أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3274
شـــــارك المادة
نشهد هذه الأيام انهيار نظام ديكتاتوري طائفي في سورية قلّ نظيره في التاريخ البشري وربما علماء السياسة والاجتماع والانثروبولوجيا سيخرجون علينا بعد سقوطه بنظريات تستطيع أن تشرح لنا ما أُغلق علينا فهمه لقرون ربما من تركيبة الأنظمة الشمولية الديكتاتورية الطائفية، اليوم ينهار النظام الطائفي السوري بعد أن أعمل قتلاً وتشريداً وخنقاً بكافة أنواع الأسلحة لشعبه ،
ولا أعتقد أن نظاماً في تاريخ البشرية استخدم هذا السلاح ضد شعبه، كما لا أعتقد أن صمتاً عالمياً أسعف نظاماً كما حصل للنظام الأسدي..
اليوم الانهيارات الأسدية تترى، وعلى كل الجبهات، إن كانت انهيارات أمنية وهي الأهم كون النظام في تركيبته أمني بامتياز، أو عسكرية كما حصل في الشمال والجنوب وانتقال العدوى إلى الساحل، أو انهيارات اقتصادية حيث الليرة السورية في انهيار مخيف، وانهيارات على الجبهة السياسية من حيث الوضع الصعب الذي يعانيه حلفاؤه، أو من حيث التنسيق بين خصومه في السعودية وتركيا وقطر وهو ما منح دفعة معنوية كبيرة للثوار في الداخل بأن أحرزوا انتصارات عسكرية لافتة، بعد توحدهم ورص صفوفهم في جيش الفتح.
نبدأ بالانهيار الأمني حيث شهدت الأسابيع الماضية رحيل أقطاب الأمن الأسدي بقتل أو موت لا فرق ومنهم مدير الأمن السياسي اللواء رستم غزالي، وإبعاد رئيس الأمن العسكري رفيق شحادة، ومن قبل إبعاد مسؤول الأمن الداخلي حافظ مخلوف للخارج، وأخيراً حالة الغموض لمصير مدير الأمن الوطني اللواء علي مملوك، يُضاف إلى ذلك اغتيال مدير أمن الدولة في حلب، واغتيالات سرية في عدة مدن سورية بما فيها الساحل، وفوق هذا المناظر التي شاهدها الجميع لمئات من الضباط العسكريين والأمنيين الذين يهيمون على وجوههم بعد تحرير إدلب والقرميد وجسر الشغور.. أما الانهيار الثاني المهم فهو الانهيار العسكري حيث شهدنا منذ نهاية العام الماضي تحرير وادي الضيف والحامدية كبرى المراكز العسكرية في الشمال، ثم الصمود الأسطوري وردّ عاديات هجوم قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومعه عصابات أفغانية وحزب الله في شمال حلب حيث دفن فيه حلم قاسم سليماني بالقدرة على حصار حلب كما حل بالغوطة، وتبع هذا الانتصار المدوي بإدلب إثر تشكيل جيش الفتح الذي ضم أكثر من عشرة آلاف مقاتل، وتمكن الجيش من تحرير إدلب نهاية مارس / آذار الماضي في غضون أربعة أيام فقط، ليلحق بها تحرير معمل القرميد صاحب الأسطورة ومنها إلى جسر الشغور ليغدو المجاهدون على أبواب الساحل السوري وهو ما دبّ الرعب والخوف وسط النظام الطائفي، وصاحب هذا البطولات التي سطرها أهالي حوران والصمود أمام المليشيات الإيرانية والأفغانية في بصرى الحرير، وهناك الصمود الأسطوري لمجاهدي القلمون أمام شبيحة حزب الله وهم يستعدون اليوم لمعركة فاصلة مع مليشيات الحزب والتي قد ترسم ملامح مستقبل المنطقة أيضا..
وبرز هنا الاستعراض العسكري لجيش الإسلام على مشارف قصر مختار المهاجرين وهو ما شكل دفعة معنوية قوية، ترافق ذلك مع هزيمة تنظيم الدولة في عدة أحياء دمشقية أمام الثوار، وأتى لقاء جمع قائد جيش الإسلام زهران علوش مع قائد أحرار الشام أبو جابر، وقائد صقور الشام أبو عيسى وآخرين ليزيد من جرعة الأمل لدى السوريين إضافة لما تسرب عن إمكانية توحدهم بشكل أقوى بعد تغريدة أبو عيسى بوعد الشعب السوري أن ينتظر ما يُثلج صدره.. الانهيار الثالث هو الانهيار الاقتصادي حيث سجلت الليرة السورية انهياراً غير مسبوق فبلغ سعر الدولار315 ليرة ، بعد أن كان الدولار بداية الثورة 46 ليرة، وتحدثت التقارير عن الحالة الاقتصادية الصعبة لأهالي دمشق وغيرهم بسبب هذا الانهيار وفقدان قدرتها الشرائية، وأتى فيديو العقيد سهيل النمر طالباً الدعم العسكري من قادته، بعد أن نفذت ذخيرتهم، ليؤكد المأزق الذي يواجهه النظام، فقد تحدثت أكثر من وسيلة إعلامية عن رفض إيران دعم النظام ما لم يرهن عقارات دولة وأصولها الثابتة لهم ، وربما رفع الفيتو الأمني على منح جوازات للسوريين في الداخل والخارج لأول مرة يأتي من أجل جني بعض المال لتمويل آلة القتل الرهيبة بعد أن فقد النظام كل شيء على الصعيد الاقتصادي والمالي.. الانهيار الرابع الخطير هو انشغال حلفائه في إيران وروسيا بمشاكلهم الخاصة إن كان انشغال إيران في العراق وهزائمها المتتابعة، أو في اليمن، وسورية، أو بانشغالها بالتفاوض من أجل النووي، ولا ننسى الحراك الداخلي فيها ، وهناك انشغال روسيا بعزلتها المفروضة عليها بسبب أوكرانيا، يُضاف إليه التحالف الجديد بين أصدقاء الثورة السورية السعودية وقطر وتركيا وهو ما انعكس ايجاباً على الجبهات، والتوقعات بفرض حظر جوي ربما يتطور إلى عاصفة حزم سورية ..
المسلم
مجاهد مأمون ديرانية
أبو مارية القحطاني
أبو يحيى الحموي
عمر المرادي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة