غسان المفلح
تصدير المادة
المشاهدات : 6748
شـــــارك المادة
“حزب الله” اللبناني بني على دعامتين أساسيتين: الطائفية والسلاح. وتحول دولة داخل دولة تتيح نشوء الدول الطائفية وغير الطائفية داخلها, ومن دون هاتين الدعامتين ما كان لإيران أن تؤسسه وتستثمر في لبنان كل هذه المبالغ على حساب الشعب الإيراني.
هذا الاستثمار الذي لم يكسب إيران إقتصاديا, سوى أنه قوى مشروع ولاية الفقيه, وأصبحت قم مرجعية الأكثرية الشيعية في لبنان, ولم تعد مرجعيتهم النجف وآياتها. لايمكن أن يستمر مشروع ولاية الفقيه, من من دون أن يتحول مرجعا لكل شيعة العالم, وهو ما عملت مؤسسة الولاية في إيران, ولا تزال تعمل عليه, كما في العراق والبحرين ودول الانتشار الشيعي. وكان البدء في “حزب الله” باعتبار أن الوضع الإقليمي والداخلي اللبناني كان يسمح بذلك آنذاك. كل هذه الاستثمارات الضخمة, لاتزال إيران تحاول أن تقطف ثمارها اقتصاديا, لايكفي قطف ثمارها سياسيا, من دون أفق واضح دوليا وإقليميا, ولايمكن أن تستطيع إيران أن تبقى تضخ بهذه الأموال, من أجل مشروع الولاية الإلهية إلى ما لانهاية, لأنها بذلك تشرف على الإفلاس. لابد لها من مردود ربحي اقتصادي يوازي على الأقل حجم توظيفاتها, ومآل “حزب الله” وبقية التجمعات التي أسستها إيران في تلك الدول وغيرها, أن تتصادم مع مجتمعاتها, لأنها مبنية أساسا على هذه التصادمية الطائفية, وبغير ذلك لا قيمة لها. لنلاحظ العراق لم تستطع إيران أن توظف في جهة واحدة, فالتجمعات الشيعية الموالية لها باتت أكثر من الهم على القلب” العراقي. تعيش إيران منذ سنوات أيضا, حالة من العقوبات الاقتصادية التي أثرت جديا على خططها التنموية داخليا, لايمكن لمشروع ولاية الفقيه في المنطقة أن يستثمر من دون العامل الطائفي, لهذا نجد أن “حزب الله” لايستطيع طرح مشروع وطني على المستوى اللبناني. لايستطيع أن يسقط حالة التحشيد الطائفي والمذهبي. يتحالف مع ميشال عون كتجمعين طائفيين مستقلين بخطابهما موحدين بمواجهة البقية اللبنانية. لكن لنلاحظ أن ميشال عون لم يرسل مقاتلين إلى سورية, من أرسل هو “حزب الله”, وماكان له أن يرسل فقط تحت شعار الدفاع عن الأسد, كان يجب أن تبقى ماكنته التجييشية الطائفية شغالة. لهذا اخترع كذبة الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة. سيكتشف شيعة لبنان المتضامنين مع هذا الحزب أنهم أرسلوا أبناءهم للدفاع عن نظام فاسد فقط من دون أي مردود.
الغريب بالموضوع, أن كل جمهور “حزب الله” وجمهور ميشيل عون يعرفون طبيعة النظام. ليسوا جهلاء هم يدافعون عنه لاسباب إيرانية من جهة وداخلية لبنانية من جهة أخرى وأميركا تراقب الوضع وتشكرهم, رغم إدانتها الإعلامية لتدخل “حزب الله” في سورية. رغم أن أميركا تعتبر هذا الحزب كله حزبا إرهابيا, لكنها معجبة بنغمة “حزب الله” يقاتل السلفيين, وإيران تدفع, ولن تربح ستراتيجيا. الانفتاح الأميركي كما يسمونه على إيران, سببه ما خسرته وما سوف تخسره إيران, واشنطن لا تريد ربيعا إيرانيا, ليس وقته الآن. هي تربح مما هو موجود من دون دفع فلس واحد والروس يقبضون ثمن الأسلحة. الآن السؤال ماهو دور “حزب الله” في جنيف2? لا شيء لأنه ليس سوى جندي عند إيران وهي تفاوض بالنيابة عنه. على مبدأ أميركي في توريط الجميع بالجميع. صحيح أن شعبنا يدفع ثمن هذه السياسة, لكن إيران خاسرة, وستبقى تصر على قيام احترابات طائفية, ظنا منها أنها لن تنجح إلا بذلك. إيران تورطت في معركة خاسرة, لهذا هي تستقتل على جنيف2 وحضوره, تريد أن توقف هذه الخسارة, وهذا سبب محاولتها الانفتاح على الولايات المتحدة التي تقدر ذلك جيدا.. وستكافئ إيران على طريقتها في اللحظة المناسبة!! وهي عودة إيران منهكة على الصعد كافة للحظيرة الدولية. و”حزب الله” سيعود إلى جحره الذي يختبأ فيه حسن نصر الله, كمجرم حرب. موقع السياسة
القدس العربي
محمد بسام يوسف
مجاهد مأمون ديرانية
إبراهيم الجبين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة