العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 2836
شـــــارك المادة
ترى الصحفية ومراسلة شؤون الأمن القومي في صحيفة "واشنطن بوست"، "كارين دي يونغ"، أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة غدا السبت في فيينا. وستجد نفسها أمام خيارات تجنبتها لفترة طويلة، ولكن يبدو الآن أن الأمر لا مفر منه إن أرادت أن تنجح إستراتيجيتها الدبلوماسية والعسكرية في سوريا. وسيحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بناء زخم من أجل تحقيق عملية انتقال سياسية في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية منذ عام 2011.
ويواجه كيري ضغوطا من الحلفاء كي يضم إلى القائمة الضيقة للجماعات التي تلقى دعما أمريكيا جماعات جديدة والاعتراف بدور الفصائل الإسلامية التي تنظر إليها الإدارة كجماعات متطرفة.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما سيواجه الأحد والاثنين الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة العشرين الاقتصادية التي ستعقد في منتجع أنطاليا على البحر المتوسط.
وأكد أردوغان يوم الأربعاء أن سوريا ستكون "الموضوع الأهم" على جدول أعمال القمة، وأنه سيدفع باتجاه الفكرة التي تطالب بها تركيا وهي إقامة منطقة آمنة وحظر جوي في شمال سوريا وقريبا من الحدود مع تركيا. وسيشارك في القمة الرئيس الروسي بوتين الذي بدأ حملة جوية في سوريا قبل شهر ولديه أفكاره الخاصة حول التحول السياسي والإرهاب والغارات الجوية.
ويعتبر لقاء فيينا هو الثاني في سلسلة من الجهود الجديدة التي بدأها كيري لحل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية.
وتقول "يونغ" إن الإدارة بدأت تفكر جديا في الآثار الخطيرة لاستمرار الحرب على جهودها لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة للكارثة الإنسانية التي تسببت بها. ويبني كيري على جهوده الناجحة للتوصل لاتفاق مع إيران حول ملفها النووي من أجل دفع الملف السوري إلى الأمام.
بناء الزخم:
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله: "هذه فلسفة تقوم على الزخم"، وذلك من خلال "جمع الأطراف معا وإجبارهم على التقدم للأمام والالتزام بمواقفهم".
وتقول الكاتبة إن الخطة ترتكز على مواصلة عقد لقاءات قوية حتى يتم تحقيق النجاح، وإذا لم يقدم كيري شيئا، كما يقول مسؤول بارز في الإدارة: "فربما حصل لقاء آخر بعد هذا وستتلاشى. ولا نعرف ما سيحدث. لقد شاهدت كيري يخرج أرنبا من القبعة من قبل".
وكان كيري قد اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل انعقاد فيينا-1 لتنحية القضايا الخلافية مثل مشاركة الأسد في العملية الانتقالية أم لا. ودعيت إيران مع 19 دولة التي شهدت المؤتمر الأول.
وهذه هي أول مرة تشارك فيها طهران الداعم الرئيسي للأسد في نقاش دولي حول سوريا. ولم يدع النظام السوري ولا جماعات المعـارضة السورية للاجتماع الأول ولن يكونوا حاضرين في اجتـماع يـوم.
فالأطراف الدولية متفقة على أهمية التوصل لأرضية مشتركة وعندها يتمكن كل طرف من إقناع المتحاربين بأهمية ما تم التوصل إليه والضغط عليهم.
وركز اجتماع فيينا الأول على قضايا مثل التوصل لحل سياسي للأزمة وفتح معابر إنسانية للمناطق المنكوبة ووقف إطلاق النار.
وتحضيرا لاجتماع السبت قامت ثلاث مجموعات عمل بدراسة مقترحات حول من يسمح لها من جماعات المعارضة المشاركة في الحكومة الانتقالية وتلك المستبعدة بالإضافة للموضوعات الإنسانية.
وفيما يتعلق بطبيعة الجماعات التي لا يسمح لها بدور في العملية الانتقالية، هناك اتفاق حول استبعاد "جبهة النصرة".
وتطالب السعودية وتركيا بضم جماعة أحرار الشام إلى قائمة المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة، مع أن هذه الأخيرة لا تصنف أحرار الشام ضمن المعارضة المعتدلة ولا ترى ضرورة دمجها في العملية الانتقالية وهذا لتعاونها في بعض الأحيان مع جبهة النصرة.
ويعترف "هاموند" بالمشكلة، ويقول إن الاتفاق على قائمة شاملة للجماعات الإرهابية يحتاج لتفكير عميق، مؤكدا أن السعوديين لن يقبلوا بفكرة تصنيف أحرار الشام كإرهابية.
وحذر من الخلافات حول هذه النقطة: "لو ذهب كل واحد (للقاء السبت) وهو يقول أنا أعرف الجماعة التي يجب التعامل معها وتلك التي يجب استبعادها، فعندها لن نتقدم كثيرا".
وعلى ما يبدو فكيري راغب في توسيع قائمة الجماعات المقبولة أمريكيا مع أن مسؤولا شكك في موافقة الإدارة كيري رغبته.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بوقف إطلاق النار الذي لن يشمل جبهة النصرة، خاصة وأنها تسيطر على مناطق واسعة ولديها علاقات مع جماعات المعارضة المسلحة الأخرى.
وترى الصحيفة أن تفاؤل كيري بإمكانية التوصل لحل نابع من إيمانه أن الروس ليسوا معنيين كثيرا بمصير الأسد قدر قلقهم من انهيار الدولة السورية وخسارتهم موقعهم المتميز على البحر المتوسط.
لكن مسألة مصير الأسد ستحضر عاجلا أم آجلا حتى لو تم إقناع إيران بدعم حكومة قوية تشارك فيها جماعات المعارضة السنية.
ورغم اتفاق الأمريكيين والروس على فترة رحيل الأسد في مدى عام ونصف إلا أن الأمريكيين يريدون رحيله في وقت قريب، أما الروس فيريدون بقاءه حتى النهاية.
ولن تنتهي الدائرة السورية عند نقطة رحيل الأسد حيث ستظهر مسألة أخرى تتعلق بمن يحق لها أو لا يحق من الجماعات المشاركة في المرحلة الانتقالية. ولا تزال الجماعات السورية التي تلقى دعما من أمريكا وغيرها تتمسك بتحديد موعد زمني لرحيل الأسد كشرط لمشاركتها في العملية السلمية.
وأشارت الصحيفة، في الختام، إلى أن الموقف التركي، المصر على مواصلة إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا، قد يجد تعاطفا من الدول الأوروبية التي تريد وقف تدفق المهاجرين إلى بلدانها وتتطلع لمساعدة من تركيا.
هشام جابر
راغدة درغام
عبد المنعم زين الدين
علي ساجت الفتلاوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة