منذر الأسعد
تصدير المادة
المشاهدات : 3024
شـــــارك المادة
سلطة الإعلام في الغرب:
بالإنصاف الذي تعلمناه من ديننا الحنيف، نقرّ بأن وسائل الإعلام الغربية بعامة تتمتع بحريات واسعة في مجال عملها، ولا تخضع إلا لضغط مالكيها المدافعين عن مصالحهم، وضغط الإرث الصليبي في كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين. وهو ضغط قديم/جديد ويمكن وصفه بالـ: الماضي المستمر على غرار أحد أزمنة الفعل في قواعد الإنكليزية!!. تلك هي الصورة العامة بكل أمانة.. والاستثناءات قليلة..
فالإعلام هناك سلطة رابعة حقاً، وتأثيرها هائل في جميع مناشط الحياة العامة والفردية، في السياسة والاقتصاد كما في التربية والسلوك...تطيح رؤساء –مثلما حصل لريتشارد نيكسون مثلاً-.. وترفع حزباً وتضع آخر..
وفي أمريكا يكتسب الإعلام قدرات أكبر، نتيجة ضيق دائرة اهتمامات المواطن الأمريكي، الذي تشغله الضرائب وربا الرهن العقاري، ولا يلقي بالاً لأزمات البشرية وعذاباتها، ولذلك تجده يثقف نفسه في كل شيء، فإذا وصل إلى السياسة الخارجية تبنى ترهات محطات التلفزة والصحف الكبرى تبنياً ببغاوياً..
ثقافة البغضاء:
للكاتب منير العكش كتابان مهمان عن الإبادة الجنسية (العرقية) والإبادة الثقافية، يوثق فيهما بالوثائق الأمريكية نهج هذا الإقصاء والاستعلاء المتأصل في بنية أمريكا منذ كانت مستعمرة إلى أن ثارت على تبعيتها للتاج البريطاني في حرب الاستقلال..
فإبادة السكان الأصليين –كما يبرهن العكش ومن قبله المفكر اليهودي نعوم تشومسكي-ليست نزوة طارئة في تأريخ الغرب، وإنما هي سياسة عميقة الجذور، تجد أفظع شواهدها في ما يسمونه: العالَم الجديد: الأمريكتين وأستراليا، وفي العالَم القديم : استئصال فرديناند وإيزابيلا الوجود الإسلامي من الأندلس بالقتل والتهجير والتنصر القسري..
ولذلك لا ينبغي لنا أن نستغرب خروج الإعلام الغربي عن أبجديات مهنيته وبديهيات الموضوعية، كلما تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين.. ابتداء من التأييد الأعمى للعدوان الصهيوني علينا مروراً بمآسي كشمير وتركستان الشرقية والفلبين والبلقان....
والمطّلع اطلاعاً وافياً على القوم، لا يندهش عندما يجد مفكراً ملحداً عدمياً، يلتقي في كراهيته للإسلام مع أشد الحاخامات والقسس تطرفاً وحقداً.. حتى إنك لو طمست الأسماء وعرضت النصوص على خبراء، لتعذر عليهم تمييز كلام الفريق الملحد من الفريق المتعصب دينياً!!
موازين الإرهاب:
الأستاذ أحمد موفق زيدان إعلامي مخضرم يعمل في الحقل الصحافي منذ ثلاثة عقود، ويشغل منذ سنوات طويلة منصب مدير مكتب قناة الجزيرة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد..
فجأةً، تتهمه إدارة أوباما بأنه إرهابي!! وتكتمل النكتة السمجة عند تفصيل الاتهام فإذا بالرجل ينتمي إلى تنظيم القاعدة وجماعة (الإخوان المسلمون).. معاً وليس في فترتين مختلفتين!!
يعني ذلك أننا أمام مهزلة مضحكة مبكية، لو وضعناها في الحاسوب الجامد، لانفجر غيظاً، لأنها مستحيلة عند كل العقلاء.. فالقاعدة يكفّر الإخوان، والإخوان يرفضون فكر القاعدة أصولاً وفروعاً..
وتمضي مفارقات "العدالة" الأمريكية بمقاييسها المختلّة: فلا أدلة ولا قرائن وإنما تسجيل مكالمات للرجل مع أناس محسوبين على تينك الجهتين، وهو أمر ضروري للإعلامي الباحث عن السبق.. وهذا أمر لا تجرِّمه القوانين الغربية كلها.. فليس سرّاً أنه أجرى حوارات إعلامية مع رموز في القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن، ومع رجالات من الإخوان والجماعات القريبة منها في شبه القارة الهندية..
فإذا أضفنا إلى تلك المهزلة الكبرى ذات الفروع مهزلة المحاكمة بالأدلة السرية، تكون دائرة الظلم الأمريكي المخصص للمسلمين قد اكتملت..
الشهادة لله: أن مواقف المنظمات الدولية العاملة في حقل الصحافة والحريات من تلفيق اتهام بائس كهذا لأحمد زيدان مواقف لا بأس بها من حيث المبدأ.. لكن المريب حقاً هو صمت أهل القبور الذي يمارسه إزاء قضيته زملاء مهنته في الإعلام الغربي!! هذا الإعلام الذي لا يطرح على ساسته أسئلة جوهرية لطالما طرحت بعضها البلدان الإسلامية في المحافل الأممية، مثل: لماذا يماطل الغرب في التوصل إلى تعريف جامع مانع لمصطلح الإرهاب يحدده بحسب الأعراف المستقرة في القانون الدولي نفسه؟
هذا الإعلام الذي لا يسأل -وهذا نقيض لبنيته وتاريخه- أسئلة مثل: لماذا لا يلاحق الغرب فرق القتل الطائفية في العراق والشام واليمن وهي بالعشرات وتعمل بدعم حكومات متحالفة مع واشنطن كحكومة حيدر العبادي في بغداد؟
لماذا تغض أمريكا طرفها عن إرهاب حزب حسن نصر الله ولا تطارد زعاماته بالطائرات بلا طيار؟ لماذا لا يوجد في معتقل غوانتنمو وأشباهه من السجون المخابراتية السرية أي فرد من فرق التقل الصفوية؟
أجل!! إنها قضية أمة وليست مسألة فردية تتعلق بزميل مظلوم فحسب.
المسلم
أبو أنس الكناكري
مجاهد مأمون ديرانية
ماهر شرف الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة