محمد حايك
تصدير المادة
المشاهدات : 10430
شـــــارك المادة
لقد انتشر الظلم بين الناس حتى وصل إلى قمته في أيامنا هذه. فلقد كانت حكايات الظلم تحكى عن الأبناء يعقون آباءهم، ودارت الأيام ومرت السنون والقافلة مازالت تجري وركابها على ظلمهم نيام واقتربت الساعة وامتلأت الأرض جورا وظلما.
حتى بدأنا نسمع بحكايات الظلم تحكى عن الآباء والأمهات يظلمون أغصان شجرة هم جذور رحمتها، والله تعالى يقول: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ﴾ النساء:11، ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ المؤمنون:8، وعنه -صلى الله عليه وسلم- : {اعدلوا بين أولادكم} رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أخرى {اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم}.
فإن كان هذا حالهم وهم يشاهدون أجسام الموتى تحمل إلى القبور كل يوم فكيف يكون حالهم لو لم يكن هناك موت، فسبحان الذي جعل الموت حق. فالإنسان بالضمير يحاسب نفسه ياصاح..!!!، فإن مات الضمير في صدره فإنه يبقى أعجاز ثعبان مسمومه، كيفما تقربه يلسعك.
لقد ذكر البيهقي من حديث أبي أحمد بن عدي، حدثنا القاسم ابن مهدي، حدثنا يعقوب بن كاسب، حدثنا عبد الله بن معاذ، عن معمر، عن الزهري، عن أنس: أن رجلا كان جالسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء بني له، فقبله، وأجلسه في حجره، ثم جاءت بنية له، فأخذها فأجلسها إلى جنبه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : {فما عدلت بينهما..!}.
وقال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالِد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والِده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقا، فإن للإبن على أبيه حق. وأن رجلاً جاء إلى عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-، يشكو سوء معاملة ابنه له، فأمر عمر أن يؤتى بالإبن، فجيء به، قال له: إن أباك يشكو سوء معاملتك له وقسوتك عليه، فقال له: يا أمير المؤمنين ألا تسأله ماذا فعل بي..؟ قال: ماذا فعل بك..؟ فقال الابن: لم يحسن اختيار أمي، فاختارها مجوسية، فكنت أعيَّر بها، ولم يحسن تسميتي فسماني جُعْلاً (حشرة تدفع القذر بأنفها) فكان الصبيان يسخرون من اسمي، ولم يحسن تربيتي، فكان يهملني ولا يرفق بي. فالتفت عمر بن الخطاب إلى الرجل فقال له: "يا هذا لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك".
ونستنتج من حديث عمر هذا أربع نتائج هامة: § أولا: عدم الحكم لأي إنسان بدون سماع حجة الطرف الثاني في أي مسألة حتى ولو كان الشاكي هو الأب على ابنه. § ثانيا: إن علاقة الحقوق بين الآباء والأبناء هي علاقة مترابطة متعدية تبدأ وتقدر بسلوك الأب أو الأم نحو الإبن. فكما أن للوالِد على ابنه حقا فإن للإبن على والِده حقا...وهذه الرابطة تقدر بمقاديرها. § ثالثا: إن تربية الإنسان لإبنه ليست بالطعام والشراب فقط كما يفهم عامة الناس، فالرزق على الله سبحانه وتعالى، فهذا من واجب الأب إتجاه إبنه فهو السبب الذي أتى به إلى الحياة، فالحيوانات تطعم وتسقي أولادها الصغار ولا تطلب منهم جزاء ولا شكورا. ولكن هناك مسألة هامة في التربية عند الإنسان تميزه عن باقي الحيوانات، فهي تربية السلوك والأخلاق والآداب وتقويم الإبن إلى ما يرضي الله تعالى، فإن لم يقم بها الأب بتاتاً فعند ذلك تسقط حقوقه إلا إذا أراد الإبن من نفسه أن يقوم بخدمة إنسانية تجاه أباه ليرضي بها ربه. § رابعاً: وهذه هامة جداً، وهي أن عمر لم يشعر الإبن بعقدة الذنب حتى لا يزيد مآسيه بعقدٍ تحطمه خلال حياته. كأن يصب عليه جام غضبه أو يقول له: "لو كان أبي حيا لما تصرفت معه بهذا الشكل".. بل أراح صدر الإبن وطيب خاطره ونفسيته فاعترف له بأن أباه هو المشكلة وأن تصرفه إتجاه أباه كان صحيحا وذلك حتى يغلق على الإبن مأسي الماضي فينساها ليستطيع شق طريقه في الحياة، فالذنب ليس ذنبه بل ذنب أبيه. وبذلك يكون عمر قد صنع من الإبن رجلا فعلمه أن ينسى ماضيه ويتعلم من أخطاء أبيه فيتجنبها في تربية أولاده في المستقبل. فلقن عمر الإبن والأب ومن يسمع هذه القصة درسا لا يُنسى في تربية الأولاد. ولو كان حكم عمر معكوسا لأعطى بذلك إشارة خضراء للمسلمين خلال العصور كي يسيؤوا التصرف مع أولادهم كما يشاؤون وبدون قيود وأن الأولاد هم عبيد أرقاء لآبائهم وبدون حقوق.. فيفسد المجتمع. وسأل رجل الإمام أحمد فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي، قال: "لا تـطـلـقـهـا"، قال الرجل: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته فطلقها..؟ فقال الإمام أحمد: "حتى يكون أبوك مثل عمر". (أي يتحرى وينطق بالعدل والحق ولا يتبع الهوى ويبغي الظلم في نفسه). وهذه نظرة ثاقبة بعيدة المدى من الإمام أحمد رحمه الله تعالى حتى لا تخرب البيوت وتشرد الأولاد وتفرق الأحباب، فكان جواب الإمام مباشرة وبدون سؤال أو إستفسار: "لا تـطـلـقـهـا". وهنا يوجد أربع ملاحظات وهي أن الإمام أحمد رضي الله عنه كان جوابه بالنفي رغم:
1. أنه لم يسمع حجة الأب في هذه المسألة لأنها ليس لها أي تأثير على نتيجة الفتوى. 2. لم يطلب من الابن بأن يأتي له بأبيه ليسمع حجته. 3. لم يسأل الابن عن السبب الذي دعا أبوه أن يأمره بطلاق زوجته. 4. قال للابن بما معناه: تسمع كلمة أبيك في هذه المسألة الخاصة بك في حالة واحدة إستثنائية فقط وهي: "حتى يكون أبوك مثل عمر". ومن منا يكون أبوه مثل عمر، فالنتيجة أنه لا يسمع كلام الأب أو الأم في هذه المسألة الشخصية إطلاقا مهما كانت حجتهم. فأمر الطلاق هو من خصوصيات الإبن وهو الذي يقدره بمقاديره حتى لا يتشرد الأطفال ويؤذى المجتمع. وقدم شاب لينفذ فيه حكم الإعدام، فقيل له ماذا تتمنى قبل أن تموت، فقال: أريد أن أودّع أمي، فأوقفوه حتى أحضروا والدته، فرآها، وبكي ثم قال لها: يا أمي أريد أن أقبلك وأودعك، فاحتضنها ثم قبّل خدها، فأخذوه لينفذوا فيه الحكم، فقال: أريد أن أقبل لسان والدتي ليكون آخر عهدي بها فسمحوا له، فلما وضع فمه على لسانها أطبق أسنانه على لسانها فقطع لسانها، فقيل له:لم فعلت ذلك..؟ فقال: إن هذا اللسان هو السبب في وقوفي هذا الموقف، لينفّذ فيّ حكم الإعدام، فقد كنت منذ الصغر أتصرف أمامها تصرفات خاطئة ولم توجهني أو تحسن تربيتي حتى تعلمت ارتكاب الجرائم، وصدر عليّ حكم الإعدام فأحببت أن أعاقبها قبل موتي، وأردت أن يعتبر الأمهات فلا تشغلهن عاطفتهن عن حسن تربية أبنائهن وتقويمهّن.
وإنما أولادنا بيـننا أكبا *** دَنا تمـشي عـلى الأرض لو هبت الريحُ على بعضهم *** لامتنعتْ عيني من الغمض
وبهذه العاطفة الرقيقة المليئة بالمحبة والحنان يعامل ويربي الآباء والأمهات أبنائهم. فليس المقصود بالتربية الطعام والشراب فقط كما يفهم من ذلك عامة الناس، فالذئاب تطعم وتسقي وتحمي وتحن وتعطف على أولادها ولا تظلم ولا تفرق بين أحد منهم، ثم تعلمهم سبل مسالك حياتهم لا تطلب منهم لا جزاء ولا شكورا، سنة الله تعالى في خلقه ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ غافر:85، ولم يتجرأ على الخروج عن هذه السنة إلا الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.
فمن الأمهات من نصبت نفسها إلهاً من دون الله تعالى فوق أولادها والعياذ بالله، فظلمتهم وظلمت نفسها وأساءت إلى ما كرمها الله به على أولادها وجعلتهم كالكرة بين أقدامها تقذف بهم كيف تشاء من أجل إتباع هوى في نفسها أو ظلم تريده، فهددتهم بأنها لو ركلتهم بقدمها اليمنى فستدخلهم الجنة ولو ركلتهم بقدمها اليسرى فستدخلهم النار فأشركت بالله دون أن تشعر. ولو كانت أما لما تمنت النار لأي ولد من أولادها حتى ولو كان عاقا أو شقيا، بل لتمنت ودعت له بالهداية والصلاح، فالذئاب تذرف الدموع وتنوح عندما ترى أولادها في ضائقة الموت..! ومتى أصبحت الأم شبحا لتعذب إبنها ولتؤذيه جسميا أو نفسيا وتستمر على ذلك لسنين طويلة وهي تدري ماتفعل من أجل هوى في نفسها أو لعبة تتسلى بها، فالإبتعاد عنها فيه خير ورحمة حتى ترجع إلى رشدها وتتوب إلى رب العباد ورب الجنة والنار. فالأمور في الإسلام تقدر بمقاديرها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا ضرر ولا ضرار، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا﴾ الإسراء:28. ولو كانت أماً بحق لخشيت أن يصيب إبنها بسبب سوء تصرفاتها الهم والغم والحزن فيمرض، بل على قلوب أقفالها. ولو أصاب إبنها أذى جسمي أو نفسي بسبب سوء معاملتها له فهي مسؤولة عنه أمام الله تعالى وستحاسب عليه، فلقد روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم- : {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...}. ولو كانت هذه الأم صالحة وربت أبنائها تربية صالحة لما ابتلاها الله بولد عاق أوشقي ألم تسمعوا قوله تعالى ﴿وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {80} فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا {81}﴾ الكهف، وقوله تعالى عن يحيى عليه السلام ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ مريم:14، وقوله تعالى عن عيسى عليه السلام ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ مريم:32،
فحاشى لله أن يظلم الناس ولكن الناس كانوا أنفسهم يظلمون. فمن ترك ابنه من الصغر ولم يتمنى رؤيته ويهتم به ويعطف عليه فقد ظلمه... ومن تمنى لابنه الشر أو دعا عليه بأن يصيبه الشر فقد ظلمه... ومن تمنى له البؤس فقد ظلمه... ومن وجد ابنه في ضائقة ولم يساعده وهو قادر على ذلك فقد ظلمه... ومن سمع أن ابنه مريضا أو في مأزق ولم يسأل عنه فقد ظلمه... ومن أساء إلى إبنه فقد ظلمه... ومن منعه حقه فقد ظلمه... ومن لم يعطف ويشفق عليه فقد ظلمه... ومن لم يكرمه فقد ظلمه... ومن جعله لعبة بين يديه ليتسلى بإزعاجه فقد آذاه ومن آذى إبنه فقد ظلمه... ومن تكلم بالكذب على ابنه ليذله أمام الناس فقد ظلمه... ومن ساعد إبنه على النصب والسرقة والكذب والاحتيال والنفاق سواء بالسكوت أو بالتشجيع فقد ظلمه وظلم نفسه... ومن لم يؤنب إبنه عندما يسيء للناس أو لأخوته وأقربائه فقد ظلمه... ومن تكلم بالنميمة والغيبة والسخرية بين أولاده فقد ظلمهم وظلم نفسه... ومن كتم الحق وتكلم بالباطل وشهد بالزور بين أولاده فقد ظلمهم وظلم نفسه... ومن فرق بين أولاده فقد ظلمهم... ومن أشعل نار الفتن بين أولاده فقد ظلمهم وظلم نفسه ظلما كبيرا... ومن طلب بعد ذلك كله أن يبره إبنه فقد ظلمه... مالكم كيف تحكــمــــون..! فكما تـدين تـدان وكما تزرع تحصد، ومن يزرع شوكا لن يحصد عنباً. وهذه حقائق لنفوس مريضة موجودة في المجتمع سمعتها ورأيتها وقرأت عنها وليست نسجا من الخيال. قصص تـشيب سامعها قبل المشيب وتنخر عِظامه قبل الرميم. ومن الصعب على الإنسان أن يتصورها، ولكن الحقيقة أنه لكل قاعدة شواذ ولقد تشعب الظلم والشواذ في المجتمع. أما سمعتم بالأم تحرق رضيعها بسبب بكائه وأخرى تغرق طفليها من أجل إرضاء عشيقها، ألم يتكلم لنا التاريخ عن وأد البنات..؟ أليس هذا إفتراس لدماء الأبناء..؟ وما الفرق بين الإفتراس الجسمي والإفتراس النفسي..؟ الأول ينتهي بدقائق والثاني يدوم مدى الحياة... رجـاءً لا تظلموا الذئاب فحاشاها أن تفعل ذلك..!. وفي آخر الزمان تقرع أجراس الحب للذئاب. وقد يقال إنها نفوس أباء جاهلة، ولكن هناك فرق بين الجاهل وبين مريض نفسي ظالم خرج عن غريزته وفطرته التي فطره الله تعالى عليها، وخصوصا عندما توجه سهام الظلم لولد دون ولد أو لأخ دون أخ أو لإنسان دون أخر. فالجاهل لا يفرق بصب جام جهله بين الناس بسبب جهله، أما الظالم فإنه يفرق بطعنات ظلمه بين إنسان وأخر لإرضاء شهوة في نفسه المريضة ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ الشورى:42. ولقد دعا نبي الله نوح على قومه لأنهم كفار، وكان يعلم أن ابنه كافر مثل قومه فأصابته الدعوة. فعندما أتى الطوفان عَلم أن ابنه سيهلك مع الغارقين فنادى ربه ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ هود:45. فأتاه الجواب من الله تعالى بقوة ﴿قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ هود:46. والجواب كان فيه لهجة الزجر، فكيف يَدْعى على قومه بالهلاك ويعلم أن ابنه من قومه ثم يطلب من الله تعالى النجاة لإبنه فقط. فاستجيبت دعوته في الحالة الأولى أما طلبه في الحالة الثانية فلم يستَجَب، فخسر ابنه وندم. فهذا درس لينتبه الإنسان بما يدعي به على ابنه أو حتى على أصدقاء إبنه أو من يعاشرهم. ولقد نهى -صلى الله عليه وسلم- الدعاء على الأولاد بقوله: {لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم} رواه مسلم. ولقد كنت أعرف أبا رؤوفا عطوفا رحيما على أولاده أبتلي بولد أتعبه في حياته، فيوما كنت في بيت ذلك الأب وهو على فراش المرض يعاني من سكرات الموت وبجانبه إبنه يخدمه، فكان يقول لذلك الإبن بنبرات الرحمة والحنان: "يابني لا يمكن أن تصيبك شوكة وأنا على قيد الحياة، ولئن شفاني الله تعالى فسأرد لك جميل صنعك هذه بأفضل ما أستطيع عليه". كلام تقشعر له الأبدان وتذرف له الدموع، فلقد كان الأب يحاول بكلماته أن يضيء الظلام في بيته وهو يغادر آخر نبرات الحياة. فما كان من الإبن إلا أن هجم على رجلي أبيه ليقبلها وقطرات الأسى تنهمر من عينيه ونحيب البكاء يسمع من أعماق جوفه وهو يقول: "سامحني يا أبي...سامحني يا أبي". أب لم ينس ابنه وبيته وهو يعاني من سكرات الموت فجعل الله تعالى في قلب ذلك الإبن رحمة اتجاه أبيه ليخدمه حتى أخر أنفاسه. فرحم الله ذلك الأب وغفر له ولإبنه. لقد رحل ظل العطف والحنان والرحمة عن ذلك البيت مع رحيل ذلك الأب الحنون. لكم انهمرت من عيني عبرات المرارة والأسى كلما ذكرته. مات الـكرم بعـدهم والعـز والجود وشربت على فقدهم كاسات حنظل ومر جودي علـيهم عيوني بالبكاء جودي فما تدري من أي ولد تأتيك الرحمة عندما تحتاجها يا إنسان فكن رحيما حنونا عطوفا رؤوفا بأولادك على حسناتهم وعلاتهم وإياك وظلم أي منهم. ولئن ظلمتهم فإن الصالح منهم سيتركك حتى لا تصيبه سهام ظلمك، ومن لا يتق الظلم يظلم ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ النحل:118. ولقد سئل عالما في أحد دروسه: ماحكم الجلوس مع الأبوين إن كانت مجالسهم مليئة بالسخرية والغيبة والنميمة..؟ فقال: تنصحهم في أن يبتعدا عن ذلك، فإن لم يقلعا عن هذه العادة فاترك مجالسهم إلا من أجل قضاء حاجتهم، فإن كان هناك من يقضي لهم حاجتهم فابتعد عن مجالسهم ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الحجرات:11. وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ التحريم:6، وقال -صلى الله عليه وسلم- : {لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي} رواه أبو داود والترمذي والحاكم بسند صحيح. فما بالك بأيدٍ تحوك وألسنةٌ تلوكُ ويكون سلوكهم بين بعضهم النفاق والكذب والحقد والغيرة والحسد والعداوة والبغضاء، ثم يتبعونه بنصب المكائد والسرقة والنصب، وتكون مجالسهم مليئة بالسخرية والاستهتار والإهانة والإنتقاص والتجريح والغيبة والنميمة والهمز واللمز والقذف والتنابز بالألقاب بين أولادهم وإخوانهم وأقربائهم لتوقد بها نار الفتن وتقطع صلة ما أمر الله به أن يوصل، وموائدهم مفروشة بلحم من ليس بمجلسهم من الرحم يتلذذون بـنـهـشـهـا بنهم..؟ فكانوا ذئابا تأكل اللحوم، وثعالبا تمكر بالعقول، ولصوصا تنتظر الغفلة ﴿فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الأنعام:68. وكما بين الشاعر بأن الديار يحن إليها بسبب ساكنها وتكره كذلك بسببه:
وما حب الديار شغفن قلبي *** ولكن حب من سكن الديارا
وقال آخر:
واحذر محل السوء لا تنزل به *** وإذا نبا بك منزل فتحول.
وفي سورة يوسف عليه السلام أجد بعض النقاط الحساسة أود أن أطرحها. وهي أنه عندما شعر الإخوة بحب أبيهم يعقوب لأخيهم يوسف عليهما السلام فقد أشعل ذلك نار الحقد والغيرة والحسد في قلوبهم مما أوقد نار العداوة والبغضاء في نفوسهم تجاه أخيهم يوسف فرموه في الجب للتخلص منه للأبد وظناً منهم بأن قلب أبوهم سيخلوا لهم (وهذه نقطة هامة لينتبه لها الآباء في معاملتهم للأولاد، فالأولاد حساسون لهذه الناحية). وفي نهاية القصة عندما أتى إخوة يوسف لعنده من أجل الكيل فَعرفهم ولم يُعَرفَهم بنفسه ولم يسألهم عن أمه وأبيه بل سكت عن الأمر وترك الأمور تأخذ مجراها، وكذلك لم يهتم بإخوته لأنهم كانوا أشرار معه في صغره، فهم الذين أساؤوا إليه وقطعوا أرحامهم. فهناك فرق كبير بين من يظلم الرحم فيقطع صلة ما أمر الله به أن يوصل، وبين من يتجنب ظلم الرحم حتى لا يفجع مرة أخرى فيهلك..! وعندما أخذ يوسف أخاه منهم ومن أبيه ﴿قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {78} قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ {79}﴾ سورة يوسف. فأبى يوسف أن يرضخ لطلبهم وذلك بسبب إجرامهم عليه في السابق، رغم علمه بأن أباه يعقوب عليه السلام شيخ كبير وكان يحبه حبا جما. ويوسف عليه السلام كان يتصرف بوحي من الله تعالى وكان يعلم أن أخذ أخيه منهم سوف يسبب أحزان لأبيه ورغم ذلك لم يتراجع عن موقفه اتجاه أخيه..! وذلك ليقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا وليبتلي يعقوب عليه السلام فيما كان يحبه كما ابتلى إبراهيم عليه السلام في إبنه إسماعيل، حتى تكون القلوب خالصة لله. والنتيجة أن ابيضت عينا الشيخ الكبير يعقوب عليه السلام من الحزن على فقدان ولديه يوسف وأخيه فلقد كان يحبهما كثيرا. فإنه لم ينس ابنه يوسف رغم غيابه كل هذه السنين الطويلة فهذه هي قلوب الأنبياء عليهم السلام فلقد اصطفاها الله تعالى لأنها خير قلوب البشر ولا تتغير مع مرور الزمن ولا تنقلب رأسا على عقب على أولادها رغم البعد والفراق ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ {84} قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ {85} قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ {86} يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ يوسف. ونرى من الآية الأخيرة أن من واجب الأب أن يسأل عن ابنه بغض النظر عن سبب الفراق والظروف التي حالت بينهما ليشعر أولاده بعطفه وحنانه اتجاههم. فما لا تراه العين يأسى عليه الفؤاد. وسئلت أعرابية : أيّ أولادك أَحبُ إليك، فنطقت من خلال غريزتها وقالت: "الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يرجع، والمريض حتى يشفى". ومن خرج عن غريزته فهو ظالم. وفي النهاية عندما رأى يوسف أن إخوته حاولوا أن يقنعوه بأن يتركوا أحدهم رهينة عنده ليأخذوا أخاهم المحتجز منه ويرجعوه إلى أبيهم الشيخ الكبير خشية وشفقة عليه من أن يصيبه الحزن ﴿قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ يوسف:78. ولكن يوسف أبى أن يرضخ لطلبهم. ثم بعد ذلك رجعوا إلى يوسف مرة أخرى من بلادهم لطلب أخيهم بقلوب صافية مقهورة مشفقه على حال أبيهم وأهلهم وقالوا له بإسلوب الذليل المقهور الراجي الفاقد الأمل ﴿يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ يوسف:88. فعند ذلك شعر يوسف بصدق نواياهم وأنه لا ظلم منهم بعد قولهم هذا، وأحس منهم التغير، فإنهم لم يبقوا على جهلهم السابق الذي عَهده عليهم، فتراجع عن موقفه وعرفهم بنفسه ﴿قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ {89} قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {90}﴾ يوسف. فاعترفوا بخطئهم له بإخلاص واستسلموا لأمر الله تعالى بما فضل بعضهم على بعض ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ يوسف:91. والملاحظ من القصة أن علاقة إخوة يوسف مع بعضهم البعض أو مع الناس الآخرين لم تكن علاقة عدوانية، بل كانت علاقة عدوانية مع أخيهم يوسف فقط، ومن أجل سبب واحد فقط وهو حب أبيهم الزائد له مما أدخل الغيرة والحسد في قلوبهم، ولو لم يكن ذلك السبب موجوداً في الأصل لما تصرفوا مع أخيهم يوسف بهذا الشكل. وفوق ذلك كله كان مربيهم نبي، أي أن أباهم كان يذكرهم بالله تعالى ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فلم يكونوا مفسدين في الأرض ولا سارقين ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ يوسف:73. الآن لو افترضنا بأن العلاقة كانت عدوانية مع كل فرد من أفراد إخوة يوسف اتجاه الفرد الأخر، بسبب أو بدون سبب، ولا يوجد رحمة أو مودة فيما بينهم وليس هناك من يقومهم ويدافع عن يوسف، وكانوا مستمرين بجهلهم وسوء معاملتهم وظلمهم لأخيهم يوسف..! فهل كان يوسف سيتراجع عن موقفه اتجاه إخوته في آخر القصة..؟ سؤال يحتاج التفكير. فهذا التصرف من يوسف عليه السلام فيه حكمة وموعظة لنا وأخبرنا به الله تعالى ليس من أجل التسلي بل لنتدبره وليكون قاعدة لنا نتعلم منها كيف نتصرف في مثل هذه المواقف الحرجة في العلاقات الأسرية ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءَايَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ يوسف:7 . والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يكون تصرف يوسف عليه السلام لو لم يكن أبوه نبيا وكان يظلمه مع ظلم إخوته له..؟ سؤال يحتاج لجواب؛ فلقد سمعنا بظلم الآباء والأمهات لولد دون ولد يحدث في زماننا هذا. ولقد قال طرفة بن العبد في معلقته:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند.
وعندما ترى أو تسمع إنسانا يعق والديه والعياذ بالله فلا تظلمه بالحكم عليه مباشرة بل انظر إلى المشكلة من أصلها فقد تكون بسبب عدم صلاح الأبوين وإساءة أحدهما أو كلاهما في تربية أولادهم، وقد أشار القرآن إلى هذه النقطة بوضوح فقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ الكهف:82 والآية تدل على أن صلاح الآباء يؤدي إلى حفظ الأبناء وصلاحهم. والصلاح مصدره القلب ولا يعلم بالقلوب إلا علام الغيوب الذي لا يغيب عن علمه شيء لا في السماء ولا في الأرض. ولذلك فقد انتبه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لهذه المشكلة فلم يحكم للأب حين شكا له سوء تصرف ابنه حتى أوتي بالإبن وسمع حجته ـ وهذا من الحق والعدل ـ وبعد أن سمع ماعند الإبن فلم يوبخه كما يفعل أكثر الناس لو كانوا بذلك الموقف. لأن الناس تتخذ قرارها من انعكاسات عواطفها وأحاسيسها اتجاه الأب أو الأم وخصوصا إذا استخدم الأبوين سلاح البكاء والدموع. ولكن عمر استخدم عقله ووجه كلامه إلى مصدر المشكلة وهي الأب وقال له: "يا هذا لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك". أي أهملته قبل أن يهملك، وظلمته قبل أن يظلمك، ولم تحترم حقوقه فلم يحترم حقوقك، ولقد أهنته فلماذا تطلب منه أن يكرمك، فلا تلومن إلا نفسك فهذا ما جنته يداك. وبهذا يكون عمر قد انتبه لمشكلة عقوق الآباء للأبناء منذ 14 قرن، ولقد برأنا الآباء والأمهات من تلك المشكلة في وقتنا الحاضر وحملناها على أكتاف الأبناء فظلمناهم بما لم تكسب أيديهم. لقد روي أن معاوية بن أبي سفيان غضب يوما علي ابنه يزيد، فأرسل إلي الأحنف بن قيس ليسأله عن رأيه في الأبناء، فأتاه الجواب: هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، فإنهم يمنحونك ودهم ويحبونك ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك. وقد علق الشيخ عبد الوهاب مطاوع على قول الأحنف بن قيس فقال: وأبوك أيها الشاب إن لم يكن لك أرضا ذليلة ولا سماء ظليلة بل كان شجرة جرداء بالنسبة لك لا ظل لها ولا ثمر، فبأي شيء يستحق الحب، ولا أقول البر به، لأن البر به بمعني حسن المصاحبة إذا احتاج إليك ذات يوم واجب أخلاقي وديني تؤديه رعاية لربك واحتراما لنفسك أنت وليس لأي شيء آخر. ولولا حذري من الإطالة لأسهبت بالشرح في هذا الموضوع لأهميته فهو ليس دعوة لعقوق الوالدين بل لبناء خلية الأسرة والمجتمع، فوراء كل أمة عظيمة تربية سليمة. فيا أيها العلماء والدعاة لا تعطوا كل انتباهكم وتفكيركم لمعالجة نتائج المشكلة، فلا يصلح العطار ما أفسد الدهر، بل الأولى أن تركزوا تفكيركم وانتباهكم على معالجة أصل المشكلة وجذورها. ورحم الله أحمد شوقي حين قال:
رضع الأخـلاق من ألبانها *** إن للأخلاق وقعا في الصغر
ناصر العمر
رحاب أسعد بيوض التميمي
محمد عبد الله العويد
خالد سعد النجار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة