زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 6686
شـــــارك المادة
لم يكن خبر التنسيق الروسي الصهيوني حول تحليق طيرانهما الحربي فوق سماء سورية أمرا مفاجئا، فقد أعلنت روسيا منذ بدء عدوانها السافر ضد الشعب السوري لإنقاذ نظام الطاغية هذا التنسيق دون أي مواربة أو خجل، كما أن النظام السوري لم يحرك ساكنا إزاء الخروقات الصهيونية للأجواء السورية، ليس في زمن الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من أربع سنوات فحسب، بل منذ استيلاء آل الأسد على السلطة في دمشق، حيث كان الرد النصيري على هذه الخروقات هو عبارة تشير إلى مدى عمالة هذا النظام وخنوعه أمام أسياده "نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسب"... دون أن يأتي هذا الزمان حتى الآن... ولن يأتي.
ومع أن انطلاق ثورة الياسمين كانت الفاضحة لحقيقة العلاقة بين حلف ما يسمى "الممانعة" وبين الاحتلال الصهيوني، ولعله لم يمر يوم من عمر هذه الثورة المباركة إلا و فضيحة جديدة تضاف إلى سجل مخازي وفضائح الحلف الذي يضم كلا من ملالي طهران و طاغية الشام وحزب اللات في لبنان، إلا أن ملالي طهران وصبيهم في بيروت وعميلهم في الشام استمروا في أكذوبة "المقاومة والممانعة"، من خلال تبجح طاغية الشام بسيادة أجوائه بعد كل انتهاك صهيوني، وبضرورة التنسيق معه فيما يخص ضربات التحالف الدولي ضد ما يسمى "داعش"، ليأتي خبر التنسيق الروسي الصهيوني دون أي تعليق أو اعتراض رسمي من النظام النصيري على تحليق الطيران الصهوني فوق الأراضي السورية ليؤكد المؤكد و يكشف عن العدو الحقيقي لحلف ما يسمى "الممانعة".
لقد أعلنتها وزارة الدفاع الروسية بكل وضوح: إن القوات الجوية الروسية و"الإسرائيلية" أطلقت تدريبات عسكرية من أجل التحليق في الأجواء السورية، ما يعني أن الأجواء السورية أضحت مفتوحة أمام الطيران الصهيوني، بل يمكن القول بأن الصهاينة أصبحوا –بناء على ما سبق- عضو في حلف ما يسمى "الممانعة" الذي يضم كلا من ملالي طهران وحزب اللات والنظام النصيري و روسيا مؤخرا، والعدو الظاهر والواضح لهذا الحلف هم: المجاهدون المقاتلون ضد طاغية الشام.
لم يكتف هذا الحلف الخبيث بعدم الرد على اعتداءات الصهياينة على مدى أربعة عقود بما فيها احتلاله للجولان السوري، حيث لم يطلق آل الأسد خلال فترة حكمهم رصاصة واحدة تجاه هذا العدو المزعوم، ولم يقفوا عند حد المتاجرة بالقضية الفلسطينية لنهب خيرات البلاد والعباد باسم "المقاومة والممانعة"، بل ها هم يتحالفون مع هذا العدو المزعوم لمواجهة عدوهم الحقيقي المتمثل بأهل السنة عموما، ومجاهدي أهل الشام على وجه الخصوص.
ولعل ما جرى و يجري يشير إلى هذه الحقيقة بكل وضوح، فقد بقيت نصرة القدس والمسجد الأقصى مجرد شعارات رنانة تزين المؤتمرات النصيرية والرافضية في كل من دمشق وطهران على مدى العقود الماضية، رغم الانتهاكات الصهيونية المستمرة لهذه المقدسات، والتي وصلت إلى حد تقسيم المسجد الأقصى زمانيا على أقل تقدير مؤخرا.
بل إن أحد أعمدة هذا الحلف الأثيم –حسن زميرة كما يحلو للسوريين تسميته– لم يجد حرجا في الإعلان عن خطته المحكمة الفريدة من نوعها لتحرير بيت المقدس، والتي يبدو أنها طبخت في أروقة السياسة الرافضية حيث قال: إن الطريق إلى تحرير القدس يمر بدمشق وحلب وحمص وإدلب...!!
وفي الوقت الذي تزداد فيه هذه الأيام الاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين المنتفضين نصرة للأقصى، والتي من المفترض أن تدفع حلف "الممانعة والمقاومة" المزعوم لإرسال رسالة دعم مادي ومعنوي إلى فلسطين والفلسطينيين على أقل تقدير... يغيب حتى ذكر القضية الفلسطينية في خطابات ولقاءات ساسة هذا الحلف بشكل ملحوظ، فضلا عن الدعم المادي المفروض، بينما تصل التعزيزات العسكرية إلى طاغية الشام ماديا وبشريا لإجهاض جهاد أهل الشام الذي اعتبره الرئيس التركي أردغان بمثابة حرب استقلال.
لقد آن الأوان لكل من لا يزال مخدوعا بشعارات "المقاومة والممانعة"، والمفتون بخطابات العداء الرافضي النصيري لليهود، أن يوقن أنها للاستهلاك الإعلامي والسياسي لا أكثر، وأن الوقائع على الأرض الآن تثبت بلا ما لا يدع مجالا للشك، أن العدو الحقيقي لحلف "الممانعة والمقاومة" إنما هم أهل السنة.
ولن يكون مفاجئا –بناء على انضمام اليهود إلى حلف الممانعة- أن تتناول وسائل الإعلام مستقبلا خبر ضرب الطيران الصهيوني لمواقع الفصائل المعارضة للنظام النصيري في سورية، باسم ضرب المجموعات "الإرهابية" طبعا!!
فهل ستبقى الدول الإسلامية السنية مكتوفة الأيدي إزاء توسع هذا الحلف الشيطاني الذي يهدد هوية الأمة و وجودها؟!
المسلم
ياسر الزعاترة
دلال البزري
سليم نصار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة