نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 4089
شـــــارك المادة
ما فتأت إسرائيل وخلال السنوات الثلاث من عمر الثورة السورية على تلميع صورة نظام الممانعة متمثّلا في إيران وحزب الله والنظام الأسدي في دمشق، من خلال ضربة هنا وهناك لسلاح موجّه إلى حزب الله, أو لسلاح تخشى إسرائيل وقوعه ووصوله إلى أيدي الثوّار، كلّنا يعلم دور إسرائيل في استمرار معاناة الشعب السوري.
فالنظام الأسدي الذي أوجدته في سورية تعمل إسرائيل جاهدة على استمراره في سدّة الحكم , وما صرّح به رامي مخلوف في بداية الثورة عن ارتباط أمن إسرائيل بأمن سورية، وجد صداه عند المسؤولين الإسرائيليين، الذين أعلنوا وبصراحة عن حرصهم على نظام الأسد الممانع وتخوّفهم من أي بديل قادم لحكم سورية.
وتأتي السفينة الإيرانيّة التي احتجزتها إسرائيل في عرض البحر الأحمر قبالة شواطئ دولة أوجدتها إسرائيل جنوب السودان، وادعت فيها وجود أسلحة مرسلة إلى حماس على متن تلك السفينة. وهنا نتساءل: هل عادت العلاقة الطبيعية بين حماس وإيران بعد طرد الشريك السوري لممثلي حماس وإغلاق مكتبها في دمشق، بسبب مواقف حماس والتي رآها النظام متطرفة من الثورة السورية؟ وهل كانت هذه العودة للعلاقات بين إيران وحماس ـ إن صدقت ـ أن تتم لولا الحصار العسكري والاقتصادي والسياسي الذي يعانيه هذا القطاع الصغير في مساحته الجغرافية منذ سنوات؟ هناك تسريبات تقول بأنّ الأسلحة هي صواريخ مرسلة إلى إيران من سورية أو العكس، فهل جاءت هذه التصريحات لتعيد تلميع نظام الممانعة في دمشق، خاصّة مع وجود بعض ممّن عميت أبصارهم وبصائرهم عن رؤية واقع هذا النظام وتبعيّته للغرب وإسرائيل؟
إنّ نظام الممانعة مدين لإسرائيل، وقد دفع مقدّما ثمن وجوده حاكما لدمشق، كما تدفع إيران اليوم لإسرائيل بدفاعها المستميت عن هذا النظام ثمنا لمخطّطها التوسعي في سوريا ومصر وغيرها من دول المنطقة، والذي يطمح إلى ابتلاع دول المنطقة كلّها. إنّنا لا نستغرب إن صحّت المقولة بأنّ هذه السفينة هي مرسلة إلى حماس فعلاً، أن تكون إيران هي من أبلغ إسرائيل عنها، وربّما بطرق مشبوهة وغير مباشرة؛ لتعيد تلميع نظام الممانعة الذي أصبح مكشوفاً لكلّ ذي بصيرة، وهنا لا بدّ من التنويه بأنّ الدول العربية اليوم مسئولة وبشكل مباشر عن استمرار الحصار على غزّة، وفي الوقت الذي تعمل على استرضاء إسرائيل بكلّ السبل، إنّنا لا نريد أن توصل هذه الأنظمة غزّة إلى أن تأكل لحم الميتة.
مصطفى حامد أوغلو
حسان الحموي
سعد محيو
مهنا الحبيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة