..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الزبداني عقد نفسية ودلالات قاطعة

عقاب مالك

٩ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6071

الزبداني عقد نفسية ودلالات قاطعة
00.jpg

شـــــارك المادة

مثلت داريا وجوبر في دمشق عقدة عسكرية ونفسية لقوات النظام من خلال عدم قدرة النخب من قواته على تحقيق أي نصر عسكري في هاتين المنطقتين منذ أن أُعلنتا منطقتين محررتين عن سلطة النظام، حيث زجت قيادة قوات النظام خيرة قواتها من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في هاتين المنطقتين بعد إحراقهما بالقصف الجوي والمدفعي لعدة مرات، دون أن يُحدث ذلك أي خرق عسكري في هاتين المنطقتين اللتين تقعان على مسافة السمع من قصر الشعب مع العلم بوجود فوارق هائلة من ناحية التسليح ما بين الطرفين لصالح قوات النظام مما شكل لدى قوات النظام عقدة نفسية عسكرية بآن معاً. ومع تعاظم القوة العسكرية للثوار في مدينة الزبداني المحررة تزامناً مع تصاعد الأعمال الحربية في القلمون الغربي قرب الحدود اللبنانية خشي النظام أن يؤدي ذلك إلى قطع طريق “دمشق بيروت”، والمنفذ الحدودي شبه الوحيد الذي ما زال بأيدي النظام، والذي بسقوطه يؤدي إلى إحراج النظام على كل المستويات العسكرية والسياسية خاصة، فقرر القيام بحملة عسكرية خاطفة وسريعة مستعيناً بدعم إيراني مفتوح عسكرياً واقتصادياً بالإضافة إلى زج حزب الله في المعركة التي تعتبر أساساً معركة حزب الله قبل أن تكون معركة النظام.

ومنذ بداية شهر تموز المنصرم، وحتى الآن تقوم قوات النظام التي تحتل محيط الزبداني بقصف مدفعي مكثف بالإضافة إلى غارات مستمرة للطيران على أحياء المدينة، كما تقوم قوات حزب الله بذلك من الجهة الغربية والجنوبية، وقد حاولت قوات النظام وحزب الله معاً عشرات المرات بعد عمليات القصف الشديدة القيام بالتسلل إلى المدينة واحتلال مواقع متقدمة من أطرافها إلا أن ثوار الزبداني أحبطوا كل تلك المحاولات موقعين مئات القتلى والجرحى في الطرفين للنظام وحزب الله.

ولو نظرنا إلى الموقف العسكري بشكل عملي وعلمي بعيداً عن العواطف نجد أن التفوق في القوى والوسائط بين الثوار المدافعين عن المدينة وبين قوات النظام وقوات حزب الله يميل بشكل كبير جداً لصالح المهاجمين فضلاً عن امتلاك سلاح الطيران بكل أصنافه، من طيران الاستطلاع المسير وطيران الحوامات والطيران المقاتل والقاذف، ولم يستطع الطرف المهاجم حتى الآن خرق دفاعات الثوار البسيطة داخل المدينة.

الثوار داخل المدينة يقاتلون في ظروف التطويق الكامل دون أن يصل إليهم أي مدد أو دعم لوجستي من خارج المدينة وخاصة الذخائر والإسعافات الطبية بالإضافة اللي وجود حوالي ألفي عائلة تضغط نفسيا ومعنويا على الحالة القتالية والنفسية على الثوار داخل المدينة.

ومن خلال هذه الهوة الكبيرة في القوة بين الطرفين المتحاربين يتوقع أي محلل عسكري في العالم أن يتم اجتياح المدينة خلال بضعة أيام، ولكن على عكس كل التوقعات العسكرية نرى أن الثوار صامدين وقد كبدوا النظام ومن معه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بالإضافة إلى انتقالهم في كثير من الأحيان إلى الهجوم وتحرير بعض الحواجز حول المدينة.

وذلك ما شكل لقوات النظام المدعومة بالنخبة من قوات حزب الله عقد عسكرية ونفسية أخرى حول دمشق بعد داريا وجوبر ولكن هذه العقدة أخطر بكثير جغرافياً واستراتيجياً من داريا وجوبر، نظراً لقرب الزبداني الشديد من الحدود اللبنانية والأوتوستراد الدولي دمشق-بيروت، ومع فتح معركة تحرير الفوعة وكفريا في ريف إدلب نصرة للزبداني من قبل جيش الفتح ومحاربة النظام بنفس السلاح ألا وهو سلاح المدنيين داخل المدن أدى ذلك إلى هرولة نظام طهران إلى الضغط على النظام، وطلب هدنة مع أحرار الشام الذي ينتمي معظم ثوار الزبداني لها، وذلك للحصول من الثوار بالمفاوضات على مالم يحصلوا عليه بالحرب ففشلت المفاوضات نتيجة تعنت وفد المفاوض بالشروط التي جاء بها.

دلالات موقعة الزبداني حتى الآن:

1-فقدان قوات النظام للروح المعنوية العالية.

2-انعدام الطرق والأساليب التكتيكية في قتال المدن، وما يؤكد ذلك اتباع سياسة الأرض المحروقة.

3-فقدان المبادرة والمفاجأة العسكرية لقوات النظام ودلالة ذلك استنجادهم بخبراء إيرانيين لقيادة المعارك.

4-فقدان الثقة بالنصر ودلالة ذلك مشاركة حزب الله مع قوات النظام بشكل فاعل وتكبده خسائر فادحة.

5-نقص العنصر البشري العسكري ودلالة ذلك عدم قدرة النظام على زج أعداد أخرى في المعارك.

6-الخسائر الفادحة ولجوء النظام إلى المفاوضات لعقد هدنة جديدة، يدل على أن قوات النظام قد اقتنعت باستحالة تحقيق نصر سريع يجنب قوات النظام عمليات عسكرية طويلة تستنزف فيها القوة البشرية لديه والذي يعاني من نقصها أساساً.

 

 

كلنا شركاء

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع