..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رسالة للمجاهد المهاجر

بلال علوان

٢٤ سبتمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7435

رسالة للمجاهد المهاجر
000.jpg

شـــــارك المادة

أخي المجاهد المهاجر:

- رأيناك ونقل لنا من أخبارك أنك تضحي بالغالي والنفيس في سبيل القيام بهذا الواجب, (واجب النصرة) (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ).
فكم من روح مجاهدة من خارج الشّام ارتقت على أرضنا دفاعاً عنا, وحباً لنا, وغِيرة على أعراضنا, وتلبيةً لنداءنا.

 

 

- وقوع الخطأ لمن يعمل أمر وارد, وكلما اجتهد المرء أكثر كانت احتمالية وقوعه في الخطأ أكبر.
اخواني: لقد نسب إليكم أموراً ومخالفات... ليس من العدل والحكمة إهمالها والسكوت عنها، بغض النظر عن غرض الناصحين لكم، والمؤمل فيكم إن شاء الله الإذعان للحق، وفي ذلك رفعة لكم وإعلاء لشأنكم...

وهذه بعض الوصايا من قلب محب لكم (وهي عشر):
1- علينا أن نتذكر حديث السفينة المشهور، فنحافظ على كل ثغرة من ثغورها حتى لا يُؤتى الإسلام من قِبَلنا، فنَغرَق ونُغرِق من معنا.
2- لا تفرض على الناس في الشام خياراتك الدينية والسياسية فكن لهم تبع ولا تتقدم عليهم وعليك النصيحة والإشارة. ولك في محمد -صلى الله عليه وسلم- قدوة, فرسولنا الكريم رغم أنه كان قد أخذ عهدا من الأنصار في المدينة أن يؤوه ويساندوه، وكان قائدهم، إلا أنه لم يقدم على معركة بدر، إلا عندما تكلم سيد الأنصار سعد بن معاذ، وقال له: يارسول الله، إمض، فوالله لو خضت هذا البحر لخضناه معك.
3- تذكر أنّ الواقع هو محل تطبيق الأحكام الشرعية, والأحكام تختلف في بعض جوانبها باختلاف الظروف والأحوال, فكُنْ متفهما لواقعك, ولما تدور عليه حياة الناس, مقدرا لظروفهم على أرض الشّام, وما هي النصوص التي تنزل على واقعهم, وما يؤجل من التكاليف لتوفير الاستطاعة.
4- تذكر حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم, لا تحلّ إلا بإذن الله ورسوله، إحذر كل الحذر أنْ تقع في دم حرامٍ فتقتلَ أحداً من أجل فلان أو مُلْكِ فلان أو تبعية فلان، فإنهم لن ينفعوك شيئاً عند الله، ولن يدفعوا عنك شيئاً من عذاب الله, نبيكم -صلّى الله عليه وسلم- يقول: "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا, وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا, وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا, فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ, فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ"(البخاري), أي: لا تنقضوا عهد الله وعهد رسوله لمن قام بذلك.
5-احترم الرأي المخالف، وذلك مبني على أصل مهم، وهو: أنّ كلّ ما ليس قطعياً من الأحكام، هو أمرٌ قابلٌ للاجتهاد، وإذا كان يقبل الاجتهاد، فهو يقبل الاختلاف، فلو كانت أدلته قطعية لما اختلف فيه علماء السّلف أصلاً.
وقد فقِه الصّحابة الكرام هذا المعنى فقال: علي -رضي الله عنه- لعمر بن طلحة بن عبيد الله، وكان بينه وبين طلحة خلاف يوم الجمل: "إني لأرجو أن يجعلني الله وإيّاك في الذين قال الله عز وجل فيهم: ?وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَـابِلِينَ? [الحجر:47]. (الحاكم).
6- لا يجمع النّاس شيء كما تجمعهم الهموم والمصائب المشتركة، والوقوف في وجه عدو مشترك, وإنّ من الخيانة لأمتنا اليوم أن نوجه سلاحنا لبعضنا في حين ننسى مشكلات الأمة ومآسيها ومصائبها التي ربما كنّا سبباً أو جزءاً من السبب في وقوعها.
7- من المتفق عليه لدى جميع الفصائل الإسلامية أنّ القوى العلمانية تبذل جهوداً مستميتة، يتعاون في ذلك يمينها ويسارها، لإيقاف تطبيق الشّريعة الإسلامية، وتعويق الدّعوة إليها، وتشويه صورتها في المجتمعات الإسلامية، التي تتعالى صيحاتها يوماً بعد يوم للمطالبة بها، وضرورة الاحتكام إليها كما فرض الله تعالى، وأصبح ذلك مطلباً شعبياً عاماً اجتمعت عليه الجماهير العريضة في عدد كبير من الأقطار المسلمة؟
فلماذا لا يتعاون الإسلاميون بمختلف مدارسهم وفصائلهم للوقوف صفاً واحداً أمام هذا التكتّل العلمانيّ المؤيَّدِ والمعان من كلّ القوى المعادية للإسلام غربية وشرقية؟
8- ما تتفق عليه الفصائل الإسلامية ليس بالشيء الهين ولا القليل، فلنتعاون على غرس معاني الإيمان القرآني الإجمالي في أنفس الناشئة والشباب بعيداً عما أدخله الجدل الفلسفيّ والكلاميّ في علم العقائد.
ولنتعاون على تعليم هذه الشعوب ألف باء الإسلام، والأركان الأساسية للدين من العقائد والعبادات والأخلاق، والآداب، التي لا تختلف فيها المذاهب، ولا تتعدد الأقوال، وهذا يستغرق منا جهوداً لا حدود لها، تنسينا ما نتجادل فيه من مسائل هيهات أن ينتهي فيها الخلاف في يوم من الأيام.
9- فإن الأعداء يقاتلوننا كافة، ولا يفرقون بين جماعة وأخرى، وعلينا أن نقاتلهم كافة ?وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً?.
ولا يمكن أن يتم هذا إلا بالتنسيق والتعاون فيما بين مختلف الجماعات المجاهدة الصادقة، ولكنه قتال لتكون كلمة الله هي العليا وليس قتالاً من أجل غيرها من الرايات.
ويجب دوما على الجميعِ التبيّنُ في الأخبار مع مراعاةِ العدالةِ والضبطِ في النّاقل, فالبعضُ يجعلون الحبة قبة، ويكبِّرونها ويعظّمونها... وليُعلم أنّ إشاعة خطأ المسلم ثلمةٌ في جسم الأمة، فليُحرَص على ستر عورات المسلمين, وعدمِ إشاعتها لغير ضرورة، (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة).
10- تنصيب لجان مشتركة يكون دورها فض النزاعات والخلافات الآنية التي قد تحصل فيما بين الأخوة بسبب دور المنافقين والدخلاء الذين يسعون إلى تحقيق مخططات الأعداء تحت غطاءات ومسميات عدة ومتنوعة ظاهرها الإصلاح وباطنها الإفساد.
وأخيرا:
فالله الله أخواني بالإحسان إلى إخوانكم, وتحمل تذمرهم، والسكوت عما يشجر بينهم، وعدم الدخول في نزاعاتهم، والتواضع لهم، فالله الله في حبِّ المؤمنين والذّلِ لهم، والغلظةِ والشدةِ على الكافرين.
أسأل الله أن يثبت أقدامكم, وأن يسدد رميكم.


رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع