زين مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 2882
شـــــارك المادة
يعود القلمون للواجهة من جديد، كاسم عام دون ارتباطه بمدينة أو منطقة بعينها، فالمعركة القادمة تحمل اسم "معركة القلمون"، التي يُنظر لها من قبل مُدعي الهجوم على أنها أم المعارك، ويسوق للأمر على أن الإعجاز سيتحقق هناك، ووعود زعيم المليشليا ستكون منفذة.مشاركة قوات حزب الله الإرهابية على الأرض السورية خف زخمها كثيراً واختفت في عدة مناطق، بعد الخسائر الكبيرة التي أنهكت الجسد البالي للحزب، الذي وجد نفسه داخل منطقة تلفظه دوماً وتُعيد مقاتليه أجساداً متناثرة في توابيت أو مثخنة بالجراح.
حزب الله يقود حالياً ماكينة إعلامية كبيرة جداً وقد تكون الأكبر على مدى أربع سنوات القتل في سوريا، فشلت معارك "مثلث الموت" في درعا، تقهقر النظام الذي يسانده على كافة الجبهات، و تصدعت إيران التي تدعهما وتوجههما، وبات النهاية قريبة أو وشيكة، لذا فلا بد من البحث عن نصر داخل جبال القلمون، و تأمين خط أو طريق سحب ما تبقى من الترسانة التي يملهكا الأسد، إلى لبنان ليضمن استمرار السيطرة على الجميع في لبنان من خلال التفوق بالسلاح.
يسوق الحزب معارك القلمون، القريبة الإندلاع، على انها معركة من أجل تحصين لبنان، وإنهاء وجود المعارضة السورية والثوار في الجبال الفاصلة بين لبنان و سوريا، وطبعاً حضور مصطلح "التكفريين" ، و ترديد الخطر على لبنان الذي تعهد بحمايته، هذه الخطب والخدع التي لا تنطلي إلا على مؤيديه، في حين يرى اللبنانيون أن أفعال الحزب ماهي إلا لمصالحه الضيقة و تنفيذ لمخططات إيران في المنطقة، وخير رد ما قاله سمير جعع " من قال أننا نخاف من النصرة أو داعش".
السبب الأساسي الذي دفع الحزب لسحب غالبية قواته من الأراضي السورية وإفراغ القرى الشيعية اللبنانية من الشبان والتحضير لمعركة القلمون، ينبع من استشعاره لاقتراب سقوط الأسد، والحاجة لممر بين الجبال ليسحب الترسانة التي يملكها الأسد بأسرع وقت قد السقوط بات وشيكاً، ففي المناطق القريبة من القلمون المستودعات المركزية لقوات الأسد، في عين منين ودنحة و..... إضافة إلى اللواء 155 الذي يحوي على الصواريخ البالستية، وعشرات القطع العسكرية المنتشرة والممتلئ بالعتاد والسلاح والذخيرة.
إذا الغاية هي سحب السلاح بأسرع وقت عبر طرق آمنة يتم تأمينها من خلال حشد كل القوات التي يملكها لتحقيق هذه الغاية، ولكن هل معركة القلمون هي نزهة عادية!؟ أم معركة كباقي المعارك التي خاضها الحزب في المنطقة!؟
وتحديد الإجابة يستوجب العودة إلى المعركة السابقة و التي جرت العام الماضي في يبرود ورنكوس وباقي نقاط القلمون، والتي خاض الثوار فيها حرب ضروس مع الحزب وكلفته حينها أكثر من 1350 قتيل و مئات الجرحى، ولم يتمكن من تحقيق التقدم إلا من خلال الخيانات التي حدثت هنا وهناك، إضافة لتخاذل الجميع في مساندة الثوار على الأرض.
أما معركة الجرود اليوم، فهي مختلفة تماماً، فالإمتداد الجغرافي لها كبير جداً و التضاريس المعقدة والشربكات الناتجة عن تداخل الحدود ووجود الممرات السرية سيحول الجرود إلى شواهد لقبور الآلاف المتبقة من الحزب.
معركة القلمون هي أم المعارك ليس لانتصار حزب الله، وإنما هي أم المعارك التي ستنهي الحزب....
و للحديث بقية..
شبكة شام
برهان غليون
حسان الحموي
معاذ عبد الرحمن الدرويش
خالد مصطفى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة