذه الحَلَبة الكبيرة – والنادر لا حكم له – وقل الشيء نفسه في مواردهم البشرية وبلادهم ومدنيّاتهم , بينما نستنزف نحن وحضارتنا إلى قاعٍ دموي لا يمكن أن يحلموا به حتى لو كان استعمارهم بجيوش جرّارة..

وهكذا، فإنهم يستعملون الطائرات دون طيار ويقصفون عن بُعد جوا وبحرا وحتى بَرّا فإنهم يَرمون من مكان قَصِيّ, وبالتالي فهم يتعظون من حروبهم السابقة ضدنا, ونبقى نحن الضحايا دائما بعشرات الآلاف بل مئات كما في سوريا ويُجرح أضعافهم بل يزيد, ويُسجن أضعافهم كذلك بل يزيد, ويُشرّد الملايين داخل البلاد أو في المواقع المجاورة أو أوربا, ويعانون من الآلام والمآسي بما لا يعلمه إلا الله, ومثلا فما معاناة أهلنا المدنيين في "مضايا" وريف دمشق في الغوطتين, وكذا في ديرالزور وغيرها... إلا نماذج بسيطة في ذلك.

وكما قال نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية: إن ثمة 400 ألف محاصر سوري, ولابد لكل أحد حتى من غير الأمم المتحدة - التي تقدم ما تستطيع - أن يعين لإنقاذهم من الموت المحقق!.
وإننا إذا ذهبنا نستكْنِهُ ما وراء الخبر فلا ريب أن اليهود المجرمين هم وراء ما يجري بالدرجة الأولى, وقد حدثنا الله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة – 82.

فهم أصل كل بلاء وأفعالهم تَتَلَوَّى في معاقل المسلمين عبر التاريخ, وطبعا فإنه يأخذ حُكمَهم من عمل أعمالهم حتى لو كان عربيا أو مسلما أو متأسلما أعجميا, أما رأينا في حرب غزة الأخيرة كيف أن بعض حكام العربان وعرّابي اليهود قد كانوا أنكى منهم دعما ماديا ومعنويا! وهل أسقط الخلافة الإسلامية إلا اليهود؟

أَمَا كان اليهود المؤسسين الأوائل للشيوعية, ورأينا تعاون أحزابها في سوريا والعراق ومصر. وعرفنا أنها كانت في خدمة الصهيونية التي جمعت سَرَطانَيْ الرأسمالية وهذه الشيوعية معاً, وهل ننسى نفوذ اليهود في أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا, وأن أمريكا خصوصا أصبحت الألعوبة الخاضعة كيفما تهوى إسرائيل, وأن حوالي مليون يهودي روسي اليوم فيها يعملون لترسيخها على الدوام, وأن "بوتين" عندما زار الهيكل مؤخرا صرح: بأن علائقنا مع اليهود لا يستطيع أحد أن يقطعها! وأن أول كلمة قالها "النتنياهو لبوتين" في موسكو قُبَيل التدخل الروسي في سوريا: اطمئن فإن الأسد لن يذهب! طبعا لأنه وأبوه الوحيدان اللذان لن يستغني عنهما اليهود والغرب الصليبي لتنفيذ المؤامرات وتحقيق المصالح وحماية إسرائيل في المقام الأول.

أمَا أسهم كليهما في ضرب الفلسطينيين وخصوصا في تل الزعتر بلبنان مع أنهم حَمَوا حزب الكتائب المسيحي يومها!, وكان العماد "مشيل عون" ضدهم ثم أصبح معهم طوع بنان الأسد الابن.

أتدرون لماذا؟ لأن العَمّ سام لا يريد إلا ذلك، وقد عرف كل منهما الآخر بالمظاهر فكان عون يقول: إذا أردت زيارة سوريا أرسل لي بشار طائرة خاصة لِتُقلَّني مع أسرتي!

وهكذا يا سادة دعوكم من الشعارات والوعود فالممارسات قد فضحتهم, وهبَّت الثورة السورية فعرّتْهم حتى من ورقة التوت!. ومع ذلك ترى سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية اليوم مع خصمه اللدود "عون" بعد لَدَدِ أكثر من ربع قرن, يرشحه لرئاسة لبنان – طبعا إن هذا السيناريو لا يجعلنا نغفل أبدا عن نفوذ اليهود في المشهد, وكيف؟ وقد كان جعجع قد سجن عدة سنوات بهذه التهمة, وكان عون قد نُفِي إلى باريس أيضا! ثم رجع وأطلق سراح جعجع بعد أن نفذ الجيش السوري انسحابه مجبورا! واقرأ كتابَيْ "سلطة الاستخبارات في سوريا" لرضوان زيادة. و(الصراع العربي الإسرائيلي) لمحمد عبد الغني النواوي فهما مفيدان.
والذي حدث هذا الأسبوع يدلنا أن إيران الشيعية متفقة وأمريكا وروسيا لإبقاء نفوذها خادمة لهما وللمشروع الصهيوني ولذلك وبمعرفتنا بنظام ولاية الفقيه فإن الجغرافية ملغاة كما هي إسرائيل التوسعية, إذ تتبع العراق وسوريا لإيران ولبنان لسوريا بعد ترشيح عون وقبله سليمان فرنجية الصديق الشخصي للأسد ولصالح 8/ آذار, وتُستنزف السعودية في اليمن المدعوم إيرانيا..
وختاما، فيجب ألا ييأس أهل الشام فإنهم منصورون. أخرج أحمد في مُسنده 5/269 عن أبي هريرة عنه عليه السلام: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرّهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)..

 

 

بوابة الشرق

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع