..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

النظام السوري يدعو أمريكا لغزو سوريا!

فيصل القاسم

١ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2578

النظام السوري يدعو أمريكا لغزو سوريا!
القاسم000.jpg

شـــــارك المادة

ما إن خرج الشاب السوري الأعزل إلى الشوارع للمطالبة بقليل من أوكسجين الحرية والكرامة الذي حرم النظام السوريين منه لحوالي نصف قرن من الزمان، حتى راح الإعلام الرسمي يصرخ بأعلى صوته: "مؤامرة، مؤامرة" كعادته، لكنه كي يجعل من الكذبة أكثر تأثيراً وإرهاباً للشعب السوري، أضاف إلى "المؤامرة" صفة "الكونية"، فأصبح النظام فجأة يواجه "مؤامرة كونية" تشارك فيها مئات الدول، وربما كائنات من كواكب أخرى، خاصة وأن "الكون" يحتوي كل الكواكب بما فيها "الأرض".

 


لكن القائد لم يتغير، فقد ظل المتهم بالتآمر على النظام هو أمريكا الإمبريالية وربيبتها الصهيونية، بالإضافة طبعاً إلى بعض الدوائر الأوروبية الدائرة في الفلك الصهيوني.
لقد استخدم النظام على مدى أكثر من ثلاث سنوات، كل أنواع الإجرام، بما فيه السلاح الكيماوي ضد الشعب بحجة مواجهة "المؤامرة الكونية".
لم يترك وسيلة قذرة إلا واستخدمها تحت شعار التصدي للمؤامرة. اغتصب النساء، واعتدى على ممتلكات كل من فتح فمه في وجه فاشيتّه. ناهيك طبعاً عن تسوية أكثر من نصف سوريا بالأرض بحجة محاربة المتآمرين. وحدِّث ولا حرج عن تهجير أكثر من نصف السوريين داخلياً وخارجياً، وتحويل النصف الآخر إلى فقراء وعاطلين عن العمل، حسب إحصاءات النظام نفسه. كل ذلك بحجة وقف "المؤامرة الكونية".
ولو افترضنا أنَّ كل الدمار الذي لحق بسوريا والسوريين بحجة التصدي للمؤامرة الكونية لا يحرك شعرة في نظام الأسد، على اعتبار أن الملايين التي خرجت ضده عبارة عن ثلة من العملاء والخونة، كما وصفهم رأس النظام في خطاب القسم، وبالتالي فهم يستحقّون ما نزل بهم من عقاب، فكيف سيشرح النظام لمؤيديه الآن نسيانَه وتخلّيه فجأة عن "المؤامرة الكونية" ومطالبتَه، أو لنقل توسُلَّه على لسان وزير خارجيته وليد المعلم التعاونَ مع أمريكا والغرب عموماً لمواجهة الإرهاب؟
ماذا سيقول لذوي أكثر من مائة وخمسين ألف عسكري سوري نظامي قضوا في ساحات التصدي لـ"المؤامرة الكونية"؟
ماذا سيقول لأبناء طائفته الذين خسروا أكثر من مئتي ألف ضحية بحجّة مواجهة "المؤامرة الكونية"؟
ألم يقدِّم هؤلاء الغالي والنفيس في سبيل هزيمة "المتآمرين" على سوريا من أمريكان وأوروبيين وصهاينة؟
فكيف يأتي النظام على حين غرّة، ويعيد أوروبا إلى الوجود بعد أن كان وليد المعلم قد مسحها من الخارطة في الأشهر الأولى للثورة، عندما فرضت على نظامه عقوباتٍ بسبب همجيته مع الشعب السوري؟
ماذا يقول النظام لحليفه حسن نصرالله الذي لا يلقي خطاباً إلا ويذكِّرنا بأنّ حزبه لا يمكن أن يكون في مكان فيه أمريكا.
فكيف يقبل بأن يكون شريكُه الأسد في نفس الفراش مع أمريكا لمكافحة الإرهاب؟
هل قدَّم حزب الله كلَّ تلك التضحيات في سوريا كي يأتي وليد المعلم ليقول: "مرحباً بأمريكا وبريطانيا مدبِّـرَتَي "المؤامرة الكونية" على حلف الممانعة والمقاومة؟
ألم يتّهم الإعلام السوري منذ اللحظات الأولى الغرب وأزلامَه في المنطقة بالتآمر لتدمير سوريا وتخريبها وحرفها عن مسارها المقاوم؟
ألم يملأ حلفاء النظام في لبنان والأردن والعراق وأبواقه الإعلامية، ألم يملؤوا الدنيا ضجيجاً وهم يهاجمون الإمبريالية والصهيونية المتآمرتَين على قائد حلف المقاومة والممانعة في المنطقة؟
ألم نسمع في الإعلام السوري وإعلام "الممانعة" كلمة "الصهيونية" مئات المرات يومياً في معرض الهجوم على "المؤامرة الكونية" التي تتعرض لها "سوريا الأسد"؟
كيف غفر النظام فجأة لهؤلاء المتآمرين، وعلى رأسهم طبعاً أمريكا والصهيونية غلطتَهم التاريخية بالتآمر على سوريا؟
ألم يظهر وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحفي الأخير وهو يستجدي "المتآمرين" للتعاون معه لمواجهة ما يُسمى "الإرهاب"؟
أليس الذين تآمروا على سوريا يجب أن يدفعوا ثمن مؤامراتهم الكونية التي أعادت سوريا خمسين عاماً إلى الوراء ودمّرت بنيتها التحتية ونسيجها لوطني، ودفعت الملايين من شعبها خارج منازلهم؟
هل يُعقل أنّ هذه الجرائم التاريخية الكبرى بحق الشعب السوري التي ارتكبها مدبّرو "المؤامرة الكونية" ستذهب دون عقاب، لا بل إنّ النظام بات يستجدي المتآمرين من أجل الصلح والوفاق؟
والبعض يتحدث عن أنّ النظام مستعدٌ أن يقدّم تنازلاتٍ "تاريخية" تحت الطاولة كي يقبل به أصحاب "المؤامرة الكونية" شريكاً.
وليد المعلم أطلق النارَ رسمياً على "المؤامرة الكونية"، التي تبيَّن أنها كذبة كبرى استغلّها النظام وتعلَّل بها للقضاء على الثورة، بدليل أنه توسَّل إلى الذين اتهمهم بإدارة المؤامرة كي يقبلوه حليفاً في مكافحة الإرهاب.
لقد سقطت كل مقولات النظام عن المؤامرة الخارجية عليه، واتهاماته الغرب وأمريكا بدعم القاعدة والإرهاب في سوريا، سقطت باستجدائه التعاون مع الغرب وأمريكا لضرب الإرهاب.
ألم يصدِّع النظام وحلفاؤه رؤوسَنا منذ سنوات بأنّ الجماعات الإرهابية، وخاصة "داعش" هي صناعة أمريكية هدفها تدمير سوريا؟
فكيف يتصدّر الآن لعرض خدماته على الأمريكان لمواجهة "داعش" التي يعتبرها حليفة الأمريكان؟
ألا يخجل وزير خارجية النظام وهو يعرض على الأمريكان غزو سوريا بحجة محاربة الإرهاب؟
ألم ينتقل حلف الممانعة من الاحتفاظ بحق الرد إلى طلب تدخُّل قوات على الأرض؟
ألم يقل وليد المعلم حرفياً:" ضرباتٌ جوية أمريكية لسوريا لا تكفي وحدها". ألا يعني ذلك ضمناً دعوة لشياطين "المؤامرة الكونية" أن يغزوا سوريا براً؟
لقد لخص أحد رسامي الكاريكاتير تخبُّط النظام السوري ونفاقَه وكذبَه وضياعَه بتعليقٍ على صورة لوزير الخارجية وليد المعلم والرئيس الأمريكي أوباما.
يقول المعلم الذي كتب الرسام تحت اسمه "مسيلمة"، يقول لأوباما: "مستعدون للتعاون مع أمريكا التي تقود المؤامرة الكونية على سوريا للتخلص من داعش التي تحاربنا بأمر أمريكا".
 


زمان الوصل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع