هيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3426
شـــــارك المادة
السؤال: بعض القتلى في الثورة يكون أشلاء بسبب القصف، أو تقطع بعض أعضائه خلال التعذيب فكيف نغسله ونصلي عليه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قد رأينا والله من هذه المشاهد ما يُدمي القلب، وتَدمع له العين، وهذا مما يدل على مدى إجرام هذا النظام، وحقده الدفين، وخلوه من كل معاني الإنسانية والرحمة، نسأل الله تعالى أن يخلص إخواننا من براثن هذه العصابة المجرمة وشرورها.
وأما ما سألت عنه، فنجمل الجواب عنه في النقاط التالية:
أولاً: إذا وجد الميت أشلاءً مقطعة، أو لم يوجد منه إلا بعضه، فالواجب تجميع أشلاء وأعضاء كل ميت على حدة، وإن تعذر معرفة أصحاب هذه الأشلاء، فتترك متفرقة كما هي.
ثانياً: يجب تغسيل هذه الأشلاء، وتكفينها، والصلاة عليها، حتى لو كان الموجود منها بعض الميت كيده أو رجله فقط، ويدفن كل ميت أو الجزء الموجود منه في قبر مستقل إلا إن تعذر ذلك فيجمع في القبر الواحد بين أكثر من ميت للضرورة.
ثالثاً: إن صُلي على الميت ثم وجد جزء آخر منه: فتغسل هذه الأجزاء، وتكفن، وتدفن في المقبرة، ولا يصلى عليها.
رابعاً: إذا تعذر تغسيل الميت لشدة الإصابة فإنه يصب عليه الماء صباً دون مسِّ جسده، فإن تعذر ذلك يُمِّم بالتراب، فيضربُ رجلٌ التراب بيديه، ويمسح بهما وجه الميت وكفيه.
فإن أمكن تغسيل بعض أجزائه دون بعض: غُسل ما أمكن غسله من هذه الأجزاء، ويمم الميت في وجهه وكفيه عن الأجزاء الأخرى.
وإن لم يمكن تغسيله أو تيميمه بالتراب لشدة الإصابة، أو تعذر مسكه والتعامل معه: فإنَّه يكُفن دون غسل أو تيمم.
خامساً: أما الشهداء من قتلى "الجيش الحر" الذين استشهدوا خلال الاشتباك، فهؤلاء يدفنون في ثيابهم التي قتلوا فيها دون تغسيل، ولا تكفين، ولا صلاة، وكذلك الحكم فيما وجد من أشلائهم.
نسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يرحم هؤلاء الشهداء جميعاً، ويكرم نزلهم، ويوسع مدخلهم، ويغسلهم بالماء والثلج والبرد، وأن يجعل ما أصابهم رفعةً لدرجاتهم وتعظيمًا لأجرهم، وأن يلهم أهاليهم الصبر والرضا، وأن يعاجل بالانتقام ممن ظلمهم وبغى عليهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.
إبراهيم الحقيل
رابطة العلماء السوريين
رابطة خطباء الشام
عماد الدين خيتي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة