..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا يطلق عناصر (حزب الله) النار على أرجلهم في القلمون!

علي الحسيني

٢٠ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3471

لماذا يطلق عناصر (حزب الله) النار على أرجلهم في القلمون!
الله الله 00 قتلى.jpg

شـــــارك المادة

لم يسبق لـ”حزب الله” أن مرّ بمراحل صعبة كالتي يمر بها اليوم، كوادر تُقتل بشكل يومي على أرض ليس فيها صهيوني واحد، وعناصر تتوزع أشلاؤها بين البلدات والقرى بعدما أقنعوها أن عدوّها أصبح في الداخل السوري وليس على جبهة الجنوب اللبناني.

جميع القصص والروايات التي تصل الى أهالي وذوي مقاتلي “حزب الله” صادمة من هول ما يسمعوه وما يكتشفوه لاحقا بعدما معاينتهم لجثث أبنائهم التي تصل إليهم تباعا ومن دون توقف، حتى أصبح يُقال في الأوساط الشيعية “إن أعداد الشُبّان الذين فقدوهم في سوريا يحتاجون إلى عشرة سنين لتعويضهم”.

يُخبر أحد عناصر الحزب مجموعة من زمرة السلاح عن المواجهات الصعبة التي تدور بينهم وبين الثوار في سوريا وعن اللحظات الصعبة التي يعيشونها هناك وعن نوعية القتال والاشتباكات التي يخوضونها، ويسرد حكايات من الواقع المأزوم الذي يمرون به حول الكمائن التي يتعرضون لها باستمرار فيقول: “لمقاتلي المعارضة السورية قلوب لا تخاف الموت، يهجمون بالمئات، لا تُخيفهم نوعيات الأسلحة المتطورة التي نمتلكها ولا الراجمات والمدافع التي نطلقها نحن والجيش السوري باتجاههم حتى وإن قتل العديد منهم”.

ويُخبر العنصر في “حزب الله” عن المعارك التي تشهدها جبهة القلمون بالتحديد والتي أصبح عناصر الحزب يطلقون عليها جبهة “فيتنام” نظراً لصعوبة الحرب فيها وضراوتها، وهي النقطة التي سقط لهم فيها أكثر من ثلثي عناصرهم أي مجمل العناصر الذين قُتلوا منذ دخولهم الحرب في سوريا، ويتابع العنصر سرد حكايات عن الموت الذي ينتظرهم عند فوهة بنادقهم فيردف: “لدى المعارضة عناصر لا تنام الليل ولا النهار نسمع أصوات صلواتهم باستمرار، لديهم تكتيكات عالية وتحديداً عناصر الجيش السوري الحر الذين يتميزون بكفاءات قتالية عالية وتخطيط عسكري رفيع يمكنهم في معظم الأحيان التفوّق علينا خصوصاً وأنهم يمتلكون قدرات جسدية تمكنهم من الصمود في الصقيع لساعات متواصلة بحيث المقاتل منهم يمكنه أن يحمل مدفعاً لوحده ويسير به بين التلال والوديان”.

حال هذا العنصر في (حزب الله) يُشبه أحوال الكثيرين من رفاقه على الجبهات في سوريا وهذا هو العنصر (محسن خليفة)، ابن بلدة (الغازية) في جنوب لبنان والملقب بـ “ثائر” والذي ما زال يرقد في (مستشفى الرسول الأعظم) التابع للحزب منذ أربعة أشهر بعد تعرضه لإصابة بليغة أدت إلى بتر ساقه اليمنى بعد عملية اقتحام لموقعهم في القلمون وأدت حينها إلى مقتل أربعة من أصحابه من حمية الموقع.

أخبر (محسن) شقيقه (باسم) قبل أن تُمنع عنه الزيارات مدى صعوبة المواجهات التي يخوضونها في كل أنحاء سوريا وأخبره بأن لا فائدة من كل هذه الحرب التي مهما طالت فلن يتمكن الحزب من الانتصار فيها ولو بعد مئة عام.

ويتابع (محسن) بحسب ما يروي عنه شقيقه: “يوم كنا نقاتل في الجنوب ضد العدو الإسرائيلي كانت الأرض لنا وهناك أهلنا ورزقنا وعرضنا، لكن في سوريا لا شيء لنا فالأرض لهم ولأبنائهم ولذلك نراهم وهم يستشرسون من أجل الدفاع عنها وعن أطفالهم ونسائهم.

الحرب صعبة وتشبه حرب الاستنزاف التي خاضها الجيش الأميركي في فييتنام والتي كان فيها صيداً سهلاً للثوار، وهذا هو حالنا اليوم مع الثوار السوريين فهم يصطادوننا واحداً تلو الآخر من دون أن نتمكن من القضاء عليهم نظراً لأعدادهم الكثيرة، ففي كل مرة كنا نعتقد فيها أننا أجهزنا على موقع ما، كانوا يُعيدون تنظيم صفوفهم ويستلمون زمام المبادرات مجدداً ومن ثم يُبادرون للانقضاض علينا.

قصص متشابهة يرويها هؤلاء العناصر العائدون من خدمتهم، لكن من أكثر المعلومات خطورة هي تلك التي سُربت منذ أيام قليلة من داخل جهاز أمن “حزب الله” حول ما يجري مع عدد من المقاتلين في الحزب في القلمون تحديداً.

تقول المعلومات إن أكثر من خمسين إصابة في الأرجل كان تعرض لها عناصر الحزب خلال فترة شهرين في فييتنام (القلمون) الأمر الذي أثار استغراب القيادة العسكرية في سوريا والتي دعت إلى إجراء تحقيقات سرية دامت فترة طويلة قبل أن تتوصل إلى نتيجة مخزية بحق حزب ادعى مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لفترة تزيد عن ثلاثين عاماً.

أفضت نتائج التحقيقات مع مجموعة من هؤلاء العناصر الذين تعرضوا لإصابات في الأرجل أن بعضهم يعمد إلى إطلاق النار على نفسه أثناء فترة الحراسة؛ وبهذا يُصار إلى نقلهم لمستشفيات البقاع أو بيروت هرباً من القتال وخشية تعرضهم للقتل؛ خصوصاً وأنه لا يمر يوم واحد من دون أن يتعرضوا فيه للقتل، وقد ذهلت قيادة الحزب العسكرية من هذه التحقيقات؛ خصوصاً بعدما اعترف أحد العناصر أن ذهابه للقتال في سوريا كان تحت الضغط والتهديد، لذلك فضّل أن يطلق الرصاص على رجله من أن ينتهي به الأمر تحت التراب.

 

 

أورينت نت
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع