نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3557
شـــــارك المادة
وأخيرا أظهر كيري النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية، فأمريكا على استعداد لوقف ضربه للنظام السوري إذا سلّم النظام أسلحته الكيماوية.
لقد تسلّم لافروف والمعلّم هذه الإشارة من واشنطن ليعلنا موافقتهما على هذا الأمر، بل وجعل الأسلحة الكيماوية تحت رقابة دولية، ثمّ جاء تصريح لافروف الذي يظهر فيه أنّ ما صرّح به كيري هو ما اتفقت عليه واشنطن وموسكو من قبل ولم يكن زلة لسان.
فهل كان وجود السفن الأمريكية والغربية والتي ملأت مياه البحر الأبيض المتوسط هومن باب حفظ ماء الوجه لسيّد البيت الأبيض والتي أكثر فيها الحديث عن خطّه الأحمر لأكثر من عامين؟!. أم إنّ هذه السفن كانت لإجبار النظام على تسليم أسلحته الكيماوية دون شروط؟!. أم إنّ هذا العالم أراد أن ينتصر لهؤلاء الأطفال الذين قتلوا في الغوطتين بفعل هذه الأسلحة؟!. أم إنّ هذا العالم أزعجه استمرار شعب في ثورته ضدّ الظلم ولأكثر من عامين ونصف العام، وقدّم عشرات الآلاف من الشهداء، والملايين من المهجّرين عدا البنية التحتية المدمّرة. وهذا الذي جعل الأنظمة الغربية في حرج شديد أمام شعوب العالم، وهي التي نصّبت نفسها راعية لحقوق الإنسان؟!. أم إنّ هذا العالم يريد مقايضة عذابات الشعب السوري بهذه الأسلحة؟!. ولعلّ الدافع الديني الذي يحاول الغرب دفعه عن نفسه يريد الانتصار لمعلولا التي وصلتها يد النظام مؤخرا، ولم يصبها ما أصاب داريّا والحولة وبانياس وغيرها، لعلّ هذا بدأ يحرّك مخاوف الغرب على مصير النصارى في المنطقة ؟!. إنّنا نتساءل هنا أيضا عن مصير مؤتمر جنيف وإن كان هذا العالم ما زال يريد معاقبة الأسد، أم إنّ الأمر سينتهي بعد تسليم الأسلحة الكيماويّة، وهو الأرجح. إنّ الأيام علّمتنا أنّ مصلحة أمريكا والغرب عامّة هي بنزع الأسلحة الكيماويّة، والاطمئنان على سلامة إسرائيل، أمّا مصلحة الشعب السوري فهي في إسقاط النظام، وشتّان بين مصالحهم ومصالحنا. إنّنا نعلم أنّ روسيا هي التي حمت النظام، وهي التي ورّطته بإعطائه الضوء الأخضر لضرب الغوطتين، فكان الطعم الذي ابتلعه الأسد؛ وليتنازل بسببه عن أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم، وليستفيد الأعداء من هذا السلاح الذي دفع الشعب السوري دمه ثمنا له. إنّنا نريد أن نذكّر هذا العالم بأنّ هذا النظام الذي لم يف بتعهداته يوما من الأيام لن يعدم طريقة للتهرب من التزاماته، وما سمعناه مؤخرا عن صنع النظام لصواريخ مماثلة لما يصنعه الثوّار ويستخدمونه في معاركهم، ثمّ تركيب رؤوس كيماوية، وإطلاقها، وقتل الناس بها؛ ليوهم العالم بأنّ من قام باستخدام الكيماوي في الغوطتين هم المعارضة المسلّحة، ولن نستغرب أن يعلن العالم بعدها عن ضلوع الثوّار بهذه الهجمات الكيماوي، وكلنا يعلم أنّ نتيجة تحقيقات البعثة الدولية لم تنته بعد. أمر آخر لا يقلّ أهمية عن الأسلحة الكيماوية في نظر الغرب وهو الكتائب التي يعتبرها الغرب متطرّفة. فهل وجد الغرب حلّا لها أيضا؟!. وهل سنشهد اغتيالات لقادة ألوية وكتائب من المجاهدين؟!. أم إنّها ستقتصر على ما يسمّى بدولة الشام والعراق الإسلامية؟!. الأيام حبلى، والقادم سيكشف لنا ما خبّأه هذا العالم في جعبته للشعب السوري.
أحمد خناق الستاتي
برهان غليون
أسرة التحرير
مدحت القصراوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة