..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ما وراء التنسيق الروسي ـ الصهيوني بسوريا

خالد مصطفى

١٢ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2778

ما وراء التنسيق الروسي ـ الصهيوني بسوريا
000 بوتين.jpg

شـــــارك المادة

صدّع النظام السوري منذ عشرات السنين رؤوسنا بمصطلحات "الممانعة" و"المقاومة للصهيونية والإمبريالية العالمية" وانضم إليه في هذه التصريحات العنترية نظام طهران منذ ثورة الخميني ثم حزب الله اللبناني الشيعي وصوروا للعالم أنهم أكثر من يقف في وجه العدو الصهيوني..

ومع مرور الوقت بدأت تتكشف حقائق خطيرة عن العلاقات الخفية بين أطراف الممانعة والاحتلال الصهيوني وكان آخر هذه العلاقات المشبوهة التنسيق الروسي الصهيوني لتنفيذ ضربات داخل سوريا ضد الثوار...

وكانت روسيا قد تدخلت عسكريا في سوريا لحماية نظام الأسد بعد مطالبته لها بإنقاذه ومن قبل روسيا دخل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله مليشيات شيعية أخرى..الآن أصبح هؤلاء بزعامة روسيا ينسقون مع "إسرائيل" داخل سوريا التي جعلها نظام الممانعة مرتعا للقوات الأجنبية...

قبل شهرين تقريبا قال ضابط في جيش الاحتلال  الصهيوني إن فريقا صهيونياً روسياً للتنسيق بهدف منع تبادل إطلاق النار بطريق الخطأ بين البلدين في سوريا سيكون برئاسة نائبي قائدي الجيشين, وأضاف الضابط إن المحادثات مع موسكو ستركز على العمليات الجوية في سوريا و”التنسيق المغناطيسي الكهربائي” ويشير التنسيق المغناطيسي الكهربائي إلى موافقة كل طرف على عدم اعتراض الاتصالات اللاسلكية أو أنظمة التتبع بالرادار الخاصة بالطرف الآخر وابتكار سبل تعرف كل منهما على قوات الآخر قبل أي مواجهة غير مقصودة في أتون الصراع, وتابع الضابط أن الكيان الصهيوني وروسيا ستنسقان أيضا العمليات البحرية قبالة ساحل سوريا المطلة على البحر المتوسط حيث توجد قاعدة بحرية روسية كبيرة....

وفي وقت لاحق قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية و"الإسرائيلية" أطلقت تدريبات عسكرية بهدف توفير الأمن لطيران كلا البلدين في الأجواء السورية،وقال الناطق باسم الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف إن المرحلة الأولى من هذه التدريبات انطلقت وتم خلالها تبادل المعلومات عن تحركات الطيران في الأجواء السورية بين مركز التحكم بالطيران الروسي في مطار حميميم في سوريا ومركز قيادة القوات الجوية "الإسرائيلية"...

هذه المعلومات لا يمكن فصلها عن تركيز ضربات روسيا على مواقع الثوار وليس على تنظيم داعش كما تدعي موسكو كما أن تصريحات عديدة لمسؤولين صهاينة أبدت تخوفها من زوال نظام الأسد ووجود نظام إسلامي في سوريا, كل هذا يؤكد أن مسألة التنسيق هي قضية استراتيجية لحماية نظام يلبي طموحات الجانبين..

كما أن الموضوع تخطى مصالح طرفين لمصالح حلف كبير طائفي يضم إيران ومليشيات شيعية حيث أصبحت سوريا نهبا لمخططات تريد افتراسها في حين يرفع نظام الأسد شعارا كاذبا عن "السيادة والاستقلال" بينما هو يفتح البلاد لكل القوى الاستعمارية للدخول للأراضي السورية حتى للعدو الصهيوني الذي كان يتاجر بشعارات عداوته لسنوات طويلة...

إن الاستعمار الخارجي لسوريا تعدى التلميح إلى التصريح المباشر فقد أعلن قائد القوات البرية الإيرانية العميد “أحمد رضا بوردستان”، عن استعداد بلاده شن غارات جوية في سوريا والعراق, مشيرا إلى إمكانية “تواجد القوات الإيرانية في كلا الدولتين، براً وجواً”..

من جهته بدأ الطرف الروسي خطوات هامة في تنفيذ أهداف هذا الحلف الطائفي فقد أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن روسيا تحاول تنفيذ عملية "تطهير عرقي" بمحافظة اللاذقية بشمال سوريا بطرد التركمان والسنة من اللاذقية لإقامة ملاذ آمن لها وحماية القواعد الروسية والسورية. واتهم أوغلو روسيا "بتقوية" تنظيم داعش من خلال ضرباتها في سوريا. وأضاف "تحاول روسيا تنفيذ عملية تطهير عرقي بشمال اللاذقية لطرد السكان التركمان والسنة الذين ليست لهم علاقة طيبة مع النظام. يريدون (الروس) طردهم. يريدون تطهير هذه المنطقة عرقيا لحماية قواعد النظام وروسيا في اللاذقية وطرطوس"...

يأتي هذا في وقت يرى محللون أن إقامة دولة نصيرية مستقلة يقودها الأسد في اللاذقية وما حولها أحد الخيارات المطروحة في حال هزم التحالف الروسي ـ الصهيوني ـ الشيعي..

العجيب أن العراك على تقاسم الكعكة بدأ مبكرا فقد كشف مسؤولون أمريكيون عن خلافات اندلعت بين روسيا وإيران بسبب ما تشعر به طهران من دفع فاتورة كبيرة في الصراع بينما تكتفي روسيا بالقصف البعيد من خلال السفن الحربية والطائرات, في وقت سقط العشرات من كبار رجال الحرس الثوري الإيراني بين قتيل وجريح في المعارك على الأرض.
 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع