..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حتى لا تقول شعوب الجوار العربي: أكلنا يوم أكل الشعب السوري!

الطاهر إبراهيم

١٦ نوفمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7435

حتى لا تقول شعوب الجوار العربي: أكلنا يوم أكل الشعب السوري!
اسد أوباما روحاني000.jpg

شـــــارك المادة

في كلمته التي ألقاها بمناسبة يوم عاشوراء يوم الخميس 15 نوفمبر قال حسن نصر الله: (إن وجود مقاتلينا على الأرض السورية، هو للدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية، وعن سوريا، في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد).

 


هذا الكلام هو فقط برسم الضحك على ذقون أنصاره الذين يحشرون في قاعة واسعة ينظمهم المثل القائل: "حاضري الأجساد غائبي العقول".
نحن السوريين مثلنا مثل اللبنانيين لا يخفى علينا ما يختبئ وراء كلمات نصر الله التي يوجهها في خطاباته.
للأمانة لم يخف نصر الله في أي وقت من الأوقات جلوسه تحت عباءة ولي الفقيه. كما نعتقد أنه لا فرق بين ما يبطنه نصر الله وما يعلنه ولي الفقيه حتى في لبنان.
ما زعمه نصر الله حين دفع مقاتليه داخل سورية بأن ذلك "للدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية، وسوريا".
فكيف يستقيم هذا الكلام ومقاتلوه يقتلون السوريين ويقتلون الفلسطينيين بمخيم اليرموك وقتلوا اللبنانيين في غزوة بيروت في أيار عام 2008.
بل يسعى ليسود المذهب الشيعي على حساب المذهب السني الذي يدين به أكثر من 90% من سكان الدول الإسلامية في قارة آسيا لوحدها.

وكيف يتهم حسن نصر الله مقاتلي الجيش الحر أنهم تكفيريون، وهم يدافعون ضد مقاتليه الذين استحلوا دماء الأطفال والنساء في سورية، بل القتلة مقاتلو نصر الله هم التكفيريون.
لكن يظهر أن نصر الله الذي يقبع داخل محبسه، أنه نسي أو تناسى، أن فصائل الجيش الحر عندما بدأت القتال لم يكن تسليحها إلا بنادق الكلاشنكوف، قاتلوا بها جيش بشار أسد المجهز بأعتى الأسلحة الفتاكة بما فيها الطيران والسلاح الكيماوي، ويومها كان الجيش النظامي بأبهى قوته.
وقد استطاعت تلك الفصائل أن تبسط  سيطرتها على أكثر من 70% من مناطق سورية. وكل ما تملكه الفصائل الآن من الأسلحة الثقيلة ( دبابات مدافع ميدان راجمات صواريخ)، فقد كسبتها من الجيش الممانع الذي يقوده بشار أسد هو وأخوه ماهر.
وإذا كان هناك تناقص في فاعلية الجيش الحر عن ذي قبل، فهو نتيجة خذلان المجتمع الدولي، خصوصا أصدقاء الشعب السوري في أوروبا وأمريكا، الذين وعدوه أكثر من مرة أن يسلحوه بسلاح دفاعي يحمي الشعب السوري من براميل النظام وكيميائه.
وحتى ما وعدت به واشنطن من أجهزة اتصالات غير مميتة لم ترسل منها إلا النذر اليسير، ما سبب عدم تواصل الوحدات بين شمال سورية وبين جنوبها.
على أن ما حصل من تقدم لما تبقى من جيش بشار أسد المتعب مدعما بمقاتلي الحزب ومقاتلي أبو الفضل العباس في مدينة السفيرة شرق حلب، التي لم تكن كلها بيد فصائل الجيش الحر، بل كانت معامل الدفاع في غرب السفيرة باقية في يد النظام.
وإن هذا المد الذي يصوره نصر الله على أنه اجتياح مظفر، ربما كان غوصا في رمال متحركة، سوف يحتاج إلى شبه معجزة كي يخلص مقاتليه من تلك الرمال.
اسمحوا لنا ونحن نرى سكين طهران فوق رقاب الشعب السوري هي والميليشيا التي تؤيدها، أن نضع النقط على حروف الحاضنة العربية في دول الجوار، التي لم تبخل علينا بالتعاطف والتشجيع وبعض الإغاثة، وخصوصا تيار المستقبل بلبنان الذين وقفوا عند حدود التأييد، وهم يرون حسن نصر الله لم يخف حربه الأهلية التي يشنها على أهل سورية، ليس في القصير وما جاورها فحسب، بل انداحوا بعيدا حتى وصلوا شمال شرق حلب.
وإذا قدر لمقاتلي "الترويكا" أن يكسروا صمود أهل حلب، فإن مقاتلي نصر الله سيرتدون بأسلحتهم إلى لبنان ليؤدبوا كل من وقف ضدهم ولو إعلاميا.
عند ذلك فإن زعماء تيار المستقبل سيكون كل واحد منهم "باش كاتب" في سراي نصر الله.
ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني أن على تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في لبنان أن يفعلوا كما فعل حسن نصر الله يوم دفع مقاتليه داخل سورية. وهو عندما فعل ذلك، فقد كسر سلام العيش المشترك اللبناني، هذا السلام الذي استغله نصر الله ليحتل بيروت في يومي 7و8 أيار عام 2008.
وإذا ما استطاع نصر الله الوصول إلى ما يريد في سورية، ونرجو الله ألا يتم له ذلك، فإن رجال أهل السنة في لبنان وفي العراق وفي دول الجوار العربي سيقولون: أكلنا يوم أكل إخواننا في سورية.
والكلام نفسه نقوله لرجال الأنبار في العراق وقد رأوا ميليشيات أبو الفضل العباس تقاتل ضد أهل السنة في دمشق وحلب.
فأين كان شباب الأنبار عندما عبرت ميليشيا أبو الفضل العباس، ودخلت لتقتل المسلمين في سورية؟


العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع