زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 6287
شـــــارك المادة
أيا كانت الرواية الصحيحة التي أدت إلى اغتيال القيادي في حزب اللات اللبناني "سمير القنطار"، فإن حادثة اغتياله أكدت الكثير من حقائق دجل وكذب حزب اللات والنظام السوري وحلفائه فيما يخص عداوتهم للكيان الصهيوني تحديدا، ورفعهم لشعار "المقاومة والممانعة" على مدى العقود السابقة دون أن تكون ممارساتهم وأفعالهم تمت بأي صلة إلى هذا الشعار، و هي حقيقة طالما نبه إليها الموقع وكشفها في كثير من التقارير والمقالات، خصوصا بعد اندلاع الثورة السورية التي لم يكن عبثا تسميتها "بالفاضحة" و"الكاشفة".
وبعيدا عن جدل الجهة التي نفذت عملية الاغتيال، فإن ما ذكرته بعض المصادر الصهيونية ووسائل إعلامها التي أكدت أن أربع طائرات "إسرائيلية" نفذت غارات جوية استهدفت المبنى مما أدى إلى مقتل القنطار بالإضافة إلى شخصية درزية في سوريا يدعى فرحان الشعلان، ومباركة عضو الكنيست عن حزب المعسكر الصهيوني إيال بن رؤوفين - وهو نائب سابق لقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي – للعملية قائلا: إن المسؤولين في الجيش "الإسرائيلي" والاستخبارات وسلاح الجو يستحقون كل المديح على هذه العملية، بالإضافة لتأكيد حزب اللات في بيان له أمس الأحد مقتل القنطار في غارة "إسرائيلية" استهدفت مبنى في بلدة جرمانا جنوب دمشق، ناهيك عن آثار الدمار الكبير بالمبنى المستهدف...يشير إلى قوة رواية القصف الجوي الصهيوني.
أيا كان الأمر فإن العملية أكدت بعض الحقائق المكشوفة أصلا منذ فترة ليست بالقصيرة وعلى رأسها:
1- دجل وكذب كل من النظام السوري وحزب اللات في مزاعمه "مقاومة وممانعة" العدو الصهيوني الذي ما زالت طائراته تصول وتجول في العمق السوري، وتستهدف من تشاء من قيادات حزب اللات، دون أن يكون هناك رد لهذه الانتهاكات، اللهم إلا بعض الصواريخ العبثية التي يطلقها حزب اللات من جنوب لبنان ليحفظ ماء وجهه "المقاوم" المفضوح، دون أن تخدش تلك الصواريخ مستوطنا واحدا، وتصريحات النظام السوري الجوفاء الفارغة التي لا يبدو أنه يخجل من تردادها : "نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
والحقيقة أن المدقق في المستفيد الأول من هذه الاغتيالات والعمليات، لا يشك لحظة أنها ليست "إسرائيل" وحدها، بل هو النظام السوري وحليفه حزب اللات الرافضي، حيث إن أمثال هذه العمليات تظهرانهما وكأنهما ما زالا يحتفظان بشيء من العداء والمواجهة مع العدو الصهيوني، وهو ما يعتبر وقودا لا بد منه بين الفينة والأخرى للحفاظ على صورتهما "المقاومة والممانعة" المزعومة، ناهيك عن دورها في تبرير تدخل حزب اللات في سورية، من خلال ربط ذلك التدخل بما يسمى "الصراع مع العدو الصهيوني"، الذي لم يكن يوما حقيقيا بقدر ما كان وسيلة لتحقيق مآرب المشروع الصفوي في المنطقة.
ولعل أكبر دليل على تلك الاستفادة محاولات حزب اللات الترويج لسبب اغتيال "القنطار" الذي انتمى إلى الحزب بعد أن شمله في صفقة لتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني عام 2008م، ألا وهو : إنشاء خلايا لمواجهة الصهاينة في الجولان السوري المحتل – وهو ما نوهت إليه وسائل إعلام الصهاينة – بينما الحقيقة أن "القنطار" كان في جرمانا جنوب دمشق، يشارك في قتل الشعب السوري مع المليشيات الرافضية والنصيرية، ولم يكن في الجولان كما هو مزعوم.
2- مهزلة السيادة التي طالما تبجح بها النظام السوري، ليس في مواجهة الثورة السورية و بعض الدول الإقليمية الداعمة لها فحسب، بل وقبل اندلاع ثورة الياسمين أيضا، حيث انتهكت طائرات الاحتلال الصهيوني تلك السيادة المزعومة مرارا وتكرارا، دون أن يكون هناك أي رد لا في عهد طاغية الشام ولا في عهد والده من قبله.
وهنا يتساءل المتابع عن نوع تلك السيادة التي لا تكاد تخلو منها خطابات أو لقاءات طاغية الشام أو تصريحات نظام حكمه، والتي يدافع عنها طوال العقود الماضية:
هل هي سيادة الدولة وأمن حدودها والقاطنين فيها من السوريين كما هو معروف في تعريف السيادة قانونيا ودوليا؟! أم هي سيادة استمرار تسلط الأقلية النصيرية على البلاد التي تحولت إلى مزرعة لعائلة الطاغية وأزلامه؟!
لا شك ان الجواب واضح ولا يحتاج إلى كثير كلام، فما دامت طائرات الاحتلال الصهيوني تنتهك سيادة حدود سورية منذ سنوات دون أن يكون هناك أي رد حقيقي رادع، بالإضافة لتدفق الآلاف من الرافضة من كافة الجنسيات إلى البلاد، وتغولهم في التحكم بالكثير من شؤونها السياسية والاقتصادية وحتى محاولة العبث بهويتها الدينية، ناهيك عن التدخل العسكري الروسي الذي هو أقرب للاحتلال منه إلى مؤازرة ومساعدة النظام..... يشير بوضوح إلى نوع آخر من السيادة يتحدث عنها النظام السوري.
3- أكدت عملية الاغتيال من جهة أخرى عن حجم التنسيق الروسي الصهيوني العسكري في سورية، والذي يبدو أنه يسمح للمقاتلات الصهيونية بأن تفعل ما تشاء في أجوائها، بينما يهدد ويتوعد تركيا في حال اختراق الأجواء السورية ولو لمتر واحد !!
كما أظهرت العملية ضد مَن نشرت روسيا منظومة صواريخها المتطورة جدا آس آس 400 - والتي تستطيع كشف الطائرات الصهيونية قبل أن تغادر المطار الذي أقلعت منه – حيث بدا أنها ضد تركيا وكل من يدعم الشعب السوري في ثورته، وليست ضد الكيان الصهيوني كما حاول البعض أن يصور.
إن حجم التنسيق العسكري الروسي الصهيوني الذي كشفته عملية اغتيال "القنطار" يؤكد أن "إسرائيل" قد انضمت فعليا إلى حلف الرافضة والنصيرية ضد أهل السنة في سورية والمنطقة بشكل عام، سواء اعترف النظام السوري وحلفاؤه بذلك، أم استمروا بأكاذيبهم فيما يسمى "المقاومة والممانعة".
المسلم
أحمد أبازيد
أحمد عياش
علي حسين باكير
غازي دحمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة