..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل حرك الكيميائي فجأة ضمير الغرب الميت ؟

أبو مضر

٨ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3375

هل حرك الكيميائي فجأة ضمير الغرب الميت ؟
hg;dldh.jpg

شـــــارك المادة

إن العالِم بخفايا الشرق والغرب، والذي يعلم السر وأخفى، ويعلم ما كان وما يكون وما هو كائن لو كان كيف كان يكون، يقول لنا: (( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ...)).

والناظر في أحداث الزمن القريب يعلم يقيناً أن الغرب والشرق ما عرفوا سوى مصالحهم، وخاصة إن كانت في الصف المجانب للمسلمين.

 


وما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا وما يحدث في سوريا وميانمارخير دليل على ما نقول.
أغرى الغرب رئيس العراق بدخول الكويت، ولفقوا له تهمة أسلحة الدمار الشامل، وضخمت الادارة الأمريكية خطر أسلحة العراق، فدمروا بالتعاون مع الفرس بلاد الرافدين، وحُلَّ الجيش الوطني صاحب التاريخ العسكري الناصع، ومزقوا العراق أشلاءً، ليسهل عليهم امتصاص دمائهم وبترولهم وخيراتهم، حتى أصبح العراق اليوم يصنف في أول عشر دول فاسدة، ورغم وارداته النفطية فإن العراقيين يعانون من الفقر وانعدام أبسط مقومات الحياة الانسانية.
ودرّب الغرب جماعة القاعدة لنسف أبراج التجارة، وليدخلوا أفغانستان بحجة الحرب على الإرهاب؛ لكن الكاتب الأمريكي دونالد لامبرو يكشف الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على أفغانستان بقوله: "ربما يرى العالم أفغانستان كتلة من الجبال تعلوها الأتربة والدخان...
لكن الجيولوجيين يرون أفغانستان عبارة عن ثروة طبيعية دفن في ترابها أغلى الثروات الطبيعية التي لولا كل هذه الحروب لكانت من أغنى الدول وأقواها على الإطلاق".
ويؤكد فريق العلماء الأمريكيين بقيادة العالم الجيولوجي والجغرافي (جاك شرودر) أن أفغانستان تملك أكبر مخزون في العالم من النحاس الأصفر، وتعد ثالث أكبر دولة تملك مخزونًا من الحديد الخام، وتعد أيضًا ثالث أكبر الدول التي تملك احتياطيًا من النفط والغاز الطبيعي في شمال البلاد وفي بعض أجزائها الجنوبية.
لذلك فكر مسؤولون أمريكيون في استغلال تلك الثروات بما في ذلك مناطق موارد المياه، وما الحروب المتتالية عليها إلا للسيطرة على هذه الكنوز النادرة التي دفنت تحت رمال صحرائها وصخور جبالها. ولما خافوا على آبار النفط في ليبيا قررت بعض الدول أن أن تبدأ هجومها على الرجل العجوز ولو بدون قرار الأمم المتحدة.
وما جرى منذ قريب في ميانمار دليل آخر على أن الغرب لم يفكروا مطلقاً يوما من الأيام في غير مصالحهم ولا يهمهم ما يجري للمسلمين خاصة ولو تمت إبادتهم جميعا، فالمسلم عندهم أقل من الحيوانات الأليفة في بيوتهم.
كانت ولاية آراكان دولة مسلمة حكمها 48 ملكاً مسلماً حتى احتلتها جمهورية بورما سنة 1748م ذات الأغلبية البوذية، وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة حصلت ولاية أراكان على 46 مقعداً، أعطي منها ثلاثة مقاعد فقط للمسلمين الذين يزيد عددهم عن سبعة ملايين.
في سنة 1942 حصلت مذبحة كبرى ضد مسلمي أراكان استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم ، وتم تهجير حوالي 1.5 مليون مسلم.
واليوم يتجول البوذيون في الأحياء المسلمة بالسيوف و العصي و السكاكين، ويتم ذبح آلاف المسلمين بالسكاكين في حفلاتِ موت جماعية، وتُحرَقُ جثثُهم، وتُغتصب نساؤُهم، وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم، وتطلق النيران على الآلاف منهم أمام أعين قوات الأمن دون أن يحرِّك العالَم الغربي والشرقي ساكنًا.
وفي سوريا الحبيبة التي تم تهديم ما يزيد عن ثلثها والتي ضم ثراها ما يزيد عن خمسين ألف شهيد وفي أقبية سجونها ما يزيد عن ربع مليون وفي العراء والمخيمات ما يزيد عن نصف مليون من السوريين الأشاوس.

اليوم يبدأ الغرب الحديث عن أسلحة الدمار الكيميائية السورية وهذا الحديث يشبه إلى حد بعيد الحديث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل غزوها.
تحدثت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في منتصف الشهر الجاري بأنّ رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قام بزيارة سرية لعدد من الدول الأوروبية، بحث خلالها مصير الأسلحة الكيميائية السورية، والقلق المتصاعد في كلّ من تل أبيب والعواصم الغربية من «سيناريو رعب» يتعلق بإمكان سقوط السلاح الكيميائي السوري في أيدي «منظمات إرهابية»، قد تهدد إسرائيل.
وقد أبدى أوباما خوفه من أن تتسرب هذه الأسلحة إلى أيدي الجماعات المسلحة الدينية، وتناغمت معهم بريطانيا التي أوعزت الى قائد جيوشها بالتنسيق مع الحليف الاكبر الولايات المتحدة ودول الجوار السوري، لوضع خطط للتدخل السريع بدعوى حماية أماكن السلاح الكيماوي.
فالخوف ليس ولن يكون على الشعب السوري المذبوح، وإنما خشية وصولها إلى المعارضة المسلمة والتي ستهدد دولتها الجديدة أمن إسرائيل، ومرتفعات الجولان.
ولو كان الزعماء الغربيون حريصين على سلامة الشعب السوري لعملوا بجد ومنذ الأشهر الأولى على نصرة هذا الشعب بالفعل لا بالقول، ولقدموا الدعم المالي والعسكري للثورة المباركة.
ولكن الغرب لا يريد الخير للعرب، بل يمعن في تفتيتهم وقتل بعضهم البعض، ليسهل قيادهم وإخضاعهم لمخططات الصهاينة.
ويحاول اليوم تنفيذ خطته الرامية الى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، حسب رؤية صهيونية يسهل عليهم السيطرة عليها، وتظل السيادة العسكرية لهم.
فمن المؤكد أن الضمير الغربي الميت لن يحركه إلا تهديد أمن إسرائيل، ومع الأسف مات معه ضمير الكثيرين من العرب. مات الضمير وشيعوا جثمانه لم يبق في الدنيا ضمير يذكر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع