..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حزب الله والتحديات الخمسة

ماجد عزام

٧ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3155

حزب الله والتحديات الخمسة
و جنائز حزب الله 00.jpeg

شـــــارك المادة

انهيار في حزب الله، هكذا كتب موقع ميدل إيست بريفنج -21 ديسمبر الماضي -في إشارة إلى التبعات السياسية الاقتصادية العسكرية البشرية الجماهيرية وحتى الفكرية والأيدلوجية لتورط حزب الله في معركته الخاسرة واليائسة إلى جانب النظام السوري مع تواصل عودة النعوش الصفراء إلى لبنان وتآكل مكانة الحزب لبنانيا عربيا وإسلاميا مع انخراطه غير المجمل أو المموه في الحرب الطائفية التي تخوضها إيران في المدن والعواصم والدول العربية سعيا وراء حلم أو وهم الإمبراطورية.

ربما تحمل كلمة انهيار بعض المبالغة والمصطلح الأدق هو تآكل تصدع تشقق فى صفوف الحزب وصورته وعلى كل المستويات كما قلنا سابقاً، علما أن الموقع عرض لخمسة تحديات تواجه  الحزب كلها تقريبا على علاقة مباشرة أو مرتبطة بتورطه إلى جانب النظام فى حربه المجنونة اليائسة والخاسرة ضد الشعب السوري.

- التحدي الأول: أن يكون قادرا على الحفاظ على دعم قاعدته الشعبية بينما تستقبل القرى الشيعية جنوب لبنان يوميا صناديق تحتوى جثث أبنائهم للذين قتلوا فى سورية.

هذا ربما أصعب تحدى داخلى يواجهه الحزب حيث يتواصل تدفق النعوش الصفراء بشكل يومي مع احتدام المعارك البرية وتواصل انتشار الحزب على مناطق واسعة من سورية الشاسعة أصلا والأمر هنا ليس عسكرى فقط بمعنى أن الحزب يخسر فى معركة مفتوحة لا أفق أو نهاية لها والأهم أن أمينه العام توقف حتى عند الحديث عن الانتصار كما كان يفعل فى بداية انخراطه العسكري في سورية وإنما يتم الحديث عن تسويات تحفظ مصالح الحزب أو حتى مصالح إيران فى سورية.

لعودة النعوش طبعا كلفة نفسية واقتصادية واجتماعية مع آلاف الأرامل واليتامى بكل ما يثيره ذلك من ضغوط على الحزب خاصة مع الأزمة الاقتصادية واشتداد أو تشديد الحصار الأمريكي عليه وعدم خروج إيران حتى الآن  من أزمتها المالية علما أن تمويلها للحزب قد يؤدى إلى فرض مزيد من العقوبات الأمريكية ضدها غير المرتبطة بالملف النووي، والتى لا يستطيع الرئيس أوباما رفعها أو حتى الحديث -مع رفض شديد فى الكونغرس- عن رفعها فى سياق تقاربه مع إيران ومحاولة تحقيق حلمه باجتذابها إلى صف الولايات المتحدة.

-التحدى الثانى: إدارة المعركة بفعالية على أرض غير مألوفة ودون وجود سابق علاقة مباشرة مع سكانها.

رغم اكتساب الحزب قدرات وخبرات قتالية لافتة إلا أنه فقد ما بين 1300-1500 عنصر مع خمسة آلاف جريح تقريبا ما يعنى فقد ثلث قوته القتالية الحقيقية أو نخبة مقاتلية على مستوى القتلى والجرحى والأهم أنه حقق بعض النجاحات الجزئية فى المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان ولكنه عجز عن تحقيق نجاحات في مناطق قريبة نسبيا مثل القلمون والزبداني ناهيك عن البعيدة مثل درعا وحلب حيث يسقط أكثر مقاتليه وحتى ريف الاذقية وهو هنا فقد ليس فقط التفوق الأخلاقي مع انخراطه إلى جانب نظام استبدادى مجرم وإنما معرفته بالجغرافيا وأرض المعركة كما الدعم أو الاحتضان الشعبي، وهي أهم أسباب تحقيقه للنجاحات  اللافتة والمهمة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى لجنوب لبنان.

- التحدى الثالث: بناء علاقات خالية من الاحتكاكات مع ضباط جيش الأسد والقادة فى الميدان في حين يمتلك كل طرف وجهة نظر وعلاقات مختلفة ببيئة العمليات.

هذا صحيح ويكاد يكون غير ظاهر مع خلافات فكرية وعسكرية ونفسية هنا حيث خلفية الضباط العلوين خلفية علمانية-أقرب إلى روسيا منها إلى إيران والحزب- وهم ضباط فاسدون مرتشون منحطين أخلاقيا الأهم أن الأسد لم يعد يمتلك جيش بالمعنى الحقيقي للكلمة والعبء الأساس بريا على عاتق حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة إيرانيا ومع ذلك يصر ضباط الأسد على الاحتفاظ بالقيادة أو بالكلمة العليا فى الميدان ويصر حزب الله على القتال بعيدا عنهم وهو أمر مستحيل قياسا إلى جهله أو عدم معرفته بالجغرافيا السورية كما لرفض النظام أو بقاياه وضباطه لتفرد الحزب وقيادته المعركة البرية منفردا ومن هنا يمكن الإشارة إلى أمر مهم مفاده أن حزب الله إيران يرتاح أكثر إلى شبيحة الدفاع الوطنى بينما ترتاح روسيا مثلا إلى بقايا الجيش النظامى وتريد تقويته ودمج الشبيحة داخله وهو ما ترفضه طهران بشدة.

- التحدي الرابع: الحفاظ على جاهزية الحزب وانضباطه التنظيمي الصارم رغم استنزافه فى سورية ليكون قادرا على صد والاستجابة لأى هجوم إسرائيلي مفاجىء إذا قرر الجيش الإسرائيلي تسوية حساباته فى جنوب لبنان.

وهذا أمر يكاد يكون مستحيل ورغم امتلاكه لخبرات قتالية جديدة إلا أنه فقد خيرة قواته ونخبته القتالية والأهم أنه مستنزف فى سورية ولا يستطيع مواجهة أو خوض حرب جديدة مع إسرائيل وهو مكشوف شعبياً لبنانيا عربيا وإسلاميا والأهم أن إسرائيل قد ترد عليه فى سورية ولبنان وقد تؤدي سيرورة الحرب إلى سقوط النظام السورى نفسه وتبديد مقدرات وممتلكات وأسلحة حزب الله مع تصرفه فى الفترة الأخيرة على أساس أن  القضية المركزية له هي الدفاع عن النظام السوري ناهيك عن القيود الإيرانية التي لا تريد أى تصعيد يبعثر أوراقها ويؤخر رفع الحصار عنها وهذا السبب تحديدا وراء عدم رد الحزب الجدى على الغارات والعمليات الإسرائلية المتواصله ضده وضد قوافله وقياداته خاصة فى سورية.

- التحدي الخامس: الإبحار سياسيا فى خضم الأهداف المناقضة بين الراعيين الإقليميين دمشق وطهران رغم أن الأهداف المتناقضة بين العاصمتين جزئية وغير ظاهرة للعيان خاصة فى ظل حاجة دمشق وانبطاحها أمام إيران التي باتت متحكمة بالشأن السورى إلى أن جاءت روسيا ويمكن القول أن التناقض قد يحدث بين موسكو وإيران حول حدود عملية التسوية وإمكانية تخلي موسكو عن النظام إذا ما توصلت إلى صفقة مع واشنطن والغرب أو وجدت ذلك متناسبا مع مصلحتها بينما ربطت طهران وحزب الله مصلحتهم ببقاء النظام والتباين السياسى قد يظهر مع الوقت وهو ظهر جزئيا مع رفض موسكو القيام بعملية برية فى سورية وإيكال المهمة لإيران وحلفائها وهو ما أدى إلى خسائر كبيرة فى صفوفهم والأهم أنه أظهر وكأن موسكو هي اللاعب الأساس والمركزي في سورية وتتعاطي مع إيران والحزب بالضبط كما يتعاطى هؤلاء مع النظام وجيشه أي بمزيج من الفوقية التعالى والغطرسة.

- التحدي السياسي والاخير للحزب حسب الموقع: إيجاد غطاء سياسى مناسب لتدخله في سورية بموازاة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الدعاية التقليدية القومية المعادية لإسرائيل والمناوئة للطائفية.

هذا يختصر تقريباً كل التحديات وبكاد يكون مستحيل لأن الحزب يخوض معركة طائفية بامتياز فى سورية وبات منخرط بقوة فى سياق الامبراطورية الفارسية فمن لبنان إلى اليمن ومرورا بسورية العراق لا يمكنه أن يسترجع أى غطاء شعبي عربي أو إسلامي كما الماضي والحقيقة أنه بدد كل رأس ماله وما استثمره سياسيا إعلاميا وفكريا خلال سنوات أو عقود من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى والاحتضان الشعبي اللبناني العربي الإسلامي له رغم المحاولات السياسية والإعلامية لعزله وشيطنته وهي ابتعدت وانفضت عنه بعقلها ومزاجها الجمعي عندما غير طريقه وانطوى فى إطار حلف الأقليات المذهبي والدموي علما أن موقفه خلال حرب غزة  الأخيرة فضح أو كشف كل المعطيات السابقة وحقيقة تخليه عن القضية الفلسطينية لصالح القضية الجديدة  المتمثلة بالدفاع عن نظام بشار الأسد فى معركة طائفية خاطئة وبالتأكيد خاسرة ولا أمل فيها.

مواجهة التحديات السابقة صعبة وتكاد تكون مستحيلة وتستلزم تغييراً فعلياً في القيادة السياسات الذهنيات والنهج، والانخراط ضمن استراتيجية وطنية دفاعية رادعة لإسرائيل لا تسمح باستخدام سلاح المقاومة  الشريف في الداخل للبطش والاستبداد وتحقيق غايات ومنافع مذهبية وسياسية وصغيرة أو فى الخارج للقتال إلى جانب الميليشيات المذهبية الطائفية ورموز الاستبداد ووبقايا الفلول وبلطجية الثورات المضادة.

 

 

عربى21

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع