أيمن محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3145
شـــــارك المادة
بدأ إعلام النظام مسلسل تخدير مؤيديه والترويج لمصطلح "إعادة التجميع الناجح" منذ سيطرة تنظيم (الدولة) على مطار الطبقة العسكري في الرقة في شهر آب 2014، ورغم كشف التنظيم للمعنى الحقيقي لعملية إعادة التجميع "الناجحة"، وهي سوق جنود الأسد كـ"قطيع الغنم" إلى حتفهم في مشهد مذل، استمر باستخدام ذات المصطلح، وخاصة بعد تحرير الثوار لمعسكري وادي الضيف والحامدية بريف إدلب أواخر عام 2014.
في المرة الأولى، ارتفعت أصوات مؤيدي النظام وطالبوا بإقالة وزيري الدفاع والإعلام، إلا أن مطالبهم ذهبت أدراج الرياح شأنها شأن أبسط مطالبهم بعد كشف كذب قيادتهم وإعلامهم بالصوت والصورة، وفي المرة الثانية بدأ ذات المؤيدين بالتهليل لعملية إعادة التجميع "الناجحة" التي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 عنصراً وضابطاً من جيش النظام. إعلام الأسد برر الهدف من الانسحاب من وادي الضيف والحامدية، بالقول أنه "لتقوية دفاعات مركز محافظة ادلب وجسر الشغور ومعسكري المسطومة والقرميد"، مرت الكذبة على مؤيدي النظام مرور الكرام، كذبة لم يتجاوز عمرها سوى ثلاثة أشهر، ليأتي الرد من الثوار ويحرروا مدينة إدلب بالكامل، ليأتي الرد كما العادة: " نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عملية إعادة تجميع جنوب مدينة إدلب استعدادا لمواجهة الميليشيات المسلحة، عازفين على وتر "الضربات المركزة" التي تقضي في الخبر الواحد على عشرات "الإرهابيين".
الخسائر تتوالى، والقتلى والأسرى بالمئات جراء عمليات "إعادة التجميع الناجحة" لجيش الأسد، في الوقت الذي تستمر فيه حقن تخدير إعلام الأسد لقطيع المؤيدين في محاولة رفع معنوياتهم المنهارة، داء "إعادة التجميع" انتقل من الشمال إلى الجنوب إثر تحرير الثوار لمعبر نصيب الاستراتيجي على الحدود مع الأردن، وذكرت وسائل إعلامه: " ذكر مصدر عسكري سوري ان القوات العاملة على اتجاه معبر نصيب الحدودي نفذت عملية إعادة تجميع وتموضع ناجحة في نقاط عسكرية جديدة ضمن قطاع المسؤولية وفقا للخطة المقررة بعد إغلاق الجانب الأردني للمعبر ونشر قوات عسكرية". وفي حين كان يحشد نظام الأسد إعلامياً وعسكرياً لاستعادة مدينة ادلب، تلقى جيشه ضربة موجعة بتحرير الثوار أهم معقل للأسد في ريف إدلب وخط الدفاع الأول عن الساحل وهو مدينة جسر الشغور، مصطلحات "إعادة التجميع الناجحة" و"إعادة التموضع" و"إعادة الانتشار" و"الضربات المركزة" حضرت جميعها مرة واحدة، لينتقل الأسد من مرحلة استعادة وادي الضيف والحامدية، ومدينة ادلب، وجسر الشغور، إلى مرحلة استعادة إدلب بالكامل. بعد تحرير الجسر بثلاثة أيام، استيقظ السوريون على خبر تحرير جديد، حيث سقط أهم معسكرات الأسد في الشمال السوري "معسكر القرميد"، ليخرج إعلام الأسد على مؤيديه باسطوانة "إعادة التجميع والتموضع في المسطومة القريب، حتى وصل الأمر بقطيع مؤيديه أنه وبعد كل خبر إعادة تموضع وتجميع وانتشار ناجحة هناك خسارة فادحة في صفوف جيش الأسد. خرج بشار الأسد لقطعان مؤيديه، يعدهم بفك الحصار عن مئات من جنوده في المشفى الوطني بجسر الشغور، مطالباً إياهم بمواجهة "الحرب النفسية"، واعداً إياهم بفك الحصار عن جنوده وضباطه في المشفى، بعد أيام من خروج الأسد ووعوده، تلقى جيشه ضربة جديدة بتحرير معسكر المسطومة، لينفذ جنوده وضباطه "عملية إعادة تجميع وتموضع ناجحة" على تخوم مدينة أريحا. كذلك الأمر في تدمر، وبعد اقتحام تنظيم "الدولة" للمدينة، تداول إعلام الأسد أخباراً عن عملية إعادة تجميع ناجحة لجيشه وتنفيذ أكبر عملية إخلاء للمدنيين، في الوقت الذي تقول فيه صفحات تابعة للتنظيم أن النظام تكبد أكثر من 100 قتيل خلال المعارك منذ أسبوع، اليوم وبعد مسلسل إعادة التجميع والتموضع والانتشار، خرج إعلام الأسد بمصطلح جديد "مناورة تكتيكية بالقوى والوسائط"، مصطلح له ما بعده بعد نفاذ كل المصطلحات التي باتت مرتبطة بالهزائم المتتالية. والسؤال: "متى يدرك شبيحة وقطعان الأسد أن هذا الإعلام كاذب، وأن مسلسل إعادة الانتشار والتجميع والتموضع سيصل مناطق النظام واحدة تلو الأخرى خلال الأسابيع القادمة، حيث لم يبق إلا أن ينفذ بشار ومجرموه عملية "إعادة تجميع ناجحة" خارج سوريا، والمعطيات تؤكد أنها باتت قريبة.
سراج برس
علي حسين باكير
عادل الطريفي
علي العبد الله
صالح عبد الله السليمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة