موسى الغنامي
تصدير المادة
المشاهدات : 3946
شـــــارك المادة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد إنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ، ولا يعرفون فيم نزل ، فيكون لكل قوم فيه رأي ، فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا. توقيع / ابن عباس رضي الله عنهما ( شعب الإيمان 2/425 ) في معامع الأحداث، وتلبّد سماء الأمة بسحائب الفتن، وتسلّط الأعداء من داخل الأمة وخارجها، تتمايز الصفوف! وتتصفّى المياه من عثاريبها، وتظهر الشعارات على حقيقتها في أوضح الصور وأجلاها! وإن مما ابتليت به الأمة في هذه الإعصار، بعض من يدّعي ذروة السنام من الإسلام، وهم والله معول هدم في أصل الإسلام. أيها المباركون:
كنت قد جمعت فيما مضى بعض الأصول والمرتكزات التي ينطلق منها تنظيم دولة العراق والشام كي أقف على حقيقة إدعاء "الجهاد السلفي" الذي يدعونه، وبذرة هذا الجمع نقاش دار بيني وبين أحد طلبة العلم في مسألة " خارجية دولة العراق والشام " فكان يقول : هم " خوارج " لأن من وافق الخوارج في أعظم أصولهم صار منهم، وكنت أقول له: "بأنهم يسيرون على خطى الخوارج لكنهم لا يصلون إلى درجتهم لأن النصوص النبوية تنصُّ على بعض!!! " أصول الخوارج وهي لا توجد عند هؤلاء وكنت أقول له: "إن طال بك الوقت ستجد هؤلاء القوم يحذون حذو الخوارج نعلا بنعل إن لم يتوبوا إلى الله لأن طريقهم! "سيؤدي بالضرورة إلى مذهب الخوارج وفي كل فترة نجد أن علامات هذا الحدس تظهر شيئا فشيئا في الساحة الشامية المباركة، فأول أمرهم قتال للنصيرية، ثم توسّع الأمر إلى قتال من يصفونه بأنهم عملاء للنصيرية، ثم توسّع إلى قتال من يقول بجواز المصالحة مع النصيرية، ثم هاهم يكفرون!! ويختطفون ويعذبون ويقتلون من لا دخل له إلا عمله مع من يخالفهم من المجاهدين. أيها المباركون: إن أي نابتة فكرية أو عقدية في التاريخ لابد أن يكون لها جذور، تستمد فكرتها من جذورها، ونموّها من أصولها، فتأخذ هذه الفكرة بالتوسّع حتى تكوّن لنفسها منهجا ترتكز عليه؛ وهنا يجب على الدارس لأي فكرة عقديّة (خصوصا) أن يُلحق! فرع دراسته بأصلها ومصداق هذا ما سأستعرضه بكم أيها السادة الكرام في عدة قواعد تاريخية تدلّ دلالة واضحة لمن أنار الله بصيرته أن "تنظيم دولة العراق والشام" ليس ببدع من الفِرق، ولا حادث من الأفكار، بل أصوله ضاربة في عمق تاريخنا الإسلامي، يتروّى فرعه من عروقه الممتدة عبر القرون؛ وإن استطاع في أول أمره أن يذرّ الرماد في العيون، ويتوارى خلف ستارٍ مموّه، يُعجب. اليائس من النصر، والقانط من الظفر، لكن يأبى الله إلا أن يُظهر الحق ولو بعد حين. أيها المباركون:
لا يخفى على باحث أن نشأة فكر الخوارج كان مبدأه في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما خرج عليه بعض الغوغاء في أمور دلتهم عقولهم الضعيفة أنها من المنكرات والموبقات التي لا يُزيلها إلا السيف، فنفخ في روعهم الشيطان أنهم وحدهم القائمون لله بالحق وهم الذين لا يخافون في الله لومة لائم ؛ فانتشوا بطرا، وأظهروا منكرا، وقالوا زورا، وناتج هذا أن قُتل خليفة المسلمين وإمام المؤمنين وخيرة الله في أرضه في تلك الحقبة، في واقعة يجفّ فيها مداد المؤرخين، فيجري بدماء القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فما إن تمّ لهم ذلك حتى بدأ مذهبهم الوليد يتلفّت يمنة ويسرة، بحثا عن زعيم يبني أصوله، ويقعّد قواعده، ليَردَّ ما تشابه! منه لمُحكمه، ثم يُجرى عليه الأقيسة، ويُرجّح فيه المسائل؛ وما بُني على باطل فهو باطل وكان تاريخ بني أميَّة هو الميدان الحقيقي لتشكُّل هذا المذهب، وبروز منعطفاته الخطيرة التي لا زال أتباعه إلى اليوم يستلهمون فكرته بل حتى بعض ألفاظه في مذهبهم؛ كما سيتبيّن فيما يأتي، لذا سأشير إشارات وأضع قواعد تدل على أن ما يجري تنظيم دولة العراق والشام في فلكه اليوم هو رمك الخوارج علموا ذلك أو جهلوه. أيها المباركون: بعد هذه المقدمة التي لابد منها سأضع بين أيديكم بعض القواعد التاريخية المهمة التي انطلق منها الخوارج ثم سأورد بعدها نظيرها عند تنظيم دولة العراق والشام وسيكون استدلالي بإذن الله من كلام رموزهم في بياناتهم حصرا. حتى لا يكون في ذلك عذرا لاتباعهم. القاعدة الأولى: (عدم رجوعهم للعلماء) ففي مسند الدارمي (1/79) أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وجد في مسجد الكوفة حلقا وعلى رأس كل حلقة رجل يأمرهم بأن يكبروا مئة ثم يأمرهم أن يهللوا مئة فانطلق لابن مسعود رضي الله عنه يخبره فجاء ابن مسعود فقال: ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ... والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم. "فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
والآن إيتوني بعالم لتنظيم دولة العراق والشام يقبلون قوله أو حتى يرجعون إليه ولا يحيدون عن رأيه الشرعي؟ بل جميع علماء الأمة عندهم بين عميل للطواغيت أو بائع لدينه أو عالم سلطان مأجور أو سروري مؤيد للبرلمانات فإن لم يجدوا ما يطعنون به عليه قالوا : لا يعرف الواقع وإنما يُفتي بحسب ما يُنقل له القاعدة الثانية: (ليس فيهم عالم شرعي)
ففي سنن النسائي (5/165) أن ابن عباس رضي الله عنهما لما جاء للخوارج وناقشهم قال لهم : أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار ... وعليهم نزل القرآن فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد.
والآن قلّب ناظريك في تنظيم دولة العراق والشام هل تجد بينهم عالم يُرجع له في نوازل الأمة؟ بل نجد في شرعييهم من الجهل المركب والخبط العلمي في مسائل يسيرة يعرفها من قرأ أبجديات العلم الشرعي. القاعدة الثالثة: (مفارقة جماعة المسلمين تقرباً إلى الله) ففي البداية والنهاية (7/287) وصف ابن كثير رحمه الله حال الخوارج عندما تواعدوا لمفارقة جماعة المسلمين بقوله "خرجوا يتسللون وحدانا لئلا يعلم أحد بهم فيمنعوهم من الخروج فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات" وفارقوا سائر القرابات يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضى رب الأرض والسموات ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات والعظائم والخطيئات وأنه مما زينه لهم إبليس... وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردوهم وأنبوهم ووبخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج" فخسر إلى يوم القيامة.
والآن انظر لحال غالب جنود تنظيم دولة العراق والشام تجد هذا الوصف منطبقا عليهم تماما بل ويفاخرون بأنهم تركوا أهلهم وديارهم ولم يسمعوا لآبائهم ولم يأبهوا بعدم رضاهم في خروجهم والله المستعان. القاعدة الرابعة: (الاستخلاف دون مشورة المسلمين)
ففي الكامل في التاريخ (2/82) أن الخوارج اجتمعوا في منزل زيد بن حصن الطائي ثم بايعوا عبد الله بن وهب الراسبي فقام زيد خطيبا فيهم ثم تلا قول الله تعالى: "... يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ "
والآن نجد أن تنظيم دولة العراق والشام قد استخلف أميرا خلع عليه لقب "أمير المؤمنين" وطلب له البيعة على الخلافة وكان أول أمرهم يوهمون الناس بأن بيعته ليست بيعة إمامة ثم فضحتهم اصداراتهم (نوافذ على أرض الملاحم) عندما يلقنون المبايع صيغة البيعة العامة وهي " أبايع أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا أنازع الأمر أهله" "وهذه الصيغة من صيغ بيعة الإمامة باتفاق العلماء" القاعدة الخامسة: (التكفير بالمعاصي والاستتابة على ذلك)
ففي تاريخ ابن خلدون (2/179) أن علياً رضي الله عنه أرسل للخوارج يطلبهم الرجوع إلى عسكره فقالوا: "إنك غضبت لنفسك" ولم تغضب لربك فإن شهدت على نفسك بالكفر وتبت نظرنا بيننا وبينك وإلا فقد نابذناك على السواء.
والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل له بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) "يا من تعرفون بجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا ومن دفعهم وأعانهم أو قاتل معهم يا من وقعتم على قتال المجاهدين، توبوا ولكم منا الأمان وإلا فاعلموا أن لنا جيوشا في العراق وجيشا في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء. القاعدة السادسة: (تكفير عموم المسلمين ممن لا يرى رأيهم)
ففي البداية والنهاية (7/286) أن زيد بن حصن الطائي خطب الخوارج قائلاً : "فأشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا أنهم قد اتبعوا الهوى ونبذوا حكم الكتاب وجاروا في القول والأعمال وأن جهادهم حق على المؤمنين"
والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل له بعنوان (السلمية دين من) "إن جيوش الطواغيت من حكام ديار المسلمين هي بعمومها جيوش ردة وكفر، وإن القول اليوم بكفر هذه الجيوش وردتها وخروجها من الدين بل بوجوب قتالها وفي مقدمتها الجيش المصري لهو القول الذي لا يصح في دين الله خلافه" القاعدة السابعة: (التقرب إلى الله بقتل قادة الأمة وخيرة علمائها)
ففي تاريخ الأمم والملوك (3/114) أن الخارجي زرعة بن البرج الطائي قال لعلي رضي الله عنه: "أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عز وجل لأقاتلنك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه فقال له علي: بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفي عليك الريح" قال: وددت أن قد كان ذلك والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) يا أجناد الشام إنها الصحوات لا شك عندنا ولا لبس كنا نتوقع ظهورها ولا نشك في ذلك إلا أنهم فاجؤونا واستعجلوا الخروج قبل أوانهم .. احملوا عليهم حملة كحملة (أبو بكر) الصدّيق واسحقوهم سحقا وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله. ويقصد بالصحوات من خالفهم من المجاهدين وأصحاب المؤامرة هم قادة الجهاد في الجبهة الإسلامية. القاعدة الثامنة: (المبالغة في النكير والتعرض لمن خالفهم بالسب والشتم والتعريض بآيات الله) ففي وجيز المستفيد (1/64) " أن الخوارج قاموا على علي رضي الله عنه وهو يخطب الناس وبالغوا في النكير عليه وصرحوا بكفره، وتعرضوا له في خطبه واسمعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن، وذلك أن علياً قام خطيباً فذكر أمر الخوارج فذمه وعابه" وهذه القاعدة عند أتباع تنظيم دولة العراق والشام من أوضح ما يكون حتى أصبحت علامة تدل عليهم فما إن يخالفهم أحد حتى يزجروه منكرين ويسبوه ويشتموه ويعرّضوا له بالآيات كقوله تعالى: "قل موتوا بغيضكم" وقوله تعالى : "ولتعرفنهم في لحن القول" وقوله تعالى: "وقيل اقعدوا مع القاعدين" وغيرها من الآيات التي نزلت في المنافقين والمشركين. القاعدة التاسعة: (قتل رسل مخالفيهم) ففي سنن النسائي (5/165) أن علياً قال لابن عباس رضي الله عنهم عندما سأله أن يبعثه ليحاور الخوارج : "إني أخافهم عليك" وفي الكامل في التاريخ (2/181) أن علياً رضي الله عنه بعث الحارث بن مرة العبيدي ليسألهم عن سبب خروجهم فقتلوه. والآن رأينا تنظيم دولة العراق والشام كيف قتل الشيخ جلال بايرلي وهو رسول صلح بينهم وبين كتائب الهجرة إلى الله. وكذا قتلهم للطبيب حسين السليمان وهو رسول صلح في أحداث مسكنة القاعدة العاشرة: (قتلهم لأهل الإسلام وتركهم لأهل الأوثان) ففي الصحيحين (البخاري 3/1219، مسلم 3/110) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الخوارج: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" وقد قال أبو عمر البغدادي أمير دولة العراق مخاطبا رجال المقاومة العراقية في تسجيل بعنوان (وعد الله): "إن أبيتم التوبة قبل القدرة عليكم فو الله لقتل المرتد أحبُّ إليّ من مئة رأس صليبية، وقد علمتم قوة بأسنا وطول ذراعنا. ولقد شاهدنا تنظيم دولة العراق والشام قبل أيام كيف انسحب من جبهات القتال مع النصيرية في حلب بحجة تعزيز مواقعهم "في قتال المجاهدين الذين يسمونهم بـ الصحوات" القاعدة الحادية عشرة: (اتهام من دفع صائلهم بالكفر) ففي تاريخ الأمم والملوك (3/582) أن الخارجي شبيب بن يزيد قام خطيبا عندما قتل قبيصة بن والق رضي الله عنه فقال: يا معشر المسلمين قتلتم قبيصة بن والق التغلبي قال الله: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" هذا مثل ابن عمكم قبيصة بن والق أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم جاء يقاتلكم مع الكافرين. والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد أعلنوا حرباً ضد الدولة وبدأوها، وإن كل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان" القاعدة الثانية عشرة: (الغلظة والشدة على مخالفهم وتوعده بالقتل) ففي تاريخ الأمم والملوك (3/114) قال الخارجي يزيد بن عاصم المحاربي لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يا علي: أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات ثم لتعلمن أينا أولى بها صليا" والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) "لدينا جيوشا في العراق وجيشا في الشام كالأسود الجياع شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء ولم يجدوا اشهى مما شربوا من دماء الصحوات " القاعدة الثالثة عشرة: (حصر الحق فيهم دون غيرهم) ففي الكامل في التاريخ (2/82) أن عبد الله بن وهب الراسبي قام خطيبا في الخوارج فقال: "اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال أو إلى بعض هذه المدائن منكرين لهذه البدع المضلة" والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (العراق العراق يا أهل السنة) "إن الدولة الإسلامية هي أملكم الوحيد الصادق بعد الله عز وجل للخروج من النفق المظلم الذي أدخلكم فيه زعماؤكم وممثلوكم بتحالفهم مع الرافضة. القاعدة الرابعة عشرة: (تصلبهم على آرائهم لاعتقادهم بأنهم من أهل الجنة) ففي البداية والنهاية (7/289) أن الخوارج لما التقوا بجيش علي رضي الله عنه وطلب تكليم قادتهم تنادوا فيما بينهم ألا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيؤا للقاء الرب عز وجل وهتفوا: الرواح الرواح إلى الجنة. والآن يقول العدناني متحدث دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) أما أنتم يا جنود الدولة الإسلامية في العراق والشام "... امضوا في ثبات ويقين، فإنكم والله على الحق المبين ... ودونكم خيري الدنيا والآخرة" القاعدة الخامسة عشرة: (الاستعراض وهو: القتل الجماعي دون تفريق) ففي تاريخ الأمم والملوك (3/121) أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه لما التقى بالخوارج حمل راية ثم ناداهم من جاء هذه الراية منكم ممن لم يقتل ولم يستعرض فهو آمن. والآن قد رأينا ما فعله تنظيم دولة العراق والشام بعد خروجه من مقراته في الشام – حلب وحارم والدانا وغيرها - من قتل جميع المعتقلين الذين احتجزهم بلا جريرة أو ذنب. القاعدة السادسة عشر: (عدم إقامة الحدود على اتباعهم والاعتذار لهم بالتأويل أو الخطأ) ففي تاريخ ابن خلدون (3/160) أن المقعطر الضبي وكان عاملا للخارجي قطري بن الفجاءة على بعض نواحي كرمان قتل بعض الخوارج فطلبوا القود منه فمنعه قطري وقال: تأول فأخطأ وهو من ذوى السابقة. والآن يشاهد الجميع كيف يجني أتباع تنظيم دولة العراق والشام على المجاهدين والدعاة وعوام المسلمين بالقتل ثم لا يقيمون عليهم الحد بحجة تأول فأخطأ؛ وما حادثة الشيخ جلال بايرلي والمجاهد أبو عبيدة البنشي والمجاهد محمد فارس إلا أمثلة على هذا الأمر. القاعدة السابعة عشرة: (وضع مكافأة على قتل مخالفيهم) ففي المعجم الكبير (1/97) أن الخارجي عبد الرحمن بن ملجم خطب الخارجية قطام بنت الشحنة فقالت: لا أتزوج حتى تشتفي لي؟! فقال: وما تشائين؟ قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب. والآن يقول العدناني متحدث تنظيم دولة العراق والشام في تسجيل بعنوان (الرائد لا يكذب أهله) اعلموا يا جنود الدولة الاسلامية أننا قد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رأساً من رؤوسهم وقادتهم –الإئتلاف والمجلس العسكري والقيادة المشتركة للجيش الحر - فاقلتوهم حيث وجدتموهم ولا كرامة" القاعدة الثامنة عشرة: (الانتداب لقتل المخالفين) ففي تاريخ الأمم والملوك (3/583) أن الخارجي شبيب بن يزيد الشيباني انتدب اتباعه قائلا: أيكم يأتيني برأس عامل سورا؟ والآن نشاهد كيف ينتدب قادة تنظيم دولة العراق والشام اتباعهم في قتل المجاهدين وتفجير مقراتهم بالعمليات الانتحارية القاعدة التاسعة عشرة: (نبز مخالفيهم بقلب ألقابهم) ففي مرآة الجنان (1/55) أن أحد الخوارج دخل على الحسن بن علي رضي الله عنهما عندما بايع معاوية رضي الله عنه فناداه بـ "يا مذل المؤمنين" فقال الحسن: لست بمذل للمؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك، وجاء في طبقات الحنابلة أن الإمام أحمد رحمه الله قال: وأما الخوارج. فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة. والآن نجد تنظيم دولة العراق والشام قد تفنن في هذه المسميات حتى أصبح لكل مخالف لهم لقبا ينبزونه به فمثلا. أحرار الشام يسمونهم أشرار الشام، ولواء التوحيد: لواء الشرك، وأحفاد الرسول: أحفاد الرئيس، والهيئة الشرعية: الهيئة الشركية وهكذا. وبعد هذه الجولة في كتب التاريخ ومواقف الخوارج نقول بأن تنظيم دولة العراق والشام ما هم إلا امتداد لفكر قديم جاء التحذير منه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولعلي قريباً بإذن الله أفرد بحثاً لدراسة أحاديث الخوارج التي جاء التنصيص عليها ممن لا ينطق عن الهوى بما لا يدع مجالاً للشك في أن هؤلاء القوم ما هم إلا امتداد حقيقي للخوارج وإن اختلفت التسميات. نسأل الله الرشاد والسداد والعصمة من الأهواء والفتن.
هيئة الشام الإسلامية
أحمد عبد العزيز القايدي
محمد كمال الشريف
رابطة خطباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة