..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية... وثورتها... وجنيف2

عمار النوري

٢٢ أكتوبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3219

سورية... وثورتها... وجنيف2
images0.jpg

شـــــارك المادة

لا أنوي الخوض في ضرورة حضور المعارضة السورية لمؤتمر جنيف2 أم لا، إذ أن كثير من المحللين استوفوا وأفاضوا، ولا أخفي أنني أتوافق مع رؤية د/ رضوان زيادة، والتي طرحها على صفحته الفيسبوكية.
بيد أني أود مناقشة جنيف2 ذاته من عدة مستويات.

 

 


فمن المنظور الأمريكي/الروسي واتفاقهما الأخير الذي تغاضى عن واقع الأرض وفشل في فهم منظومة الصراع السوري مصورا إياه وكأنه صراع بين فريقين بينما هو في الحقيقة ثورة شعب على ظالم ومغتصب.
فهل يتصور الأمريكان والروس أن بشار سيتنحّى بهذه البساطة أو يتخلّى عن بعض صلاحياته الاقتصادية أو التنموية أو غيرها، وإن لم تمس صلاحياته العسكرية والسياسية بشكل مباشر، فالصلاحيات متداخلة ولا يمكن فصل التوجه الاقتصادي مثلا عن ذاك السياسي.
هذا النظام الذي تمتع باستبدادية مطلقة على مر 50 سنة، هذا النظام الذي لم يتعود أن يناقشه أحد في أي قرار بل تعوّد أن يناقش الجميع ويملي عليهم شؤونهم كلها حتى دقائقها. فهل تتجزأ الديكتاتورية أو النظم الاستبدادية؟ لا أظن ذلك...
وهل يتصور الأمريكان والروس كذلك أن يتقبل الشعب السوري الجلوس على طاولة مفاوضات دون شروط أبسطها وأدناها وقف التقتيل وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين؟ كما أن حضور إيران – وإن وافقتُ أنه لا يمكن الوصول لحل دونها – إلا أنها في الأساس جزء من المشكلة.
فهي من حاول بواسطتها هذا النظام الفاشي إدارة الدفة من كونها ثورة إلى صراع طائفي إقليمي دولي، ونجح إلى حد ما في ذلك، أعانته عليه سلبية "أصدقاء سورية" ومواقفهم المتأرجحة حسب الأهواء والمصالح دون رؤية موحدة مشتركة فيما بينهم.
فإيران التي قتّلت وفظّعت بالشعب السوري مع ربيبها الحزبللاوي وتعدّت أفاعيل هولاكو، إيران هذه تكون جزءا من الحل؟
نعم تكون جزءا من الحل لو وضعناها في قالبها المناسب، فهي في خانة المجرم ويتم التعامل معها على هذا الأساس.
وهنا تكمن معضلة "أصدقاء سورية" فما لم ينظر هؤلاء "الأصدقاء" على أن ما يجري هو ثورة ضد مجرم معتدٍ باغ اغتصب السلطة دون شرعية، وأن هناك شعب ثار بسلميته البريئة مطالبا بأبسط حقوق إنسانيته وجوبه في ذلك بأقسى ممارسات الإجرام والسادية، ما لم ينظر "الأصدقاء" أن هناك معتدي ومعتدى عليه، ظالم ومظلوم، غاصب ومغصوب، ويتصرفون من هذا المنطلق، فلن يكون هناك حل ولن تهدأ المنطقة، ولن يتم حصر الأمر في سورية أو حتى بلاد الشام، مما ينمّي ويعزز وجود الإرهاب الحقيقي ويستدعيه.
أما المنظور العربي فلن أتمكن من النظر فيه إذ لا رؤية عربية واحدة للموقف السوري أو غيره، فكل يغني على ليلاه وأمريكة لا تقرّ لهم بذاكا.
لذا لا مكان وللأسف يذكر لهم ولا وزن في هذا الأمر أو غيره وإن رأينا مؤخرا موقفا إيجابيا للمملكة العربية السعودية في رفضها مقعد مجلس الأمن، أدعوه تعالى أن ينمو ويتبلور ليصبح أكثر إيجابية ويفرض واقعا على الأرض. أقول للعرب أن قد رأيتم كيف تخلّت أمريكة عنكم في أول فرصة ناسبت مصالحها كما تخلّت عن "حبيبها" شاه إيران من قبل – ولا ننسى أن أمريكة ذاتها هي التي جاءت بالصفوية للعراق ومكنتهم منه...
أقول للعرب أن انظروا لمصالحكم المشتركة والإقليمية تجدونها متماشية إلى حد كبير مع تركية، فلا تحاربوها على أقل تقدير وانظروا ما تشتركون فيه معها.
لا تدعوا خلافات مصلحية ذاتية تنسيكم عدوكم الصهيوني الأزلي، فلا تحاربوا عدوّ عدوكم مثل تركية وحماس، فلن تنفعكم أمريكة حين يجد الجد.
أختم قائلا أنني أؤيد د/ رضوان زيادة فيما كتب والشروط التي وضعها ومنطقه في الذهاب لحضور جنيف2، إلا أنني أكاد أجزم، وللأسباب التي أدرجتها أعلاه، أن هذا اللقاء لن يتم بالطريقة المعلن عنها، وإن تم فإنه سيفشل.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع