..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كيماوي الطاغية يقتل السوريين من جديد

زياد الشامي

٢٦ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5877

كيماوي الطاغية يقتل السوريين من جديد
السارين 00.jpg

شـــــارك المادة

لم يعد خبر موت السوريين اليومي بجديد على العالم الذي يزعم التحضر، فلا تكاد تخلو نشرة أخبار من ذكر عدد الضحايا السوريين الجدد الذين يتساقطون بفعل آلة القتل النصيرية الصفوية الروسية، ليتحول قتل أهل السنة عموما –وفي سورية على وجه الخصوص- في القرن الحادي والعشرين إلى مجرد نبأ في نشرة أخبار وخبر على وسائل الإعلام.

الشيء المتغير الوحيد في خبر الموت اليومي الروتيني السوري المتداول على وسائل الإعلام هو: طريقة الموت وشكله وفاعله فحسب، فعشرات يُقتلون في شرق سورية بنيران طائرات التحالف الدولي، وأمثالهم أو أضعافهم يُنتشلون من تحت الأنقاض بفعل القصف الوحشي الروسي الذي يتعمد استهداف المدنيين، وآخرين يموتون بفعل براميل الطاغية التي لم تتوقف منذ بدء ثورة الياسمين.

لم يترك طاغية الشام وداعموه من الرافضة والروس نوعا من الأسلحة الممنوعة والمحرمة دوليا إلا استخدموه لقتل السوريين، بما في السلاح الكيماوي الذي يبدو أنه قد تحول -بفعل الصمت الأمريكي الغربي- إلى سلاح تقليدي لا مانع من استخدامه من قبل هولاكو العصر، ما دام يحقق مصالح الجميع في إجهاض ثورة الياسمين.

نعم... لقد بات مشهد اختناق وموت السوريين بغاز السارين الكيماوي مشهدا مألوفا وعاديا بالنسبة للمشاهد العربي والغربي على حد سواء، فبين الفينة والأخرى يقصف النظام السوري مدن وبلدات المعارضة بكمية من هذا السلاح، التي يزعم المجتمع الدولي أنه قد جرد النظام السوري منه، في صفقة رخيصة قايضت أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء ببعض براميل هذا السلاح المحظور.

فها هو طاغية الشام يتجرأ من جديد ويقصف المدنيين في معضمية الشام بهذا السلاح المحظور، ليستشهد العشرات دون دماء ودون ضجيج بعد أن يستنشقوا الغاز السام، وليعيش الباقي في حالة ذعر ورعب وهلع على أطفالهم وذويهم، بينما يصارع الأطباء لمعالجة المصابين وبعض الحالات الحرجة بعد أن عجزت المستشفيات هناك عن استقبال مزيد من الإصابات نظراً لافتقارها أصلاً إلى الأدوية والمواد الطبية بسبب الحصار المفروض على المدينة.

لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري السلاح الكيماوي ضد المدنيين المعارضين، فقد قتل الآلاف بهذا السلاح في مجزرة الغوطة في أغسطس عام 2013م، كما تكرر استخدامه لهذا السلاح مرات ومرات بعد مسرحية ما يسمى اتفاق نزع السلاح الكيماوي.

ما كان طاغية الشام ليتجرأ على قصف المدنيين ثانية وثالثة... وعاشرة بهذا السلاح المحظور، لولا الضوء الأخضر الدولي له بذلك، فقد سارعت الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بإسقاط النظام العراقي منذ سنوات بأوهام امتلاكه أسلحة الدمار الشامل المزعومة، بينما لم تحرك ساكنا إزاء سقوط آلاف المدنيين ضحايا السلاح الكيماوي على أرض الشام.

لقد كان فشل قوات الفرقة الرابعة التي يقودها أخو الطاغية المعتوه "ماهر" في اقتحام مدينة معضمية الشام وفصلها عن درايا للاستفراد بكل مدينة على حدة، وتكبدهم لخسائر فادحة في تلك المحاولة... هو السبب المباشر في هستريا استخدام النصيريين السلاح الكيماوي ضد المدنيين، فمعسكر هذه الفرقة المجرمة التي تتمركز على الجبال القريبة من المعضمية هي المتهم الأول بقصف المدينة بالصواريخ التي تحمل غاز السارين.

لم يعد النظام السوري وحده هو من يستخدم كافة الأسلحة المحرمة لكسر صمود ومقاومة الثورة السورية، بل إن أعتى قوة دولية بعد أمريكا باتت تشاركه في ذلك على أرض الشام، فروسيا التي ظنت أن عدوانها الغاشم على ثوار الشام لن يطول حتى يكلل بالنجاح والانتصار، أصيبت بصدمة كبيرة بعد أن فشلت في تحقيق أي تقدم على الأرض، فراحت تنتقم من هذا الشعب الصامد باستخدام كافة الأسلحة المدمرة والمحرمة دوليا –كالأسلحة العنقودية مثلا-.

وعلى الرغم من تعامي الحكومات والمنظمات الدولية عن جرائم كل من النظام السوري والروسي طويلا، إلا أنها اضطرت أمام كثافة الانتهاكات وكثرة استخدام الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليا أن تخرج عن صمتها، ليس انتصارا لأرواح السوريين، بل حفاظا على ما تبقى من ماء وجهها الذي يزعم حماية حقوق الإنسان.

ومن هنا يأتي خبر توثيق منظمة العفو الدولية أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة في عدوانها العسكري على الشعب السوري، وكذلك تنديد منظمة هيومن رايتس ووتش منذ أيام باستخدام روسيا المتزايد للقنابل العنقودية في سورية.

وأمام هذا التواطؤ الدولي على قتل السوريين بأعتى الأسلحة المحرمة دوليا، من خلال الصمت على تكرار جريمة الطاغية الكيماوية... لم تعد عبارات الاستنكار والتنديد المحلية والعربية أوالإسلامية –إن صدرت– تكفي، ولا بد من تحرك عاجل لتزويد المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية –مضاد طائرات– للجم آلة القتل النصيرية الروسية الصفوية، وإلا فإن عواقب عدم انتصار ثورة الياسمين لن تقتصر على الشعب السوري فحسب، بل ستطال المنطقة العربية والإسلامية بأسرها.


 
  المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع