ماجد محمد الأنصاري
تصدير المادة
المشاهدات : 5688
شـــــارك المادة
بعد سنوات من المفاوضات أعلن الرئيس الأميركي مستهل هذا الأسبوع نهاية العقوبات على إيران وبداية عهد جديد مع العدو الصديق والحليف اللدود، وإسقاط العقوبات له نتائج اقتصادية وسياسية على المنطقة يختلف المحللون في تقييم خطرها على المنطقة، ولكن ما لا شك فيه هو أن هناك قلقا عربيا من هذه المرحلة على المستوى الرسمي والشعبي. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أصدر مؤخرا نتائج المؤشر العربي لعام 2015 الذي احتوى على أسئلة متعلقة بإيران، وسياستها الخارجية تعطينا انطباعا حول التغير الطارئ على صورة إيران والقلق العربي منها، المؤشر نفذ لأول مرة في 2011 مما يجعل نسخة هذا العام هي الرابعة، ومن الممكن الاطلاع على منهجية المؤشر العلمية في نسخة تقريره الكامل المتوفرة على موقع المركز. من أهم مؤشرات الرأي العام تجاه إيران الواردة في نتائج المؤشر سؤال حول الدولة الأكثر تهديدا لأمن الوطن العربي، وعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني ما زال يحتل الصدارة إلا أن إيران حلت ثالثا بعد الكيان والولايات المتحدة، ومقارنة بمؤشر عام 2011 ارتفعت نسبة الذين يرون أن إيران هي الأكثر تهديدا من %4 إلى %10 أي أن واحدا من كل عشرة عرب استطلعت آراؤهم يعتبرون إيران أخطر على المنطقة من الكيان الصهيوني، وجدير بالذكر هنا أن الدراسة نفذت في منتصف 2015 أي أن الصراع في اليمن كان على أشده، كما نذكر أن السعودية والكويت كانتا الدولتين الخليجيتين الوحيدتين الممثلتين في التقرير، ومن المتوقع أن هذه النسبة كانت ستكون أكبر لو شملت العينة تمثيلا أكبر للخليج، ولكن التبرير الذي يسوقه منفذو الدراسة هو أن المؤشر العربي يمثل من خلال تنفيذه في 12 دولة عربية %90 من مواطني العالم العربي والتمثيل الخليجي في العينة يتناسب مع تعداد السكان. أما حول السياسة الخارجية الإيرانية فيشير التقرير إلى أن %62 من المشاركين أفادوا أنهم يعتبرونها سلبية في ارتفاع نسبته %10 عن مؤشر العام الماضي، ومن خلال قراءة النتائج نجد أن نسبة الذين ينظرون إلى سياسة إيران الخارجية بإيجابية لم تتغير بين 2014 و2015، ولكن نسبة أولئك الذين أجابوا بـ «لا أعرف» أو رفضوا الإجابة انخفضت بالنصف، ما يعني أن نصف الذين لم يحسموا أمرهم في 2014 انتقلوا إلى خانة التقييم السلبي للدور الإيراني في المنطقة. ربما يعتبر البعض أن هذه النتائج لا تعبر عن حالة الاحتقان التي نلمسها في وسائل الإعلام وفي مجتمعاتنا ضد إيران، ولكن العينة المستطلعة آراؤهم توزعوا بين 12 دولة عربية شملت دولا الاحتقان فيها ضد إيران أخف أو يتوافر لها قاعدة جماهيرية مذهبية مثل لبنان ومصر ودول المغرب العربي، وينعكس ذلك في أن نسب تأييد السياسة الخارجية الإيرانية ارتفعت في تلك الدول مقارنة بنسبة تأييد منخفضة في دول مثل الأردن والسعودية. مع رفع العقوبات لا شك أن التخوف العربي من المارد الإيراني الذي دمر المنطقة وهو مكبل سيزيد مع فك قيوده، ولكن أمام إيران وقيادتها صاحبة المشروع التوسعي عقبات كبيرة اقتصادية وسياسية خاصة مع انحسار دورها في سوريا وتقهقرها يمنيا والتكلفة العالية لمغامراتها مما قد يجعلها تتراجع وتنكمش للاستفادة من علاقاتها الجديدة عبر العالم، أما إذا اختارت الاستمرار في سياستها المتعجرفة فسيكون رفع العقوبات شكليا لا غير، الكره الشعبي العربي المتزايد لإيران مؤشر خطير بالنسبة للنظام الذي خسر مكانته التي حققها شعبيا باستغلال قضايا مثل فلسطين، ولا يبدو في الأفق أن بإمكان النظام استعادة ثقة المواطن العربي فضلا عن مواطنيه.
العرب القطرية
عيسى الشعيبي
وسام الدين العكلة
أبو أمجد
رجا طلب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة