..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الطائفة النصيرية: هل من ضوء في آخر النفق؟

عبد الغني محمد المصري

٢٩ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3249

الطائفة النصيرية: هل من ضوء في آخر النفق؟
ggg.jpeg

شـــــارك المادة

قال مضر الأسد: إنه لا مانع لديهم من قتل 10 ملايين مسلم في سبيل تثبيت حكم الطائفة!!!.
بشار الأسد سيترشح لفترة رئاسية جديدة.
ما سبق هما نبذتان سريعتان وبسيطتان عن العقلية الأنانية لعائلة الأسد ومنتفعيها، وتفكيرها في سيبل تثبيت وجودها ولو أدى ذلك إلى هلاك كل طائفتهم، ثم هروب العائلة وحاشيتها إلى أي بلد أوروبي كي يستمتعوا بأرصدتهم المالية الموجودة في البنوك العالمية.


فمضر عندما يتكلم عن قتل 10 ملايين مسلم، فإنه قد لا يدرك أن ذلك يعني مقتل مليوني شخص من طائفته على أقل تقدير -أي فناؤها من الناحية العملية-، فيما لو كانت المقاومة هي الحجارة والسلاح الأبيض فقط، وليست بالسلاح الناري، والذخيرة الحية.
منطق تصعيدي، أناني، خطير، يفكر في عقله الباطن بإحراق مليوني نصيري على الأقل، أملا في حلم لن يتحقق، وهو أن تستمر عائلته في حكم أي شيء، ولو كان حكم مدينة القرداحة وحدها!!!!.
ثم يأتي المرء إلى تصريحات الحلقة المحيطة ببشار حول نيته الترشح لفترة رئاسية جديدة!!!!. وهنا يتبادر إلى ذهن المرء سؤال وجيه: هل مشكلة بشار هي الشرعية الدولية كي تعترف به رئيسا، أم هي مشكلة مع الشعب السوري؟!!!!.
فبشار تدعمه إيران، وروسيا، والعراق، والمليشيات الشيعية، بالسلاح والذخيرة، فيما يدعمه فريق -أصدقاء سوريا- عبر حصار الثورة من حيث التزويد بالسلاح النوعي، والتذخير الفاعل.
اذا، مشكلة بشار ليست مع شرعية دولية، بل مشكلته الحقيقية هي مع الشرعية الشعبية، والمقصود بالشرعية الشعبية ليس الهروب إلى الأمام، عبر خداع النفس، بانتخابات باطلة، بل هي الشرعية المبنية على القبول به كرئيس لمرحلة قادمة، وهو الأمر الذي لن يتحقق مع وجود شهيد أو معتقل، أو جريح في كل بيت سوري، حيث أن الدماء التي جرت، قد حفرت أخاديد عميقة في الوعي الجمعي، يصعب محوها، إلا بانقضاء عقود قادمة.
بشار، يريد أن يضحك على نفسه، ويتنخب نفسه في عملية هروب، وتغافل عن الواقع قد أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 200 ألف من طائفته، وهو بذلك لا يعبأ أن يموت 600 ألف أخرى في سبيل نرجسية العائلة التي تحسب نفسها أنها هي حامية نجمة داوود في الارض، لذا فهي باقية، باقية، لا محالة -كما يتوهم-، وبذلك يمكن فهم تغاضيه عن كل الإهانات التي يتلقاها من إسرائيل عبر التحليق فوق قصوره ثم قصف اسلحته.
فحالة بشار مع اسرائيل القائمة على:

وليت الذي بيني وبينك عامر*** و بيني وبين العالمين خراب

هي حالة لن تؤدي سوى إلى فناء الطائفة؛ لأن الثورة لن تتوقف حتى تزيحه هو ومؤسساته عن الحكم.
ما هو الحل للطائفة؟ هل حقا إنها إذا توقفت عن المعركة سيتم قتلها والتنكيل بها؟.
الثورة ليس هدفها الإلغاء، والقتل، والذبح، ولم يكن كذلك يوما، بل إن من بدأ القتل والسلخ، والدعوة إلى ثارات زينب وأم كلثوم وعبد السميع هم النظام، وإيران وحلفائها كي يخوضوا معركة تهدف إلى ترسيخ وجود إيران في المنطقة عبر حرق النصيرية في سوريا، والشيعة في لبنان، في معركة لا تعمل سوى على ترسيخ الكراهية، وحصرهم في مناطق العزل الفكري والاجتماعي القادم.
وبذلك، نعم، فهناك حلول، وليس حل واحد فقط، لكن قد تكون الحلول قائمة على الأمور الآتية:
- لن يعود للطائفة بأي حال أي دور حقيقي أو مؤثر في مستقبل سوريا، بل تعود إلى وضعها الطبيعي ضمن نسبتها الحقيقية في المجتمع تنافس على الفرص المجتمعية كالآخرين ضمن منظومة المواطنة.
- تسريح كل ضباط الطائفة، مع ضمان رواتب تقاعدية لهم، مع إعادة تركيب الجيش القادم من واقع التشكيلات الفاعلة على الارض.
- حل الأجهزة الأمنية، وتسريح ضباط الطائفة النصيرية منها، مع ضمان الوراتب التقاعدية، على أن يتم إعادة تشكيل تلك الأجهزة وفق مقتضيات المرحلة القادمة، وما تفرضه القوى الفاعلة في الثورة.
- يتم ضمان عدم الاعتداء بهدف الانتقام من أبناء الطائفة، وتكون تلك الضمانة بحماية من الكتائب الفاعلة على الأرض.
- السياسة وغيرها، سيعاد تشكيلها وفق الحوار الوطني، وليس وفق المحاصصة الطائفية، وتكون الوزارات المؤثرة كالدفاع، والداخلية، والخارجية، والمالية، والتعليم بيد المسلمين السنة حصرا.
ما ينبغي على المجتمع الدولي أدراكه، وكذلك ابناء الطائفة النصيرية والشيعية، أنه لا حلول ترقيعية أو مفروضة بعد سيل الدماء، وأنه كل حل يتغافل عن الحقائق والدماء والتضحيات هو عبارة عن تجميل شكلي، يخفي ناراً تحت الرماد.
الطائفة والأقليات هي ميزة القرن العشرين الفاني، أما القرن الحالي فهو زمن آخر، فهناك أجيال متعلمة، وهناك وعي، وهناك فهم وأدراك، ومن هذا المنطلق، وحرصاً على السلم الأهلي، وحقن الدماء فلا يمكن صمود أي حل على الأرض، لا يتضمن على الأقل ما ورد في النقاط أعلاه، لأن تلك النقاط هي حقائق فرضتها الثورة وتضحياتها وآلامها، وهي الارض والشعب، والشجر والحجر.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع