محمد فهد إبراهيم الودعان
تصدير المادة
المشاهدات : 8309
شـــــارك المادة
لا شك أن الخلاف بين الناس وارد لا محالة وهو من طبيعة البشرية، ولا شك أن بين كل اثنين مختلفين حدًا مشتركًا من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان.
والمحاور الذكي الناجح هو الذي يبدأ في حواره مع الآخرين بالنقاط المتفق عليها وذلك من خلال طرح الأسئلة التي يعلم أن إجابتها ستكون بـ(نعم). والمحاور الذي يبدأ بتقديم نقاط أو مواضع الاتفاق بينه وبين الطرف الآخر، إنما يبدأ في الحقيقة بكسب ثقته، وبالتالي يبني معه جسرًا من التفاهم إلى الأمر محل الخلاف.
ولذلك نجد القرآن الكريم - في قصة يوسف - أشار إلى هذا الجانب أو الأدب: قال تعالى - عن إخوة يوسف في الحوار الذي دار بينهم -: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [يوسف: 8 - 10].
بدأ الحوار والنقاش بين الإخوة على موضع الاتفاق بينهم وهو قولهم: إن يوسف وأخيه الشقيق أحب إلى أبيهم منا، وأنه يفضلهما علينا، ونحن جماعة ذوو عدة وقوة، وأن أبانا لفي خطأ بين؛ لأنه فضلهما علينا من غير موجب نراه.
ثم اتفقوا على إبعاده والتفريق بينه وبين أبيه، ثم اختلفوا في كيفية الإبعاد، ثم اتفقوا أخيرًا على إلقائه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فيستريحوا منه.
الألوكة
عماد الدين خيتي
هيئة الشام الإسلامية
فايز الصلاح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة