أميمة الجابر
تصدير المادة
المشاهدات : 3604
شـــــارك المادة
كلنا يعيش الأزمات المتلاحقة , فقد تضيق الدنيا في عيون البعض, لكن الأزمات والابتلاءات لم تأت إلا اختبارا للعباد, تأتي ليطهر الله تعالي عباده, وعندما يشتد الضيق ضيقا, ويزيد الهم هما, فلا يلبث إلا ويلاحقها الفرج, لقوله تعالي "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"
وهناك عدة خطوات لخروج الإنسان من حالته الحزينة المهمومة : 1- أن نلجأ لله تعالي ساعة الكرب ولا نلجأ للعباد, نلجأ للسميع, البصير, القادر علي خلاصنا من أحزاننا, العليم بحوائجنا, الرحمن الرحيم "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.."
2-حسن الظن بالله تعالي والثقة بأن الذي يذهب ما نحن فيه هو سبحانه لقوله في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي", وعدم اليأس, والأمل فيما عند الله والصبر والصمود أمام التحديات وانتظار البشرى التي وعد الله تعالي بها عباده الصابرين عندما قال في كتابه الكريم "وبشر الصابرين". 3-الدعاء المتواصل, يقول الله تعالي "أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء أإله مع الله قليلا ما تذكرون "و يقول سبحانه أيضا "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان" خاصة الدعاء بالأعمال الصالحة ونحن نعرف قصة الثلاثة الذين ظلوا وحدهم أمام صخرة عظيمة تسد باب الغار عليهم فلا يستطيعون الخروج منه, فظلوا محبوسين فلا أحد يسمع لندائهم وصراخهم حتى دعا كل واحد منهم بعمل صالح كان قد فعله مخلصا لله تعالي, فظلت الصخرة تنفرج جزءا بدعاء الأول, ثم انفرجت جزء آخر بدعاء الثاني, ثم انفرجت نهائيا بدعاء الثالث, وكانت بركة الدعاء بالأعمال الصالحة الخالصة لله تعالي نجاة للثلاثة. وأيضا ترديد بعض أدية الكرب منها "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "ذلك الدعاء الذي دعا به يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت في الظلمات فما لبث أن خلصه الله تعالي من هذه المحنة القاسية, وغيره الكثير من تلك الأدعية, مع انتقاء وقت الإجابة كالثلث الأخير من الليل ,ووقت السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
4-ملازمة الاستغفار لقوله تعالي "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا". و حديث "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا, ومن كل هم فرجا, ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود وابن ماجة، عن ابن عباس رضي الله عنه وفيه ضعف. 5-ذكر الله كثيرا لقوله تعالي "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فذكر الله تعالي يغير القلوب من حال لحال فالذكر يملأها بالطمأنينة والسكون والراحة بدل من التوتر والقلق والخوف, ومنها قراءة القرآن. 6-مناصرة ومعاونة المحتاج, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم.
فعند الشدة والضيق يجد العبد الله عز وجل عونا له في شدته, لأنه لم يترك ذلك المحتاج ولم يدخر نفسه وقت حاجه الناس له.
7- التوكل علي الله وليس التواكل لقوله تعالي "ومن يتوكل علي الله فهو حسبه" فالذي يتوكل علي الله فهو يكفيه ويغنيه عن سؤال الناس, عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا" 8- بر الوالدين والإحسان إليهما وطلب الدعاء منهما ففي البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار وكان أحدهم باراً بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده. 9 - رد المظالم, ورعاية الأمانات, وأداء الحقوق, وفي حديث الغار توسل أحد الثلاثة برده الأمانة لأجيره بعد رعايتها له, ولاشك أن رد الأمانات والحقوق ورعايتها دفع للحجاب بينك وبين استجابة الدعاء وكشف البلاء, وفيه تنقية للنفس مما يتعلق بها من رغبات الدنيا والتكالب على متاعها خصوصا عندما لا تكون من حقه, وقد حرص سلفنا الصالح على ذلك بصورة شبه دورية, فيتدبرون الحقوق التي عليهم ويرعون الأمانة التي في إعناقهم ويردون المظالم التي علقت بهم. 10- تجنب الظلم ودعوة المظلوم, فكم من ظلم اقترفناه ونحن غافلون عن عقوبته, وكم من ضعيف أهملنا أمره في ذلك, فمن أراد تفريج كربه فليرع حاله وليجتنب الظلم, فلا يظلم أخ أخاه في ميراث أو أى شيء يكتسبه دون رضاه, ولا يظلم صاحب صاحبه ولا شريك شريكه, فمن الدعوات المجابة دعوة المظلوم "اتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" وقد حذر ديننا العظيم من الظلم أشد التحذير، وبين آثاره السيئة، وعواقبه الوخيمة ونتائجه المدمرة، على صاحبه. وعن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الظلم ظلمات يوم القيامة وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ثلاثة لا ترد دعوتهم, الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم"
المسلم
مجاهد مأمون ديرانية
عامر الهوشان
خالد روشه
خالد البيانوني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة