عبد الكريم بكار
تصدير المادة
المشاهدات : 10340
شـــــارك المادة
قال الإمام الأعمش المفسّر المحدّث للإمام أبي حنيفة الفقيه صاحب المذهب: يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة. رواة الحديث هم الذين حفظوه من الإهمال والتغيير والتبديل فكانوا بمثابة الصيادلة الذين يحفظون الدواء من التلف.
أما الفقهاء فهم الذين يستنبطون حكم الله تعالى من نصوص الوحي. فالفقيه مثل الطبيب يشخّص الحالة ويفهم المسألة ُثم ينظر في مجموع النصوص المتعلقة بها، وفي أقوال مَن سبقه من أهل العلم فيها، ثم يُصدر الحكم. إنّ عمل الفقيه والمحدّث متكامل ، ولكن لكلٍّ اختصاصه. الذي أودُّ أن ينتبه إليه الشباب هو أنّ الرجوع إلى النصوص من غير اعتبار أقوال الأئمة الأعلام فيها قد يكون باباً من أبواب الضلالة، كما حدث لقدماء الخوارج حين نظروا إلى قوله تعالى" إن الحكم إلا لله" دون النظر إلى ما قاله أهل العلم فيها حيث كانت النتيجة الخروج على علي رضي الله عنه ومقاتلته وقتله، قتلهم الله. النص الواحد لا يكفي لمعرفة الحكم بل لابدّ من معرفة جميع النصوص الواردة في القضية، وهذا من عمل الفقيه المجتهد. بعضهم يقول: أقول لك : قال الله وتقول: قال الشافعي؟! وهذا من الجهل لأنّ الشافعي يعرف النص الذي يستدلّ به غيره، ويرجّح بين النصوص ويجمع بينها حين يمكن الجمع، وقد يردُّ بعضَ الأدلة بسبب ضعفها أو وضعها.. لدينا علمٌ كامل اسمه علم أصول الفقه، ومن يُرد الاستدلال والاستنباط فإنّ عليه أن يكون متمكناً من ذلك العلم حتى لا يخبط خبط عشواء، ويفسد أكثر مما يصلح؛ والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. من صفحة الكاتب على فيسبوك
محمد العبدة
محتسب الشام
هيئة الشام الإسلامية
فهد العجلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير