لؤي صافي
تصدير المادة
المشاهدات : 7200
شـــــارك المادة
هذا السؤال بدأ يتردد في ذهني منذ شهور، وازداد إلحاحا بعد دخول الهم السوري إلى وعي شعوب العالم من خلال معاناة اللجوء إلى أوربا هربا من الموت والإهمال والتخبط الذي أغرقهم وكتم انفاسهم بعد سنوات من الدمار والفوضى وغياب آفاق الحل. المعارضة خفت صوتها ويكاد يختفي كليا، لكن المعاناة تزداد والهموم تكبر.
في الوطن السوري المشتعل ثمة من غرس أقدامه في الأرض كما تغرس الشجرة جذورها، وقرر الصمود والثبات في وجه آلة القتل والدمار مهما كلف الأمر. ولكن هناك الكثير من السوريين لم يتمكنوا من البقاء لأسباب أفرزها الصراع المتعدد المستويات والجبهات، وبعد سنوات من التنقل داخل سورية وبين بلاد العرب والمسلمين، وبعد أعوام من المعاناة والألم، قرروا اللجوء بعد أن طال الصراع وتعددت الرايات ونسي بعض وتناسى البعض الآخر لماذا قامت الثورة وماذا يريد الشعب.
باستثناء أصوات ترتفع على استحياء هنا وهناك، وبيانات تنديد وتعاطف من مؤسسات حقوقية ومدنية، الشعب السوري والمواطن السوري فقد صوته، وفقد القدرة على التعبير عن همومه ومعاناته.
المعارضة السورية التي بدأت بصوت مرتفع في مطلع الثورة، فقدت صوتها وقدرتها على التعبير عن هموم المواطنين السوريين، سواء من هاجر وخرج إلى الأضواء العالمية، ومن بقي متمسكا بالجذور التي ضربها في أعماق ارضه.
أصوات السياسيين والصحفيين والكتاب والحقوقيين الذين حملوا راية الدفاع عن حق السوريين بالعيش الحر الكريم خفتت، ولم تعد تصل إلى قريب أو بعيد، ليست بالضرورة لأنها لا تتكلم، ولكن لأن الكثيرين ممن حمل هم حرية وكرامة السوريين تحولوا إلى التمتمة على انفراد بعد أن يكانوا يتكلمون بصوت واحد.
ثمة حاجة فيما أرى إلى اجتماع الأصوات المتفرقة، وتعاون شخصيات وطنية من السياسيين والصحفيين والمثقفين والحقوقيين الذين حملوا هم الوطن، ونالوا ثقة السوريين بمواقفهم الوطنية، وإلى الالتقاء في إطار يضم الجميع والتحديث بصوت واحد، والبحث عن حلول ومبادرات وطنية، توحد الجهود والقدرات وتسمع العالم الصوت السوري المكتوم.
سورية بحاجة إلى صوت يحمل هموم السوريين ويتحدث إلى العالم عن آلامهم ومطالبهم، ويرتفع فوق الخلافات الحزبية والكتلية والدينية والطائفية، ويتواصل مع وجوه الناس وقادة الرأي فيها، وينقل معاناتها ومطالبها في عيش حر كريم بصوت واحد وواضح إلى آذان كل من له دور في إزالة الكابوس عن صدر السوريين.
السوريون بحاجة إلى إطار وطني خارج أطر المعارضة الحزبية، وبعيدا عن ملابسات جمع المال الإغاثي وتوزيعه، وفي إطار يقيهم تجاذبات الدول والتحالفات الإقليمية والدولية، ويسمح لهم بتطوير خطاب وطني وموقف سياسي ومطلب وطني يعبر عن الوطن والمواطن.
صفحة الكاتب على فيسبوك
مجاهد مأمون ديرانية
سمير السعداوي
ميشيل كيلو
سلمان العودة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة