..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حسن نصر الله مجرم الحرب

أنور مالك

١١ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7431

حسن نصر الله مجرم الحرب
مالك-0.jpg

شـــــارك المادة

لم تعد جرائم الحرب التي تقترف في سوريا خافية على أحد، سواء من عموم الناس أو المنظمات الحقوقية أو الهيئات الدولية أو المجتمع الدولي، فهي ثابتة بأدلة قاطعة لا يرقى لها أدنى شكّ، وصار العالم يتابعها على المباشر من خلال الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي والأخبار العاجلة.

لم يعد المتّهم الوحيد في المشهد السوري هو رأس النظام المدعو بشار الأسد؛ فيوجد غيره دعموه ورافقوه في رحلة جرائمه التي وصلت لدرجة الإبادة الجماعية، ومن هؤلاء حسن نصر الله زعيم ما يسمى "حزب الله" في لبنان، وهو تنظيم إيراني المنشأ والمعتقد والمنهج والهدف، قام بغزو سوريا للدفاع عن مصالح إيران في هذا البلد العربي الذي صار محتلاً.

لقد تحرك "المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران" مع "الحملة العالمية ضد الإرهاب الإيراني" على المستوى الدولي من أجل محاكمة حسن نصر الله، وهذا الأمر ليس له أبعاده السياسية، بل هو حقوقي وقانوني بحت، فقد ثبت لدى هذه المنظمات الدولية ذات المصداقية والمهنية العالية أن حسن نصر الله يرتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

نصر الله والجرائم ضد الإنسانية:

الجرائم ضد الإنسانية "تشمل جرائم القتل والإ‌بادة والتعذيب والتهجير والإبعاد والاستبعاد والإرهاب والاعتقال غير الشرعي والاضطهاد، لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية، سواء كانت فردية أو جماعية، ويلحق بهذه الأ‌عمال الشبيهة بها التي تقترف ضد المدنيين في المناطق المحتلة".

هذه التهمة صارت ثابتة على نظام بشار الأسد وهي كاملة الأركان، كما أنها ثبتت على حليفه "حزب الله"، الذي بدوره اقترف جرائم قتل لا تحصى ولا تعد، كما أنه أباد السكان المدنيين في عدة مناطق، وأيضاً عذّب الأسرى والمواطنين حد الموت، وهذا توجد عليه توثيقات كثيرة من خلال فيديوهات مسرّبة وصور تم التأكد من صحتها، إلى جانب شهادات من طرف ضحايا وشهود عيان منهم أطفال ونساء وشيوخ.

كما مارست مليشيات "حزب الله" بأمر مباشر من زعيمه حسن نصر الله، التهجير والنفي والاعتقال غير الشرعي وإرهاب المدنيين واضطهادهم، وسجله حافل بالإعدامات الميدانية، وهذا لم يقتصر على الداخل السوري بل طال حتى اللاجئين السوريين في لبنان.

نصر الله وجرائم الحرب:

جرائم الحرب بحد ذاتها هي الا‌نتهاكات لقوانين الحرب من جهة، ولما تعارفت عليه الأ‌مم المتمدنة في حروبها من جهة ثانية، بالإ‌ضافة إلى أيّ جريمة أخرى غير هذه الجرائم تقترفها سلطات الاحتلال أو أفرادها ضد المدنيين في المناطق المحتلة.

بموجب قرار الأمم المتحدة الصادر عن جمعيتها العامة تحت رقم 95/ا، بتاريخ 11 يناير/كانون الثاني 1946 - تبنت مبادئ محكمة نورنبرغ الستة التالية:

1- كل شخص يرتكب أو يشترك في ارتكاب فعل، يعد جريمة طبقاً للقانون الدولي، ويكون مسؤولاً‌ عنه ويستحق العقاب.

2- إذا كان القانون الوطني لا‌ يعاقب على عمل يشكل جريمة حرب، فإن هذا لا‌ يعفي ما ارتكبته من المسؤولية بحسب أحكام القانون الدولي.

3- إذا تصرف الشخص الذي ارتكب الجريمة بوصفه رئيساً للدولة أو مسؤولاً‌ فيها، فإن هذا لا‌ يعفيه من المسؤولية طبقاً للقانون الدولي.

4- إذا تصرف الفاعل بأمر من حكومته، أو من رئيسه الأ‌على، فإن هذا لا‌ يخليه من مسؤوليته حسب أحكام القانون الدولي، ولكن من الممكن أن يساعده ذلك كأحد الظروف المخففة لصالحه حسب المادة الثامنة من شرعة المحكمة.

5- كل متهم بجريمة دولية له الحق بمحاكمة عادلة طبقاً لأ‌حكام القانون الدولي.

6- إن المبدأ الذي يقول "لا‌ جريمة ولا‌ عقوبة إلا‌ بنص" المطبق في القوانين الداخلية يمكن التجاوز عن تطبيقه في القانون الدولي.

من هنا يتبين أن هناك في مبادئ القانون الدولي الحديث، مبدأ يقول بأن المسؤولية عن ارتكاب الجرائم ضد السلم، وجرائم الحرب، والجرائم ضد البشرية يتحملها- إلى جانب الحكومات - الأ‌شخاص الطبيعيون المتهمون بإعداد الجرائم المذكورة وتخطيطها وتدبيرها وارتكابها، أو يعتبر الشخص الطبيعي مقترفاً جريمة جنائية دولية، حيث يكون هذا الشخص بما له من العلا‌قة القانونية بالدولة، قد اقترف جرائم دولية بصفة شخصية وعن طريق اللجوء إلى هيئة من هيئات الدولة.

أما بالنسبة لأنواع جرائم الحرب التي حدّدها القانون الدولي فهي:

- تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم.

- الجرائم الموجهة ضد المدنيين كاغتصاب النساء والتعدي على الممتلكات الشخصية.

- التشغيل والتهجير القسري.

- التعذيب والإبادة الجماعية.

ما ذكرناه سابقاً - نقلاً عن ويكبيديا - ينطبق تماماً على حسن نصر الله وحزبه، حيث إن التنظيم دخل بطريقة غير شرعية من أساسها للحرب في سوريا دفاعاً عن نظام مستبد قتل أكثر من نصف مليون مواطن سوري أغلبيتهم من المدنيين، كما أن هذه الحرب يشارك فيها بأمر مباشر من حسن نصر الله، وطالما تحدث هذا الأخير في خطاباته عن دوره في سوريا، وتباهى كثيراً بما يخوض من معارك لحساب نظام بشار الأسد الذي يسميه زوراً "المقاومة والممانعة".

إن المسؤولية الجنائية صارت ثابتة على حسن نصر الله من خلال جرائم اقترفها في الزبداني والقصير ومضايا وغيرها، وجاءت بأمر مباشر منه ولم نسجل يوماً إدانته لتجاوزات مليشياته أو عصابات بشار الأسد بحق المدنيين والعزّل.

نصر الله والإبادة الجماعية:

تعتبر تهمة الإبادة الجماعية أي من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:

أ) قتل أعضاء من الجماعة.

ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.

ج) إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً.

د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.

هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.

جريمة الإبادة الجماعية بدورها ثابتة على نظام حافظ الأسد منذ مجزرة حماة (فبراير/شباط 1982)، وأيضاً على بشار الأسد من خلال مجازر الكيماوي التي حدثت في الغوطتين (أغسطس/آب 2013) وغيرهما، وأيضاً البراميل المتفجرة التي قد تصل لدرجة الإبادة الجماعية في بعض المناطق السورية.

الإبادة الجماعية تلاحق "حزب الله" أيضاً، عبر قتاله مع النظام منذ سنوات ودعمه له بالسلاح والعتاد، وتشير بعض المصادر إلى أن مليشيات نصر الله تقوم بصناعة براميل متفجرة، وكذلك تنقل بعض المواد الكيماوية من الضاحية إلى داخل سوريا، واستعمالها ضد المدنيين بهدف إبادة جماعية تستهدف أهل السنة تحديداً، لأسباب دينية وسياسية بحتة.

إضافة إلى ذلك، نسجل الكثير من المجازر الجماعية التي اقترفها "حزب الله"، مثل مجزرة الحولة (مايو/أيار 2012)، ومجزرة القصير (يونيو/حزيران 2013)، ومجزرة القلمون (نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، ومجزرة دير بعلبة (أبريل/ نيسان 2012)، ومجزرة تل شغيب (مارس/ آذار 2013)، ومجزرة المزرعة (يونيو/حزيران 2013)، وغيرها من المجازر الكثيرة التي يهتز لها وجدان البشر.

ويندرج أيضاً تحت هذا البند حصار مضايا الجاري حالياً، ومنع الغذاء عن حوالي 40 ألف مدني كلهم من أهل السنة والجماعة، وقد مات جوعاً ما يناهز الأربعين شخصاً، حسب مصادر من داخل المدينة المحاصرة، وبتر أعضاء 15 شخصاً بسبب الألغام التي تحاصر المدينة بحوالي 6 آلاف لغم.

القصد واضح هو إبادتهم وقتلهم جوعاً لأسباب دينية وسياسية، من خلال إخضاع جماعة السنة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً، كما يحدد القانون الدولي.

طبعاً في تقديري القانوني، أن هذا الفعل يندرج ضمن جرائم الحرب وأيضاً يرقى إلى درجة الإبادة الجماعية ما دامت نوايا حسن نصر الله وبشار الأسد ثابتة تستهدف جزءاً معيناً من الشعب السوري بسبب انتمائه الديني والمذهبي والطائفي.

ضرورة محاكمة زعيم "حزب الله"

لقد ثبت على حسن نصر الله زعيم تنظيم "حزب الله" ارتكابه لجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وحتى جرائم الإبادة الجماعية، خصوصاً في مضايا التي لا تزال تحت حصار عنيف دفع المدنيين إلى أكل الحشائش والقطط والكلاب والمخلفات الحيوانية.

لهذا وجب أن تتم ملاحقته ومحاكمته دولياً، ما دامت الحكومة اللبنانية عاجزة تماماً أمام مليشياته التي تتمتّع بقوة عسكرية وصارت تهيمن على دولة لبنان هيمنة كاملة، وسيبقى أمام هذه الحكومة إما أن تعلن عجزها التام أمام مليشيات نصر الله الإرهابية أو تعلن رسمياً أن لبنان صار محتلاً من إيران عبر مليشيات "حزب الله" حتى ينطبق عليه قانون آخر، أو تتحمّل المسؤولية الجنائية بدورها من خلال شراكتها مع نصر الله والسكوت عن جرائم يرتكبها باسم الدولة اللبنانية.

مطلب توقيف حسن نصر الله ومحاكمته على تلك الجرائم التي اقترفتها مليشياته في سوريا سيظل قائماً ولن يسقط بالتقادم، ولا بأي اتفاقيات سياسية أو أمنية قد تحدث بين أطراف الصراع الدموي على التراب السوري، كما أن حملات التيئيس لن تثني المنظمات الحقوقية على العمل الدؤوب من أجل تحقيق العدالة لمئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، سواء بمتابعة نصر الله والأسد أو حتى سادتهم في طهران وموسكو.

في الأخير أقول:

بإذن الله لن يفلت حسن نصر الله من العقاب في هذه الدنيا مهما طال عمر جبروته وطغيانه.
 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع