محمد صالح العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3518
شـــــارك المادة
يرفع الشيعة دعوى المظلومية، في خطابهم الخاص بالسنة، فما يقصدون بها؟ وما حقيقتها؟ تعالوا بنا لنلقي الضوء على هذه الدعوى.
يقصد بـ"المظلومية" المزعومة أهل السنة، فليس هناك "ظالم" سوى أهل السنة، لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا الاستعمار القديم أو الحديث، ولا الإمبريالية، ولا التخلف الاجتماعي أو الاقتصادي، ولا أي شيء آخر؛ الظالمون -من وجهة نظر الصفويين- هم السنة.
وليست جرائم الإبادة التي يتعرض لها أهل السنة في العراق وسوريا، سوى نوع من تصفية حساب تاريخية للظلم التاريخي الذي تعرض له الشيعة، فيما يزعمون.
فأهل السنة -من منظور "المظلومية"- أعداء، ويجوز قتلهم في حمى الثأر من "تاريخ" لم يروه ولا عاشوا أحداثه ولا مارسوا ظلمًا فيه.
هؤلاء هم الأعداء، وليس الغزاة، فهؤلاء بالتواطؤ الضمني الراهن حلفاء وأصدقاء.
وماذا كان "الظلم"؟
"الظلم" المزعوم، هو أن الخلافة لم تذهب لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم، كما أنها لم تذهب لأبنائه من بعده من دون سائر الصحابة والمبشرين بالجنة، دع عنك سائر خلق الله.
الخلفاء الذين تولوا السلطة بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنوا دولة مترامية الأطراف، وحكموها بالكثير من قيم الإسلام وأخلاقياته، وبالقليل مما يفعل البشر من أخطاء، وهي آلت إلى علي بن أبي طالب، ولم يخسرها إلا طعنا من داخل معسكره، وكان من الطبيعي أن تؤول إلى الطرف الأقوى.
"المظلومية" في الصراع كان يمكن أن تكون مظلومية للأمويين الذين خسروا الخلافة للعباسيين، ولهؤلاء تجاه المغول، لكنها لم تبق حكرًا على التشيع الصفوي إلا لأنها كانت تغذي العداء تجاه السنة.
التشيع الصفوي، على أية حال لم ينشأ كحزب سياسي، إلا بعد مرور تسعة قرون من وفاة علي بن أبي طالب عام 661م.
خلال تلك القرون، كان "حب آل البيت" جزءًا من الإسلام، لا مشروعًا مضادًا لهدم الإسلام، وهو ما بقي الشيعة العراقيون يجسدونه، وظلت العروبة حاديهم فيه، ليروا أنها أصل من أصول الإسلام، ومن هذا الأصل جاء قوله تعالى: "إنا أنزلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".
ولكن ثمة قرآن آخر، فارسي، تملأه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، كما تغمره الأكاذيب وأعمال التزوير التاريخية. أما ستاره فكانت نفاق "المحبة" المزعومة لآل البيت، ولكن، ليس كأية محبة؛ وإنما المحبة في مواجهة خصوم من قبيل أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعائشة (رضي الله عنهم)، ومن قبيل كل الذين نصروا الإسلام وآزروه وقادوا دولته ولم يكونوا من أبناء فاطمة الزهراء.
قرآن التشيع الصفوي هذا، ظهر على يد صفي الدين الأردبيلي، قبل أن يتحول إلى مذهب رسمي للدولة الفارسية على يد إسماعيل ميرزا، أو الشاه إسماعيل الأول بين عامي 1501 و1524م، الذي استخدمه لتوحيد إيران عن سبيل القهر والقسر والفرض.
وكانت إيران، قبل ظهور مشروع (نشر التشيع الصفوي)، دولة إسلام تتبع فيه فقهًا متنوعًا، وتأخذ بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من دون أن تعرف، كغيرها من دول الإسلام، أنها "سنية" بالمعنى السياسي المضاد.
ونجح المشروع الصفوي ببعث دولة بدت موحدة وقوية.
وبفضل القهر، أصبح السنة هم العدو الأوحد للتشيع الصفوي.
ومنذ ذلك الوقت، عزموا على إبادة أهل السنة، ومساجدهم، ومدارسهم، وأصبحت تهدم؛ تحت شعار "المظلومية".
وكان من الطبيعي لآيات النفاق الصفوي أن يجمعوا الأمرين معا: قتل الأبرياء، واللطم على الحسين؛ اغتصاب النساء، وتأليه فاطمة الزهراء، التواطؤ مع الغزاة، والزعم أنهم أعداء، هدم بيوت الله، والزعم أنهم مسلمون، والإسلام منهم براء.
قد تكفي فكرة "المظلومية" وحدها لتبدو كفضيحة قائمة بذاتها، لأنها تستعدي مسلمين أبرياء وتهدم بيت دينهم من داخله، ولكن هدم المساجد بالجرافات، والقتل على الهوية، يكفي دليلاً على حقد أعمى ضد الإسلام نفسه.
شئون خليجية
عبد الرحمن الراشد
عمر كوش
حسان القطب
محمد رشيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة