..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مساعي السيسي لإعادة تأهيل الأسد.. تغريد خارج السرب الخليجي

عبد الله حاتم

٢٧ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2750

مساعي السيسي لإعادة تأهيل الأسد.. تغريد خارج السرب الخليجي
000 تأهيل الاسد.jpg

شـــــارك المادة

تزامن تصريح رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي أكد فيه على أن التنسيق الأمني مع المخابرات المصرية لم يتوقف، حتى خلال عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا، حيث أجرى لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث فيه قضايا المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية.

السيسي يسعى مع بوتين لحل الأزمة السورية، مع طرح خطة لإنشاء تحالف إقليمي ضد "تنظيم الدولة" يكون "الأسد" طرفاً فيه، في خطوة فسرت على أنها "إعادة تعويم" نظام الأسد على الساحة العالمية.

الأسد ظهر خلال حواره، الثلاثاء الماضي، مع قناة المنار التابعة لحزب الله، يتودد فيه إلى مصر ورئيسها، عبر التأكيد على حرص بلاده الدائم على العلاقة مع القاهرة إذ قال: "حتى خلال وجود الرئيس المعزول محمد مرسي وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر، والتواصل بين البلدين لم ينقطع".

كما طلب "من مصر لعب دور الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقاً من تاريخها العريق"، مشدداً على أن بلاده في الخندق نفسه مع الجيش المصري والشعب المصري في مواجهة من أسماهم "الإرهابيين".

تغريد خارج السرب:

لكن في المقابل، يرى مراقبون أن خطوة السيسي المتمثلة بحملة تسويق للأسد ونظامه على أنه محارب للإرهاب، قد تهدد علاقته مع دول الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية، التي أعلنت مراراً أنه "لا مستقبل للأسد في سوريا".

ويبدو أن التقارب المصري مع الأسد عبر روسيا، لم يمر دون تأثير على العلاقات السعودية-المصرية، إذ أعلنت جامعة الدول العربية تأجيلها التوقيع على اتفاقية إنشاء القوة العربية المشتركة، وهي الفكرة التي دعا إليها السيسي في القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ، وذلك قبل الساعات الأخيرة من توقيعها.

ويرى مراقبون أن الأسد يأمل من خلال تودده لمصر، أن تبتعد الأخيرة عن التحالف مع السعودية والخليج عموماً، وهي الدول التي ضمنت بدعمها المالي نظام السيسي في وقت مصيري، وفي وقت أعلنت فيه مقاطعتها وعدائها للأسد.

ومنذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، وما تلاه من توافق روسي-أمريكي أخذت فيه موسكو الضوء الأخضر للبحث عن حل، يتطلع السيسي من خلال لقائه بوتين إلى أخذ دور فاعل في هذا الاتجاه، مستنداً إلى قوة العلاقات المصرية-الروسية، إضافة إلى أن المحور المصري-الأردني- الإماراتي يدفع باتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية للاتفاق على مواجهة "الإرهاب".

تزكية على مضض:

وفي المقابل يشير مراقبون آخرون إلى أن تحركات السيسي حالياً تحظى بتزكية سعودية - خليجية حتى وإن كانت على مضض، فالخليجيون يدركون الآن أن لا حل عسكري في سوريا، بل وحتى التقارب السعودي-الروسي يمكن قراءته، ضمن إطار منح مصر هامشاً للتحرك.

ويعتبر محللون للشأن السوري، أن دول الخليج العربي باتت تدرك أن المنطقة في مرحلة "أكون أو لا أكون"، بدءاً من اليمن، مروراً بالعراق وسوريا حتى ليبيا، الأمر الذي يجعل الجميع يرحب بأي تحرك أو مساع تفضي إلى التوصل إلى حل "سياسي توافقي"، شريطة أن يحظى بإجماع دولي-إقليمي يضمن له النجاح، على غرار "اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1990م.

كما يشير خبراء إلى أن موقف السيسي من الأسد الساعي لتعويم نظامه له بعد "عقائدي سياسي"، إذ إن النظام المصري المعادي للربيع العربي، يرى الثورة السورية امتداداً له، كما أن كثيرين من صناع القرار السياسي في مصر يذهبون إلى أن بشار ونظامه رمز لـ"النظام الجمهوري العربي"، بتركيبته التقليدية "الستينية"، ولذلك فحمايته وبقاؤه مطلب مهم وحيوي، لقطع الطريق على أي أفكار مستقبلية تستلهم نموذج الثورة السورية.

حراك سياسي في موسكو:

وشهدت العاصمة الروسية، الثلاثاء الماضي، وصول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وولي عهد أبوظبي نائب رئيس الإمارات، محمد بن زايد، في قمة عنوانها الكبير المشاركة في افتتاح معرض الطيران الدولي (ماكس)، بيد أن الدائرة الصحفية للكرملين، أوضحت أن الزعماء سيجرون لقاءات مع نظيرهم الروسي، لبحث عدة ملفات بينها "الأزمة السورية".

وتجري دول الخليج مع حلفائها الأمريكيين ودول الغرب محادثات مكثفة لتسوية الأزمة في سوريا، إذ شهدت العاصمة الروسية موسكو، الشهر الجاري محادثات موسعة بين مسؤولين خليجيين وقيادات من المعارضة السورية حول تسوية الملف السوري، إذ أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أثناء زيارته موسكو منتصف الشهر الجاري، أن بلاده ترفض أي دور للأسد بمستقبل سوريا، وموقف السعودية لم يتغير، ويدعم الحل السلمي وفق "جنيف 1".
 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع