عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3215
شـــــارك المادة
لم يستمع لعشرات النصائح، كان يقول «هل يستطيع بشار أن يقطع يده، أنا يده» «هل يستطيع بشار أن يترك لبنان بلا رئيس، أنا رئيس لبنان». وكان مع كل نصيحة يسمعها يحلف بأن لا رايات في درعا إلا رايات الأسد أو سيحرق أهله قبل أن يحرق البلد. بعد أربع سنوات من الثورة، قرر آل الأسد التخلص نهائياً من رستم غزالي أحد كبار مجرمي الحرب في سوريا ولبنان. لماذا قتلوه؟ يبدو أن «المندوب السامي السوري» في لبنان سرب تسجيلا لمكالمة له مع رفيق الحريري، استخدمتها المحكمة الدولية مؤخرا في تعزيز اتهامها للأسد في قضية الاغتيال الشهيرة، فقرر بشار التخلص منه خلطاً للأوراق وحماية لنفسه، ولا نستبعد ذلك فقد قتل الأسد، غازي كنعان في العام 2005، والعميد محمد سليمان، عام 2008، إخفاءً لمعلومات كادت المحكمة الدولية تتوصل إليها. للمقربين من رستم غزالي روايات أخرى، تدور حول خلافات شديدة نشبت بينه وبين رفيق شحادة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، انتهت بتغليب الأسد لشحادة كونه من الطائفة العلوية فأمر بالتخلص من خادمه المطيع. يتحدث أهل درعا، عن أن شحادة صادر خزانات الوقود التي يبيعها شبيحة غزالي إلى المواطنين بأضعاف سعرها، ما أدى إلى تلاسن عنيف بين المجرمَيْنِ، دفع رستم للذهاب إلى مكتب شحادة الذي قبض عليه ثم سحله بعنف، قبل إرساله إلى المستشفى، ويقولون إن الشبيحة تفننوا في تعذيب الرجل، لإجباره على البوح بما فعله من إرسال معلومات إلى جهات خارجية، تتعلق بمقتل خلية الأزمة، واغتيال الحريري وكل الجرائم التي فعلها الأسد وابنه، ويقولون إن الرجل وثق تلك الأسرار لحماية نفسه من القتل. رواية من لبنان، تقول: إن خلافات نشبت بين غزالي وحزب الله، مبدأها الخوف من الرجل القادر على كشف أسرار خطيرة في قضية اغتيال الحريري، ومنتهاها، أن الحزب أراد السيطرة على قصر غزالي في «قرفا» مسقط رأسه، لاستخدامه في نصب صواريخ ونشر آليات عسكرية، ما أشعر الأخير بإهانة أدت إلى نشوب تلك الخلافات، ويؤيد هذه الرواية، أن مواقع لبنانية كانت قد انتقدت غزالي بأشد العبارات لأنه أساء إلى المقاومة، فقد قال «نعلم أنكم حررتم بعض المناطق بالمال وليس بالقتال، وينبغي تذكيركم أن المعركة معركتكم أيضا وليست معركة سوريا الأسد فقط». كما نُقل عنه «لا بد من تذكيركم أنه لولا سوريا الأسد لما كنتم موجودين على الخريطة من حيث المبدأ». وعن كيفية القتل فقد نقل الصحافي الفرنسي «جان فيليب لوبيل» عن مصادر مخابراتية، أن «شحادة» دعا غزالي إلى اجتماع أمني، ولدى وصوله، تم نزع سلاحه وضربه ورميه أمام مستشفى الشامي وهو شبه ميت. وفي المشفى تم تعذيبه سلخاً وتمزيقاً، إلى أن قضى بيد من خدمهم عشرات السنين.
سبب مباشر لتصفية اللواء: في شهر فبراير الماضي، أرسل بشار الأسد خادمه رستم إلى قرفا، موحياً له أن الزيارة تهدف لرفع معنويات الشبيحة بعد هروبهم من «نوى والشيخ مسكين»، سيما وأن الثوار اتجهوا إلى قريتَي قرفا ونمر للسيطرة على الطريق الدولية في الجنوب. وهناك اصطدم بأمر من حزب الله لإخلاء قصره وإلا فستسقط «قرفا» فرفض متحدياً «يمكن أن تسقط القرداحة ولا يمكن لقرفا أن تسقط» فتم حرق قصره فوراً، وتجريده من سلطاته، ثم تمت تصفيته. قُتل محمود الزعبي لأنه تحدث عن باسل الأسد «هل سيصبح هذا الولد رئيسنا». وسَجن باسل عدنان قصار لواحد وعشرين عاماً، لأنه فاز عليه في سباق الخيل. وقتل بشار البوطي حين انتهى دوره. لم يشفع لرستم غزالي كل ما فعله إرضاء لأسياده، فبشار حرق سوريا كلها وهجر أهلها، فمن رستم هذا؟ قُتل وطويت صفحته...
العرب القطرية
غازي دحمان
محمد زاهد جول
مركز جسور للدراسات
أكرم البني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة