محمد بيرقدار
تصدير المادة
المشاهدات : 2830
شـــــارك المادة
لماذا جيش الإسلام وأحرار الشام؟ ما الغاية من طرحهما من قِبَل الروس على قائمة الإرهاب؟!
كانت الأنظمة الإرهابية باختلافِ مسمياتها ومفرداتها والشعارات التي ترفعها أنظمةً وظيفيةً لأجهزة مخابراتٍ عالميةٍ، هي مَن صنعتها وضخَّمتها وحمتها.
انطلاقًا من الأنظمة الظالمة والمستبدة التي تم إسقاطها أو الجاري إسقاطها, وعلى رأسها نظام الأسد الطائفي الإجرامي, وصولًا لنظامِ البغدادي وفكره المتطرف, الذي صُوِّر على أنه الفكر الإسلامي، مع ملاحظة أن الأخير أدى خدمة إضافية عظيمة، وهي ربط اسم الإسلام بالإرهاب.
وبقي هذا الربط (بين الإسلام والإرهاب) شبه قائم إلى أن أتت الثورة السورية المباركة، لتكشف للعالم عور هذا الفكر وانسلاخه عن الإسلام.
وكان أحد أهم عوامل فك الارتباط بين الإسلام والإرهاب هو ظهور بعض الفصائل والتشكيلات العسكرية من عموم المسلمين وعامّتهم، حاربت إرهاب الأسد بداية، فحاول الغرب والأسد استغلال بعض الخطابات التي وُجِّهت لمقاتلين مسلمين يدخلون إلى معارك ضد النظام حملت طابعًا دينيًّا، وتم تجييرها باتجاه معين وهو إطلاق اسم إسلاميين على بعض هذه الفصائل، وخاصة الكبيرة منها.
طبعًا كانت الغاية إلصاق تهمة الإرهاب بها من خلال هذا الاسم، وربطها بتنظيم الدولة وغيره من أصحاب الأيديولوجيات المصنعة المتطرفة، لكن هذه الفصائل المسلمة، التي حاربت إرهاب الأسد أثبتت للعالم الهوة الحقيقية بين المعنى الحقيقي للإسلام والفكر الإرهابي المتطرف بكل أشكاله، فكانت أول من حارب إرهاب تنظيم الدولة حتى قبل أن تحاربه الدول الغربية، وأثخنت فيه أكثر مما أثخنوا.
فوجد الأسد وحلفاؤه أنفسهم في ورطةٍ أكبرَ، وهي ورطةٌ قد تهدم كل ما تم إنجازه سابقًا من مكتسبات في الحرب على الإسلام، وهو فك الارتباط الذهني الذي تكوَّن سابقًا بين مصطلح (الإسلامي) والفكر الإرهابي المتطرف.
فأصبح هناك تمييز عالمي بين تنظيم الدولة وبين الفصائل (التي أطلق عليها إسلامية)، التي حاربت تنظيم الدولة كما حاربت الأسد، وهدمت فصائل الثورة السورية بوعيها وفهمها لدينها كلَّ ما بنته الأنظمة العالمية خلال عقود.
فلم يكن أمام هذه الأنظمة -التي تسلمت روسيا قيادتها في هذه المرحلة كما هو واضح للجميع- من بدٍّ إلا أن تخرج تصنيفاتٍ جديدة تستطيع من خلالها إدراج الثورة السورية كاملةً على قائمة الإرهاب، ولكن يبقى الهدف الأهم لهذه الأنظمة وهو أن يتم تسويق الإسلام كإرهاب.
لذلك فإن الأهم هو طرح تصنيف الفصائل الإسلامية قبل غيرها، وهذا ما كان بطرحهم تصنيف جيش الإسلام وحركة أحرار الشام.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
الدرر الشامية
أمير طاهري
طارق باكير
القدس العربي
ساري وادي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة