..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

قيادة الثورة أم قيادة الطائرة؟؟

أسامة الخراط

٢٣ مارس ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8935

قيادة الثورة أم قيادة الطائرة؟؟
0413_bbb9b30d026d1.jpg

شـــــارك المادة

أخي الثائر صديقي المجاهد... تخيل معي المشهد التالي:
كنا 300 راكب متجهين بالطائرة لنسافر من حلب لدمشق، ونحن نعد أنفسنا للركوب صاح أحدهم يا شباب نحن ما عنا قائد للطائرة، فبدأ الناس تتقدم باقتراحاتها:


أولهم: قال يوجد معنا شيخ جليل وعالم شرعي معتبر وأخلاقه كاملة ما رأيكم يقود بنا هو الطائرة؟؟
ثانيهم: قال يا أيها القوم معنا ثائر محترم وهو أول من خرج في الثورة وقال الله أكبر فما رأيكم يقود هو فهذا حقه؟؟؟
ثالثهم: قال معنا مناضل قديم وسجين سابق ولم يترك ساحة جهاد لم يجاهد بها وأجده أحق من يجب أن يقود الطائرة؟؟
رابعهم قال: معنا رجل من السياسيين القدماء وهو رجل مجرب وهو لم يترك ساحة سياسية لم يخطب بها وأجده أحق من يجب أن يقود الطائرة ؟؟
بعد كل هذه الاقتراحات هل يوجد قوم عاقلون يمكن أن يسلموا أحد من هؤلاء قيادة الطائرة؟؟
قيادة الطائرة تستلزم من درس الطيران وتعلم علومه، وجرب قيادة طائرة مرات عديدة، ويملك خطة من أول لحظة يضع رجله في الطائرة إلى أن يوصل الركاب لوجهتهم الأخيرة.
فقائد الطائرة يمكن لو أخطأ أو فشل أن يقتل 300 راكب ولكن من يقود الثورة السورية هو يخاطر ويجرب في 23 مليون مواطن سوري، ويعبث بكل لحظة في مستقبلهم وبأرواح أطفالهم وأعراض نسائهم.
لذلك يشترط في أي أحد يريد استلام منصب قيادي في الثورة أن يملك شرطين:
المهارات أو التقنيات حتى يعلم كيف تقاد الطائرة + الأخلاقيات مثل الأمانة والعدل والتقوى حتى لا يقودنا لهدف خاطئ.
وكلنا يعرف أن غير المتخصصين هم من فجر الثورة وبالتالي شغلوا مناصب قيادية فيها بغير إرادة ولا طلب منهم. لكن بعد ثلاث سنوات من الفشل والنجاح والتعثر، سنقول لهم ربما كنتم معذورين سابقا ولكن اليوم لن نسكت عنكم لو لم تطبقوا ثلاثة شروط:
1- إذا ظن شخص نفسه مضطرا لقيادة جزء من الثورة أو الثورة كلها بسبب فقدان المؤهلين، فيجب عليه في هذه الحالة أن يعلم تماما:
أ‌. أنه يقتات على دماء الشهداء لكنه مضطر معذور مؤقتا مادام لا يجد بديلا.
ب‌. أن يبحث باستمرار عمن هو أفضل منه ليعطيه القيادة.
ت‌. أن يطلب مساعدة الناس في البحث عن الأفضل.
لو لم يطبق هذه الشروط فهو مجرم مشارك في جريمة قتل أهلنا وأحبائنا لأنه متمسك في السلطة والمنصب ولا يريد لنا النصر لمصلحته الشخصية أو مصلحة جماعته أو حزبه أو تياره الفكري.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها اليوم وإلا فلا ننتظر نتائج مستحيلة ونصرا قريبا.
هذه المقالة مأخوذة من الحلقة الثانية من مشروع تدريب (نصر قريب).

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع