طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 2725
شـــــارك المادة
عندما تشاهد المستشارة الإعلامية لبشار الأسد، بثينة شعبان، تتحدث على شبكة «سي إن إن» الأميركية حول خطورة «داعش» في العراق وسوريا، فلا بدّ أن تستشعر أمراً مريباً، فكيف تتحدث شعبان عن خطر «داعش» وهي تمثّل نظاماً لا يقلُّ خطورة وإجراماً عن «داعش» نفسها! الغريب أن شعبان تحذر من خطر «داعش» على المنطقة والإنسانية، بينما الحقائق تقول إنّ «داعش» نمت تحت أنظار نظام الأسد الذي أخرج قياداتِها من السجون، ولم يقاتلهم إلى الآن، وبعد أن تحرّك الأميركيون ضدّ «داعش» في العراق! الواضح اليوم أنّ الأسد يعتقد أنه قد حان وقت قطاف الاستثمار في «داعش» للقول بأنه هو ضحية التطرف والمتطرفين، وهذه لعبة أسدية مكشوفة منذ اندلاع الثورة. والحقيقة المعلومة هي أنّ الأسد لم يواجه «داعش» من قبل، بل كان بينهم حياد، وكتبت وكالة «رويترز» عن استهداف نظام الأسد لتنظيم «داعش» مؤخراً ما نصه: «وحتى الصيف الحالي لم تكن قوات الأسد قد استهدفت تنظيم (داعش) الذي كان يعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وسمح هذا للجماعة بأن تنمو. وأدى إلى إضعاف الجماعات المعارضة». وهذا تماماً ما فعله الأسد الذي يحاول الآن استثمار الخوف الدولي من «داعش» لمصلحته. ومحاولة استثمار الأسد لخطورة «داعش» اليوم ما هي إلا لعبة مكشوفة طالما لجأ إليها الأسد، ليس في سوريا، بل وفي لبنان والعراق، ومع جماعات متطرفة مختلفة، فمن تسهيل دخول متطرفي «القاعدة» للعراق عبر سوريا، وتحت أعين النظام، إلى قصة أبو عدس، واغتيال الراحل رفيق الحريري، بل وأكثر من ذلك. كل هذه حيل أسدية مكشوفة، إلا أن الأسد يحاول تكرارها اليوم بشكل مختلف في سوريا. فالواضح أنّ الأسد أراد أن يقلب الطاولة على الأميركيين، خصوصاً عندما تردّد أنّ التفكير الأميركي حيال الأزمة السورية هو أنّ سوريا باتت تشكّل منطقة تجمع كل الذباب، أي المتطرفين، وبالتالي فإما أن يستنزف المتطرفون أنفسهم بالمعارك، وخلفهم إيران، أو أنه سيسهل ضربهم في مكان تجمعهم، بحسب طريقة التفكير الأميركية في حينه. ويبدو أن الأسد التقط هذه الفكرة ليحولها إلى مصلحته، وذلك بجعل «داعش» تقاتل «النصرة»، ويتفرغ هو لضرب الجيش الحر، وتصفية المعارضين، وليظهر الأسد بمظهر الضحية أمام العالم. وبالتالي فإمّا أن يدمِّر خصومه بعضهم البعض، أو أنه يتمكن من استثمار لحظة تحوّل سياسية كبرى في المنطقة للانقضاض على خصومه بدعم دولي يضمن له تحقيق بعض المكاسب. وهذا ما يحاول الأسد فعله الآن تحديداً، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتمّ إلا إذا كان المجتمع الدولي قد بلغ هذا الحد من السذاجة! الشرق الأوسط
أحمد منصور
مزمجر الشام
محمد رشيد
عبد الوهاب بدرخان
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة