..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مهداة إلى المُحْبَطِيــن

أحمد الرمح

١٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2744

مهداة إلى المُحْبَطِيــن
d8a7d984d8abd988d8b1d8a9-d8a7d984d8b3d988d8b1d98ad8a9-d985d8b8d8a7d987d8b1d8a7d8aa-d984d8a7d981d8aad8a7d8aa.jpg

شـــــارك المادة

تمر الثورة السورية العظيمة بمراحل مدٍ وجزر؛ ففي المد نتفاءل؛ وفي الجزر نتشاءم؛ وذلك حال الطبيعة البشرية التي لا تبني استراتيجيتها وسياستها على أسس واقعية، ولا على معطى قانون حركة التاريخ؛ علماً بأن قانون حركة التاريخ منذ نشأة الاستبداد تاريخياً؛ ما حدثنا عن ثورة شعب طلب الحرية فانكسرت أو اندحرت!.


وأنا متفائلٌ جداً بانتصار الثورة؛ وذلك ليس مبنياً على أحلام وأماني؛ ولا أبيع الوهم للمساكين والمستضعفين؛ كما فعل كثير من دهاقنة السياسة في المعارضة؛ إنما لوقائع ومعطيات جدية؛ تؤشر على قرب نهاية هذا النظام، إضافة لإيماني أن سنة الله سبحانه وتعالى؛ تأبى أن تقف مع المستبدين ضد المستضعفين. ولكنها تتأخر للتمحيص والتميز في صفوف الثائرين، فتصوروا لو أن الثورة انتصرت في السنة الأولى أو الثانية أو الثالثة مَن كان سيتصدرها أو يصادرها؟!.
ما أود الحديث عنه في هذا المقال؛ الأمل الذي يجب أن تتشربه قلوبنا وعقولنا رغم غصاتنا وآلامنا وجراحنا الناتجة عن الثمن الكبير الذي قدمه الشعب السوري في مطالبته بالحرية والكرامة، وهما مطلب الثورة التي لن تحيد عنه.
وسأحاول أن أقدم الأمل من خلال النص الديني والواقع التاريخي وعلم الاجتماع؟.
لماذا يجب علينا أنْ نؤمن بحتمية انتصار الثورة؟
تعالوا لنستعرض لماذا....من خلال الأسس الثلاثة التي اعتمدتها:
يقول تعالى:(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يسراً):هنا نكتة بلاغية لغوية...وهـي أن النكرة إذا عُرّفت لا تتميز ولا تتعدد...كيف:
الله سبحانه وتعالى عرّف العسر لكي يكون عسراً واحداً ،ونُكّر اليسر لكي يكون أشكالاً وصنوفاً وألواناً متعددة، والفرج حينما يأتي ؛ يأتي بكل ما يسعد المؤمن بعدالة قضيته.
وانتبه لم يقل إن بعد العسر يسراًـ وللأسف هكذا نفهمهاـ إنما قال (مع) وهذه لغةً (حالية)...ليمنحك الأمل، وليؤكد لك أن الفرج؛ يأتي عندما يبلغ العسر قمته. فالأمل يخرج من رحم اليأس والألم ليغلبه.
ويمكن أن نشبه ذلك بحالة المخاض للمرأة التي تأتي مع الولادة. ففي عز ألم المخاض تأتي الولادة لتفرح الأم...وتنسى ألم المخاض. وإليك مثالاً من سيرة العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ....في المدينة وفي أقسى موقعة مع المستكبرين، حاصرتهم أحزاب المشركين وغدر بهم اليهود؛ وتخلى عنهم المنافقون والمرجفون، ولكن رسول الله ومن معه؛ لم ييأسوا من فرج الله. بل أخذوا بالأسباب وحفروا الخندق. لذلك كان الله معهم فأرسل لهم ريحاً، هزمت المشركين، وكفت المؤمنين القتال وجاء النصر.
إن منطق التاريخ يقول لنا:
لم تتعرض أمة لويلات وحروب وإحباطات؛ كما تعرضت الأمة العربية؛ وكانت دائماً تخرج منتصرة، لتعود أقوى مما كانت ففي عز الاستبداد الأموي واليأس من الإصلاح؛ جاء عمر بن عبد العزيز. وفي قمة الخراب العباسي وانعدام العدالة الاجتماعية جاء هارون الرشيد؛ ورغم كل ويلات الصليبيين ظهر صلاح الدين.
لقد عاث التتار في الأمة فساداً...وألقوا بتراثها في دجلة، وأرادوا قهر هويتها العروبية وشخصيتها الإسلامية!؟ ولم تيأس ولم تنهزم...فإذا بإيمان الأمة يهزم عسكرة التتار ليدخلوا الإسلام...وهذا حدث نادر في التاريخ؛ أنْ يخرج المستعمر حاملاً ثقافتك ومؤمناً بعقيدتك؛ لم يتكرر تاريخياً على الأطلاق؛ بل العكس هو ما حدث في غير الأمة العربية.
وجاء الصليبيون بحقدهم ودمويتهم؛ ووصلوا القدس، وذبحوا في يوم واحد سبعين ألف فلسطيني، وحولوا المسجد الأقصى إلى إسطبل لخيولهم.! ولكن الأمة المتمسكة بهويتها والمتعلقة بعقيدتها والمؤمنة برسالتها. والواثقة بوعد ربها بعد مئتي سنة لم تيأس وانتصرت عليهم.
وأختم كلامي لألفت النظر إلى قضية مهمة جداً؛ تتعلق بعلم الاجتماع والقوانين الاجتماعية  تحديداً ـ وهي لا تخرق ولا تقبل المعجزات إطلاقاً ـ  العسر والتعثر والوهن؛ قضية سببية لنا الدور الأكبر فيها، وليست قدرية كما نخدِّر أنفسنا بها؛ فيقوم أعضاء السلك الديني من مشايخ السلاطين؛ ليخدروا المجتمع بفلسفتهم لها، والفارق كبير ومهم، واقرأ قوله تعالى(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)عمران/165
كونوا على ثقة؛ لن يُهزم المجتمع السوري؛ في ثورته؛ ولا تخافوا على الثورة، بل خافوا على أنفسكم من أن يفتنكم تعثرها، فتسقطوا في مستنقع الاستسلام؛ إنما هو مقبل على نصر. كل قوى الاستكبار العالمي حاولت على مدار أربع سنوات أن تجهضه ؛ وفشلت؛ إنها الثورة التي ستكون أعظم ثورات التاريخ؛ وستُدرَّس في كل مراكز الأبحاث العالمية كيف انتصر شعب أعزل؛ على مكر العالم كله؛ وسيتحقق ذلك وستصبحون يوماً ما، قريباً وليس بعيداً على نصر؛ وإن أردتم أن تتأكدوا اقرؤوا حال النظام بفرسه ومجوسه وروسه وشيعته ومرتزقته؛ كيف يندحر على الأرض.

 

 

 

 


سراج برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع