أبو عبد الله عثمان
تصدير المادة
المشاهدات : 5343
شـــــارك المادة
إلى الآن لم أعرف أحداً معتبراً في الثورة أعلن بوضوح المعركة ضد تنظيم الدولة..!! هل الثورة ضعيفة إلى حد يستطيع فيه الإعلام أن يقحمها في حرب لم تقرر خوضها ولم تحدد أبعادها ومآلاتها وضوابطها ولم تُجمع عليها المفاصل الرئيسية في الثورة، ولا أشهر قياداتها؟!
قبل أن تدخل الثورة في نفق: ثمة فرق كبير بين أن تعلن معظم المكونات الرئيسية للثورة موقفاً مسلحاً أو سلمياً من جماعةٍ ما وبين أن تعلن مجموعات متفرقة الحرب وحدها ثم يجد الجميع أنفسهم قد انجروا إلى تلك الدماء..! قبل أن تدخل الثورة في نفق: لا ينبغي أن نخلط بين هول ما يقوم بها كثيرون من تنظيم الدولة وبين أن يكون الموقف من تلك المصائب مبعثراً غامضاً يسير به مجهولون كما يريدون.. قبل أن تدخل الثورة في نفق: إن بعض التشكيلات قد أعلنت الحرب على تنظيم الدولة وحدها، في حين أننا نرى الآخرين يغلب عليهم الصمت أو الكلام العام الذي من شأنه أن يحمله كل شخص كما يريد..! قبل أن تدخل الثورة في نفق: ليس الخطر على الثورة من المعارك بقدر ما سيكون الخطر من التفرد في قرار مثل هذا، فإن مثل هذه المواقف أو المعارك تحتاج لوحدة الكلمة أكثر مما تحتاجه المعارك ضد النظام بآلاف المرات..!! قبل أن تدخل الثورة في نفق: إننا حينما نرى استنفار مجموعات من مختلف الأطراف لطرح مبادرات، وآخرين مستنفرين بالسلاح والرصاص فحينها نعلم أن مثل هذا الصخب والضباب والعشوائية غير لائق أبداً بمنهجية ثورية أو تغيير..! قبل أن تدخل الثورة في نفق: الاختراق والعمالة لا يستبعد أن يحصل في أي مجموعة وعلينا أن نكون حذرين، بل إن المظهر الإسلامي أقصر الطرق إلى تسلل العملاء.. لكن أن يكون ثمة اختراق من بعض الأفراد ليس معناه أن تكون المجموعة كلها خائنة وعملاء فكثيرون من تنظيم الدولة صالحون طيبون لم يخرجهم إلا نصرة المظلومين.. قبل أن تدخل الثورة في نفق: لقد قرر العلماء أن مثل هذه المعارك إن حصلت فإنها تكون للردع وليس للقتل فيقاتَلون مقبلين ويُكَف عن قتالهم مدبرين.. ولا تقتل الأسرى ولا تغنم الأموال.. انظر: الأحكام السلطانية للماوردي قبل أن تدخل الثورة في نفق: لقد أمر الله بالإصلاح ولم يَشرع الاقتتال ابتداء فيما بين الفئات فقال: "فأصلحوا بينهما" وإلى الآن لم نر من أهل العلم ولا أصحاب الشوكة قراراً واضحاً في أن الأخوة في تنظيم الدولة قد استُنفذ معهم خيار الإصلاح وصار من الحق الانتقال إلى "فقاتلوا التي تبغي" وأنهم لم يستجيبوا للإصلاح فصاروا ممن تنطبق عليهم أحكام البغاة. قبل أن تدخل الثورة في نفق: إن بلادنا مقسمة والطرق مقطعة والأحوال متفاوتة، ولا يوجد قرار واحد للثورة، فإنه في مثل هذه الحالة لا بد أن يكون أهل الشوكة والمسيطرون الشرعيون في كل منطقة هم من يقرر التعامل مع هذه الأزمة ويكون كل منطقة لها وضعها الخاص وحكمها الخاص حسب حال وفكر تنظيم الدولة في تلك المنطقة، وحسب استجابة التنظيم للإصلاح وحسب المصلحة العامة لتلك المنطقة وأولويات القتال فيها.. قبل أن تدخل الثورة في نفق: يكفينا ما عانيناه من البعثرة في العمل المسلح والعمل السياسي والعمل الإغاثي، فأمام ما يواجهنا من مخاطر كبيرة وعظيمة على كافة المحاور.. أوليس علينا أن نوكل لجنة عامة على مستوى البلد نثق بها ونفوضها لتقوم بالحوار والإصلاح وبذل الجهد ثم هي التي تقرر من الذي يستجيب للصلح والمحكمة ومن لا يستجيب؟. قبل أن تدخل الثورة في نفق: ثمة فرق كبير بين رد العدوان وبين بث العداوة والبغضاء وجعلها اللغة السائدة بين الفئتين فتغيب معها أصوات التعقل والدعوة إلى التحاكم، ويستغل ذلك العدو ليثير من كل فئةٍ المرضى الضعفاءَ أو الجهلةَ ليقلب الجهاد بالشام والثورة رأساً على عقب، ويكيد لها كما يشاء. قبل أن تدخل الثورة في نفق: علينا أن نعلم أن هؤلاء الأخوة في تنظيم الدولة هم إخوتنا على أي حال بنص القرآن، قال ابن تيمية رحمه الله في تفسيره لآية "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا": "فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل". الفتاوى 2-385 قبل أن تدخل الثورة في نفق: على كل من يصب النار على الزيت دون دراسة وتقدير لعواقب الأمور ولا للظروف المحيطة أن يتذكروا أن قتال البغاة مشروط بالقدرة والإمكان ومراعاة المصلحة كما قال أهل العلم، وأن يدرسوا أيضاً أحوال كل منطقة وإمكانياتها فأكثر تلك المناطق لا تحتمل أبداً أية معارك جانبية أو أي هدر للسلاح مع غفلة عن المتربص الظالم.. وهذا إن كان فإنه لا بد أن يكون بعد الانتهاء من العمل بأمر "فأصلحوا" قال ابن تيمية رحمه الله: "الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان، فقد تكون المصلحة المشروعة أحياناً هي التآلف بالمال والمسالمة والمعاهدة كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- غير مرة والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمر أصلح." 4-442 الفتاوى هي دعوة لضبط الأزمة قدر ما نستطيع وإدارتها قبل أن تنفلت وتصعب إحاطتها.. هي دعوة للقضاء على الفوضى التي تفتح المجال للعدو ليتسلل عبرها كما يشاء.. هي دعوة لوضع الأمور في نصابها وموازينها ومعالمها الواضحة..
مهدي الحموي
خالد حسن
أحمد أبازيد
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة